سلسلة رجعوا التلامذة| هناء وجبر.. قصة زوجين من أوائل المتعلمين في قنا

في إحدى رحلات سلسلة رجعوا التلامذة التي أطلقتها “ولاد البلد”، لإلقاء الضوء على التعليم وتلاميذه في حقب مختلفة من التاريخ ذات تغيرات اجتماعية وسياسية كثيرة، زرنا في هذه الرحلة أسرة كان رب المنزل فيها وزوجته من أوائل المتعليمن بمدينته، شمالي قنا.
ألبوم صور يعلوه صورة لثنائي السينما المصرية وأيقونة الحب والرومانسية لجيل الستينيات وما بعدهم فاتن حمامة وعمر الشريف، محتفظ بحالته الجيدة رغم مرور أكثر من 40 عامًا، كانت تحمله برفق وحنين، بعد أن استقبلتني وزوجها، بقرية قصير بخانس.

 هناء محمد عبدالمنعم إحدى أوائل البنات المتعلمات في الستينيات والسبعينيات، وزوجها الدكتور محمد حسين عبدالمجيد، مدير الإدارة البيطرية السابق بأبوتشت، أيضًا من أوائل المتعلمين بالمدينة، وأول طبيب بيطري.

يومياتهم

تروي هناء ولدت لأب وجد نظار مدارس، وجد عالم دين حاصل على درجة العالمية التي كانت تتيح للحاصل عليها تعليم الآخرين، وعائلة تؤمن بالتعليم وأهميته، وضرورة تعليم الفتيات، أهالي القرية حينها كانوا بسطاء ووعيهم أقل فيعيبون على عائلتي خروج بناتهن للتعليم، وكأنها بدعة، ولكن عائلتي لم تهتم، كنت وأخواتي البنات نذهب مع عمنا الذي يكبرنا بسنوات قليلة وباقي شباب العائلة بحناطير حيث هي الوسيلة الوحيدة المتاحة حينها، كانت تأتي لأخذنا للمدرسة الإعدادية والثانوية بمدينة أبو تشت.

زوجي الدكتور محمد أوجبر كما عرف، كان من أبناء عائلتي وأيضًا ابن عمتي، وكان يسبقني بعامين أو 4 أعوام تقريبًا، التحق بالثانوية، إذ لم تكن توجد سوى مدرسة واحدة إعدادية وثانوية وهي مدرسة أبوتشت الإعدادية المشتركة حاليًا، حتى افتتحت مدرسة الثانوية بنين الحالية وحينها كانت مشتركة وكانت دفعتي هي أول دفعة بها.

تحفظت هناء على  نشر صورها في تلك المرحلة وحتى بدايات الجامعة التي كانت الفتيات فيها لا ترتدين الحجاب، وإنما أزياء حقبة الستينيات التي تميزت بتسريحات الشعر والجيبات القصيرة بعض الشيء والشيميزات.

الحياة الجامعية وتغيراتها

يقول دكتور محمد حسين، التحقت بكلية الطب البيطري بجامعة أسيوط، في السبعينيات، كأول طبيب في قريتي ومدينة أبوتشت، المرحلة الجامعية كانت أفضل مرحلة في عمري، وتختلف كثيرًا عن المرحلة الجامعية لأبنائي هذه الأيام، في أيامنا كانت الجامعة تهتم بدورها وهو التعليم الجيد، جامعة أسيوط كانت من الجامعات المصنفة على مستوى العالم، فضلاً عن اهتمامنا بالأنشطة وجماعات الجوالة وتنفيذنا لمبادرات خدمية عديدة في المجتمع.

وتقول أم هناء: التحقت بكلية العلوم والتربية وهي كلية التربية حاليًا بجامعة جنوب الوادي بقنا، مقرها كلية الهندسة حاليًا بمنطقة معبر، وسكن الطالبات يبعد عنها بقليل عمارة سكنية للطالبات، متذكرة أول عام كنا نرتدي أزيائنا العادية التي اعتدنا عليها دون حجاب، ولكن في العام الثاني من الجامعة كانت بدأت التيارات الدينية تقتحم مجتمع الشباب داخل الجامعة بقوة، وقيل ذات يوم من تريد حجاب تسجل اسمها في هذه الورقة وسجلنا جميعًا أسمائنا ودفعنا ثمن الحجاب حتى قصة الحجاب حينها مختلفة عن الآن أغلبها قطعة واحدة بيضاء في الغالب وقصيره بعض الشيء.

سكن المعلمين

مازال يتذكر الدكتور جبر سمات قرية قصير بخانس قديمًا والمدرسة الابتدائية الوحيدة الذي كان خاله هو ناظرها حسب قوله، وهي مدرسة قصير بخانس الابتدائية الآن، وكيف كان منزل والده هو سكن للمعلمين بإيجار من قبل إدارة التربية والتعليم  بـ3 جنيهات، هو ومنزل آخر بالقرية لصاحبة الحلاطي.

تروي هناء مازلت أتذكر الأستاذ خليل من بني سويف، وآخرين من محافظات عدة كانوا يقيمون في منزل عمي ووالد زوجي على عهدة والدي وجدي نظار المدرسة، مسترسلة أيام خير وعز.

بإغلاق ألبوم الصور والسماح لنا بنشر بعض محتوياته انتهى اليوم من داخل أسرة المعلمة بمعاش حاليًا والمعلمة المثالية لأكثر من عام، والدكتور جبر زوجها.

مقالات متعلقة:

سلسلة رجعوا التلامذة| صور نادرة في أسوان للدفعات الأولى لمعهد «الفنون المسرحية»
سلسلة رجعوا التلامذة| «همام» قصة كفاح معلم صباحًا وبائع «غزل البنات» مساءً
سلسلة رجعوا التلامذة| بـ«مريلة بني» زينات تلميذة مدرسة فرشوط عاصرت النكسة
سلسلة رجعوا التلامذة| عبدالجليل «المعلم المثالي».. أقدم «مدرس» في دشنا

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر