سلسلة عاشت الأسامي| تاريخ حارة شلة أقدم شوارع مدينة دشنا

شارع شلة أو درب شلة كما يحب أن يطلق عليه أهالي مدينة دشنا، هو أحد أقدم الشوارع في المدينة، إذ يرجع تاريخه إلي القرن الماضي.

تاريخ الشارع العتيق يرجع إلى زمن كانت فيه مياه نهر النيل تصل إلى شارع المحطة، مكونة ترعة، لذا أطلق على الشارع الآن “شارع ترعة المحطة”.

ترعة المحطة كانت تنتهي عند نهاية شريط السكة الحديد، في المنطقة المعروفة حاليًا باسم شارع الدريسة، ويطلق الأهالي على تلك الفترة من التاريخ بـ”الّلجة” وهي الفترة التي سبقت بناء خزان أسوان في القرن الماضي.

حارة السقا

عطا الله الزيدي، سكرتير مجلس مدينة دشنا الأسبق، يقول إن اسم الحارة الرسمي المقيد بسجلات وخرائط المجلس هو حارة عبد الله السقا، وهو أول من استوطن بالحارة وعمل بمهنة السقاية حتي الخمسينيات، وعندما ردمت ترعة شارع المحطة تغير شكل الحارة واشتهرت بعدها باسم حارة شلّه.

أما عبد الرحيم شلة يقول إن جده محمد عبد الرحيم كان من أوائل من سكنوا بالحارة، بعد ردم الترعة، وكان يعمل متعهدًا لنقل الغلال من شونتي دشنا والمحطة، وكان جده في ذلك الوقت صاحب أول شركة نقل بضائع في دشنا، في وقت كانت المدينة تشتهر بتجارة الغلال، بجانب انتشار المدشات.

شارع شلة
شارع شلة حاليًا

يتابع شلة أن شهرة جده ذاعت بين الأهالي وخصوصًا تجار الغلال، وأصبح كما يقولون “صاحب شلة” بسبب تجمع أعداد كبيرة من الناس حوله في مدخل الحارة بصفة دائمة، فاشتهر باسم شلة واشتهرت الحارة باسمه لتصبح “حارة شلّه . ”

حارة شلّه

ويلفت شلة إلي أن طبيعة وشكل الحارة جعلها من أشهر الحارات بدشنا، إذ تربط بين أهم شارعين بدشنا، هما المركز والمحطة، بالإضافة إلي ضيق الحارة التي لا يزيد عرضها عن مترين، ما يصعب من مرور أكثر من شخصين جوار بعضهما.

يضحك شلة حين يتذكر كيف كان يجب على أصحاب الجمال تنبيه المارة وأهالي الحارة قبل دخولها، ليستطيع المرور بسلام دون أن يعطل الطريق، مع ضرورة أن يخفض رأسه حتى لا تصطدم بشرفات المنازل.

ويوضح أن الجزء الخارجي من الحارة المتفرع من شارع المحطة تحسن شكله حاليا، بعد إعادة بناء المنازل ووفر مساحة مترين لصالح الشارع، ما أدى إلى توسعة مدخل الحارة من ناحية شارع المحطة، إلا أن الأجزاء الداخلية بالحارة مازالت ضيقة ومتعرجة.

يختتم أن أهم مشكلات الحارة تراكم مياه الصرف الصحي أسفل المنازل، الأمر الذي يهدد المنازل القديمة، ويسبب مشكلة إنسانية لنحو 100 أسرة يعيشون في الحارة، التي لم يشفع لها تاريخها.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر