هدم «درب 1718» بدون إنذار مسبق.. ومالكه: الخسارة كبيرة ماديا ومعنويا!

بعد جدل كبير استمر أكثر من عام، تم هدم «درب 1718» مركز الفن والثقافة المصري المعاصر ضمن خطة تطوير منطقة الفسطاط بالقاهرة القديمة. إذ فوجئ مؤسسه باقتحام المعدات وتدمير المبنى بالكامل بما فيه من أجهزت تقنية ومعدات فنانين قادمين من 34 دولة، دون سابق إنذار أو إخطاره بالإخلاء.

هدم مبنى درب 1718

أعرب معتز نصر الدين، المدير التنفيذي ومؤسس درب 1718، عن استيائه من هذه الواقعة. يقول: “في صباح يوم 2 يناير الجاري، تم هدم المباني بدون أي أسباب واضحة. وقد سبق ذلك إزالة المباني المجاورة للصرح الثقافي، كما تم قطع المياه والكهرباء عنه منذ سبتمبر 2023. وعلى الرغم من هذه التحديات، استمر فريق درب 1718 في ممارسة نشاطاته وأعماله، وتواصل مع الجهات المعنية في ظل الظروف الصعبة التي كانوا يواجهونها”.

وتابع: تجاهل الصرح الثقافي الأزمة الكهربائية والمائية جاء من خلال تنظيم احتفالية “شيء آخر” في قلعة صلاح الدين، والتي شارك فيها 150 فنانًا من جميع أنحاء العالم، من حوالي 34 دولة، برعاية وزارة السياحة والآثار. وقد تم تنظيم هذا الحدث العالمي على مدار شهر، وكان من المقرر تكراره سنويًا.

وبعد انتهاء الحدث، تم نقل الأعمال الفنية المشاركة إلى مبنى درب 1718، بعد انقضاء الحدث، قرر فريق درب 1718 الاستراحة لبضعة أيام. وعندما حاولوا الاتصال بسكان المنطقة لمناقشة مستقبل درب 1718 واستعادة الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه، تم إخبارهم بأنه يجب تأجيل هذه المناقشات حتى بعد انتهاء الانتخابات الرئاسية.

خسائر داخلية 100 ألف دولار

ويضيف نصر الدين، تفاجئنا وفريق العمل خلال فترة الإجازة التي استمرت منذ 31 ديسمبر حتى الثاني من يناير الجاري، بالهدم، بدون إنذار شفهي أو وجود إخطار رسمي. تواصلنا مع الجهات المعنية لمحاولة حل المشكلة، ولكن في الثاني من يناير تم تدمير المبنى بالكامل، بما في ذلك المعدات والأجهزة التقنية ومعدات الفنانين القادمين من 34 دولة.

وتقدر قيمة الخسائر الداخلية بحوالي 100 ألف دولار. ويقول: “الأجانب أصحاب هذه الأعمال تساءلوا عن هذه الأعمال وحتى الآن لم يتم الكشف عن الموضوع بسبب طابعه الدولي المخجل، الأمر الذي لا نحتاجه بالفعل”.

وعن التعويضات أوضح أنه لم يتم التواصل الرسمي بخصوص تعويضات رسمية حتى الآن. ويقول: “اتصل بي نائب المحافظ وأبلغني أن هناك مسألة هامة جدًا بالنسبة لهم وأنها ترغب في لقائي”.

وتابع: “سألتها لماذا لم تبلغني بقرار الهدم قبل تنفيذه. ذهبت والتقيت بها وقالت لي إنها ستبلغني عن التعويضات، لكن كل هذا مجرد كلام . وقالت لي إنها ستكون لديك كل شيء غدًا، ولكن هذا الكلام مر عليه أسبوع دون جديد”.

وعلى حد وصفه، من الواضح أنه لا يوجد نية حقيقية للتعويض. ويستكمل: “قالت لي إننا نعتبر الأمر مغلقًا، ولكن هناك مسألة هامة. لا أفهم لماذا تتخذ مثل هذه الإجراءات التي تعتبر إهانة لمصر أولا، حيث إنه مركز ثقافي مهم يؤدي دوره ويعزز سمعة البلد، وهو معروف محليًا وعالميًا، ويقدم خدمات للفنانين في جميع أنحاء العالم بشكل مستمر، نظرًا لأنه مؤسسة غير ربحية بالأساس”.

اقتحام وسرقة

يقول نصر الدين: “تمت محاولة اقتحام المبنى بدلا من هدمه، ولم نتلق أي إنذار رسمي أو وثيقة رسمية، فالمعلومات التي وصلتنا غير مباشرة من رئيس الحي عن طريق أحد الموظفين. وفي المقابلة الأخيرة مع نائب المحافظ ورئيس الحي، فوجئ بوجودي هناك”.

وتابع: كان المبنى مجهزًا على أعلى مستوى وكانت جميع الأعمال الفنية للفنانين موجودة به. ومنذ ذلك الحين، تجاهلوني ولم يردوا علي. كأنهم يتوقعون مني أن أجري ورائهم، وأنا لا أستطيع أن أفعل ذلك. لدي رسائل بريد إلكتروني رسمية مع الفنانين الأجانب الذين أعربوا عن نيتهم في رفع دعاوى قضائية، وهذا أمر خارج عن إرادتي، حيث تم اقتحام المكان وتدميره من قبل قوات غير مدركة لقيمة مصر ومكانتها، وهذا يشكل إساءة غير مبررة للبلد.

عرض من دولة عربية لإنقاذ درب!

ويضيف: إذا كنتم تقترحون نقل “درب 1718″ خارج مصر، فأنا لا أوافق. تعرضت بالفعل لذلك من دولة عربية، ولكنني رفضت تمامًا، لأن الهدف الأساسي لـ”درب” هو خدمة الفن والفن المعاصر في مصر، وهذا هو وطني ويجب أن يستمر فيه. أنا لا أطلب دعمًا ماليًا، أنا فقط أرغب في العمل. نحن منظمة غير ربحية وكل ما حدث كان بفضل جهودنا الذاتية.

من يرعى الفن المعاصر؟

«بعد درب 1718.. الفن المعاصر ليس له راعي في مصر، وهذا أمر لا ينكره أحد».. بهذه الكلمات عبر نصر الدين عن الخسائر غير المادية لهدم الصرح الثقافي. ويردف: “من غير المتوقع أن يتم هدم المباني دون أي إنذار شفهي أو إخطار رسمي. هذا العمل يعد انتهاكًا صارخًا للثقافة والتراث، بالإضافة إلى كونه انتهاكًا لحقوق الفنانين والجمهور”.

وقد أثارت الواقعة انتقادات حادة من قبل الجمهور والمثقفين والفنانين الذين يرون في درب 1718 ملاذًا ثقافيًا هامًا ومنبرًا للتعبير الفني. وتساءل الكثيرون عن الأسباب وراء هذا القرار الذي يبدو أنه يتعارض مع الحاجة الملحة للحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي لمصر.

اقرأ أيضا:

«درب 1718».. قرار «شفاهي» بهدم ملتقى الفنانين والحرفيين

مؤسس درب 1718 يكشف حقيقة إلغاء قرار هدم الصرح الثقافي| خاص

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر