صور وحكايات: بطل الزيتون

بين أكتوبر 1895 ويناير 1896، اندلع تمرد قاده الأرمن في بلدة الزيتون، ضد المجازر الحميدية التي بدأها السلطان العثماني عبدالحميد الثاني (حكم 1876 – 1909)، والذي أطلَقَ عليه الأرمن اسم السلطان الأحمر.

الزيتون، وتسمى حاليا سليماني، هي بلدة صغيرة في تركيا شمال مدينة عنتاب. كان الأرمن يتمتعون فيها، وفي المناطق المحيطة أيضا، بنوع من حق الحكم الذاتي، لكن هذا الأمر كان آخذا في التغير. إذ بدأت تركيا في سحب هذه الحقوق شيئا فشيئا، مع كثير من المضايقات والاضطهادات للأرمن. إلى أن بدأت المذابح في عهد السلطان عبدالحميد الثاني.

سمع سكان الزيتون بالمذابح التي ترتكب في القرى الأرمنية المحيطة، فأعدوا أنفسهم لمقاومة مسلحة بمساعدة من حزب الهنشاك. بدأ الأرمن بالهجوم على الحامية العثمانية القريبة وأسروا 600 من الجنود والضباط الأتراك. حدثت عدة اشتباكات بعد ذلك مع القوات التركية فاز فيها الأرمن وكبدوا الأتراك خسائر فادح.، ونتيجة لتدخل الدول الأوروبية، أنهى الأرمن مقاومتهم، وتم نفي زعماء حزب الهنشاك، وتخفيف العبء الضريبي عنهم مع تعيين نائب حاكم مسيحي. بلغت خسائر الأتراك خلال المعارك مع الأهالي ما بين 5000 إلى 10000 قتيل في أرجح التقديرات.

عاش بعدها أرمن الزيتون في سلام نسبي حتى الحرب العالمية الأولى. حين اندلعت المذابح مرة أخرى وتم ترحيلهم من البلدة.

أباه بطرسيان (1872 – 1928)، صاحب هذا الضريح، كان أحد الذين حاربوا لمقاومة المذبحة في الزيتون عام 1896. ويصفه شاهد القبر بأنه بطل الزيتون.

المكان: مدافن الأرمن الأرثوذوكس، السيدة زينب.

اقرأ أيضا:

صور وحكايات: رجل التخطيط

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر