"سكة فن" من قلب أسيوط

تعد “سكة فن” مبادرة فنية هدفها استخدام الفنون من موسيقى وإنتاج أفلام قصيرة، لمناقشة وعرض بعض المشكلات، التي يعاني منها المجتمع.
بدأت المبادرة عملها في أبريل 2015، حيث استطاعت خلال تلك الفترة إنتاج سلسلة من الأفلام القصيرة، تحمل عنوان “حكاويكي”، وهي تعبر عن بعض المشكلات التي تواجه الفتاة الصعيدية، يتم من خلالها توثيق بعض من حكايات وتجارب الفتيات والسيدات المختلفة.

سكة فن

وتقول كريستين حنا – 24 عامًا، صاحبة فكرة تأسيس مبادرة “سكة فن”، إنها تهوى السينما وصناعة الأفلام القصيرة من صغر سنها، حيث شاركت بإحدى مهرجانات الكنيسة في التصوير والإخراج السينمائي، واستطاعت من خلاله تعلم كيفية التعامل مع الكاميرا.
تخرجت كريستين في كلية التجارة قسم اللغة الإنجليزية بجامعة أسيوط، ولكن لم يقف شغفي حول صناعة وإخراج الأفلام السينمائية القصيرة، فقد حصلت على منحة دراسية لمدة عامين بمدرسة السينما “جيزويت”، وكان مشروع تخرجها فيلم تسجيلي يحمل عنوان “سابع سماء” مدته حوالي 37 دقيقة، من بطولتها هي وأختها.
وتمكنت كريستين من تأسيس مبادرة “سكة فن”، بمساعدة وتطوع مجموعة من الشباب والفتيات من محافظة أسيوط.

انطلاق الفكرة

وتشير الفتاة الأسيوطية إلى أن مبادرة “سكة فن”، هدفها استخدام الفنون في التعبير وعرض بعض المشكلات، التي يعاني منها المجتمع، منوهة بأنه تم تأسيسها في أبريل عام 2015.
تحكي كريستين عن بداية فكرة المبادرة، مشيرة إلى أنها انطلقت بعدما أعلنت جمعية “فكرة للتنمية”، عن مسابقة للمشروعات التنموية، التي تخدم المجتمع، تقدم أعضاء المبادرة للمسابقة بأحد أعمالها، وبعد اجتياز مراحل المسابقة، تم تأهيل المبادرة للمركز الثاني.
وتبنت الجمعية المبادرة لفترة، وحصلت كريستين على الدعم الذي استطاعت من خلاله الوقوف على قدميها، كما ساعدتها الجمعية في التسويق للمبادرة والإعلان عنها.

مشروع حكاويكي

وتضيف حنا أنه خلال السنوات الثلاث الماضية، استطاعت المبادرة إنتاج سلسلة من الأفلام القصيرة، تحمل عنوان “حكاويكي”، ويتم من خلالها توثيق بعض حكايات وتجارب الفتيات والسيدات بمحافظة أسيوط، لتشجيعهن على تحويل قصصهن إلى أفلام واقعية.
ويقدم الفيلم فتاة حقيقية تقوم بعرض التجربة بشكل روائي أو تسجيلي، منوهة بأن أول أفلام السلسة كان فيلم يدعى “بطاطس محروقة”، يناقش الفيلم قضية من إحدى القضايا الهامة، التي يعاني منها المجتمع وهي قضية التحرش.
ويظهر الفيلم التأثير السلبي للتحرش على الفتاة، وكيف يكون الأهل غير مدركين لما تتعرض له البنت في الشارع، حيث يتناول قصة فتاة تدعى “مورا” تعرضت للتحرش اللفظي والانتهاك الجسدي، من قبل مجموعة من الأطفال أثناء عودتها إلى المنزل.
ويضح الفيلم أن لا أحدًا يلتفت للضرر النفسي الذي تعرضت له الفتاة، كون المعتدي عليها مجموعة أطفال صغار السن.

أفلام قصيرة

أما الفيلم الثاني الذي أنتجته كريستين عبر “سكة فن”، فهو بعنوان “شغل سينما”، وتدور أحداثه حول تأثير السينما في حياة المراهقين، أما الثالث فهو فيلم “فاطمة”، من إخراج أحد أعضاء الفريق وهو رامي لمعي.
وتدور أحداث الفيلم حول حياة الفتاة العصرية ذو الأفكار والتجارب العديدة. مشيرة إلى المبادرة تنظم جلسات حكي، يعرض خلالها الأفلام التي أنتجت بحضور بطلة كل فيلم، والسماح بمساحة حرة للفتيات لتبادل الخبرات والأفكار.
وتشير كريستين إلى أن مدة الأفلام لا تزيد عن 20 دقيقة، منوهة بأن المبادرة تضم 2 من المؤسسين و8 أعضاء، وتهدف إلى مساعدة أصحاب المواهب في مجال صناعة السينما، على تنمية مواهبهم وتطويرها، من خلال الانضمام إلى فريق العمل.

تتطوع وصعوبات

وتنوه صاحبة فكرة “سكة فن”، بأن المبادرة مستقلة، ولا تتبع أي من الجهات، قائلة إن المبادرة تعتمد على نفسها ذاتيًا في التمويل، من حيث الإدارة والإنتاج.
وتضيف: “كلنا هنا متطوعون نتكفل بتكلفة إيجار المعدات والكاميرات، ونحاول أن نصمم فيديوهات قصيرة لبعض الكيانات، كإعلانات لتغطية بعض النفقات”.
وتشير كريستين إلى أن من أكثر الصعوبات التى تواجه مبادرة “سكة فن”، هي الوصول إلى الجهات الرسمية لدعم المبادرة والتمويل، منوهة بأنها عرضت الفكرة على الكثير من المؤسسات الخاصة لتبني الفكرة، ولكن تم الرفض.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر