ذكرى وفاة "الفراشة" سامية جمال

رقصت بكل اللغات، فراشة الرقص الشرقي حين تتمايل بخفة ودلع تميل معها روحك، تخلت عن الرقض لغرض إثارة الغرائز، ببدلة رقص بسيطة وجسد ممشوق رسمت البهجة، فكان لها طابع خاص في رقصها مزجت فيه بين الرقص الشرقي والرقص الغربي.

البداية

هي زينب خليل إبراهيم محفوظ، من مواليد قرية “بني القس” التابعة لمحافظة بني سويف، ولدت 5 مارس لعام 1924.
بدأت حياتها الفنية مع فرقة “بديعة مصابني” بعد أن جاءت القاهرة هاربة من قسوة زوجة أبيها عليها، حيث كانت تشارك في الفرقة في التابلوهات الجماعية الراقصة مع الفتيات خلف بديعة، التي أعجبت بجمالها الأسمر الهادئ، وقررت أن تخرجها من بين الراقصات الخلفيات وأن تجعلها تقدم رقصة منفردة في إحدى الحفلات.
واختارت  “مصابني” لها اسم “سامية جمال”، وقام مدرب الرقص في الفرقة بتلقينها بعض الحركات والزمها بارتداء كعب عالي، كانت خائفة للغاية فجاءت الرقصة سيئة، فأعادتها بديعة إلى مكانها الأول، لم تستسلم سامية للفشل وألحت على بديعة لتمنحها فرصة أخرى للرقص أمام الجمهور ولكن بدون مدرب رقص، فوافقت بديعة ونجحت سامية نجاحا مذهلا، ولو كانت فشلت لكانت طردتها بديعة من الكازينو كما اشترطت عليها.

أهم أعمالها

بعد النجاح الكبير الذي حققته سامية في الرقص بفرقة بديعة مصابني، اتجهت للسينما، فشاركت في عدد من الأفلام كراقصة تؤدي رقصة في الفيلم ضمن مجموعة من الراقصات، إلى أن جاءتها الفرصة عام 1941 مع فريد الأطرش في دور ثانوي بفيلم ”انتصار الشباب”، حيث ظهرت فيه في استعراض غنائي راقص لفت الأنظار إليها.
وانطلقت سامية بعد النجاح الكبير الذي حققه الفيلم لتقدم نفسها كممثلة وليست راقصة، لتحظى بأدوار البطولة، ولتكون مع الفنان ثنائيا فنيا ناجح بدأ بفيلم ”حبيب العمر”، واستمر لخمسة أفلام كانوا من أبرز أفلام الأطرش وسامية، وهي ”أحبك أنت وعفريتة هانم وآخر كدبة وتعالى سلم ومتقولش لحد”.
اعتمدت  سامية جمال في رقصها على الملابس المبهرة التي كان لها طابع خاص  والديكورات وكذلك الموسيقى، وكان يميزها جمالها الأسمر المصري ورشاقتها، بالإضافة  إلى أعمال متميزة شاركت فيها  مثل “الرجل الثاني وسكر هانم وغرام المليونير والعرسان  التلاتة”، وغيرها من الأعمال التي ظلت علامة فارقه في تاريخها  الفني.

الاعتزال والعودة

اعتزلت سامية جمال الرقص في أوائل السبعينات، ثم عادت مرة أخرى وكانت في الستين من عمرها، وذلك بعد انقطاع عن الفن لمدة 10 سنوات، بعد أن أقنعها الفنان سمير صبري، حيث عملت مع صديقها محمد أمين في فرقته الموسيقية، والذي أهدى لها مقطوعات موسيقية من ألحان فريد الأطرش لترقص على أنغامها، ولكنها اعتزلت مرة ثانية، حيث أرادات بذكائها الفني أن تترك انطباعا جميلا لدى الناس عنها يناسب مشوارها الفني الكبير، حيث كانت تريد أن يحفظها الجمهور في ذاكرته كما كانت بخفة روحها ورشاقتها.

وفاتها بالأنيميا

لكي تحافظ سامية جمال على رشاقتها، كانت تفضل عدم الأكل، فقط تأكل الخضروات وهو ما أصابها بالأنيميا، وأدى لدخولها للمستشفى قبل أربعة أشهر من وفاتها، حيث كانت تعاني من هبوط حاد في نسبة الهيموجلوبين بالدم، وفي الأول من ديسمبر رحلت عن عالمنا بعد مشوار من العطاء الفني قارب على النصف قرن، بعد غيبوبة دامت لمدة 6 أيام لتتنهي بعدها حياتها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر