حكاية أجزخانة ستيفنسون التي لا يغيرها الزمن

تغير عبر الزمان اسم شارع عبد الخالق ثروت، بالقاهرة، فمر قبل ذلك باسم شارع المناخ وشارع الملكة فريدة، لكن بقيت “أجزخانة ستيفنسون” على اسمها وفي مكانها، في شارع عبد الخالق ثروت.
تظهر أجزخانة ستيفنسون من خلف شجرة فاترينة وبوابة زجاجية مرسوم عليهما إعلانات من الأربعينيات والخمسينيات “يتي ملكة شفرات الحلاقة”، ” بيرس هو الصابون الشفاف المحتوي على الجلسرين”، “مستحضرات الجمال اسكلاكس”، وأعلى الباب الزجاجي مكتوب في إطار خشبي للشباك العلوي القديم الزجاج اللافتة التعريفية للمكان (أجزخانة ستيفنسون) لصاحبها الدكتور إحسان سمعان رقم الرخصة 1353.

في واجهة الأجزخانة من الداخل الرفوف العالية مصفوف عليها زجاجات التركيبات الكيميائية الفارغة، وملصق عليها برسومات تعريفية وأسماء من الاربعينيات وبداية الخمسينيات.
التقيت بصاحب الأجزخانة الحالي زهير، ابن الدكتور إحسان سمعان، الذي حكى كيف اشترى والده الأجزخانة من استيفسون عام 1950، وأن تاريخ الرخصة المعلقة بالداخل في 8 نوفمبر من نفس العام، ومستخرجة من وزارة الصحة، والترخيص كان به توكيل كودك ايضا قبل وجودها في مصر.
يوضح زهير أن الحفاظ على طراز الصيدلية وديكورها متعمد، ولكن “أي حاجة بتتكسر مبنعرفش نرجعها زي ماهيه” ونحاول ألا نغير فيها؛ كنا قديما نذهب مع أبي للمزادات لشراء التحف القديمة.
إعلانات المنتجات القديمة ما زالت موجودة على زجاج الأجزخانة من زمن، وكانت التركيبات أهم ما يميز الصيدلية، لكن حاليًا لا يوجد تركيبات إلا في أماكن محدودة، وكان لكل صيدلية تركيبات تشتهر بها عن غيرها، وتركيبات الأدوية لعلاج الكحة أو الشعر وأكثرها لعلاج الأمراض الجلدية، فقد كان الطبيب يحدد التركيبة في الوصفة الطبية.

في أعلي الأرفف من اليسار موضوع دورق زجاجي كبير يسمى “الجامدنة” وهو مخصص لمادة السبرتو، فقد كان يركب به خرطوم لاستخراج السبرتو الطبي، ويعبأ السبرتو في زجاج يغلق ببرشام فل محكم حتى لا يتطاير، وكانو قديما يذهبون لمصنع الحومدية عبر المعدية في النيل للحصول عليه.
كان “الانجلو” فخاري- هيللر؛جهاز تنفس يستخدم لعلاج حساسية الصدر، وكانت تعبئة الأدوية من خلال التغليف الورقي وربطها بالدوبارة وكانت الدوبارة ملفوفة داخل كريستال، والتركيبات الدوائية تعبأ في كبسولات عليها اسم الأجزخانة وعند البلع تذوب الكبسولة بالداخل مثل الفريسكا.

والسيترونيلا كانت تخلط زيتها مع الليمون والسبرتو ويمسح من التركيبة بالقطن علي الجسم لمنع لدغات البعوض.
ويحتفظ زهير بنموذج لشفرة الحلاقة “يتي”، المعلن عنها على فاترينة الأجزخانة، ويصفها بأن الموس له ثلاثة ثقوب لتثبيته في ماكينة الحلاقة، وتفك وتركب بطريقة مميزة.
ستيفنسون شركة إنجليزية تأسست في إنجلترا عام 1856، متخصصة في الكيمياويات والأدوية، وتوسعت في عدة مجالات عبر التاريخ.
الأجزخانة موجودة في مبنى الشوربجي أو”ديفيز براين” والمبنى عام 1910م وانتقلت ملكيته من الأخوة براين من ويلز إلى المحاسب فريد برسلو، الذي اشترى حصة من الملكية ثم اشترى عقار الشوربجي، الذي أُمم فى الستينات وأعيد للعائلة في 2008، وهو حاليا في ملكية شركة الإسماعلية.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر