بودكاست| شواطىء الإسكندرية تاريخ له أصل وحكاية

عروس البحر المتوسط، وأولى سكندريات العالم، جميعها تسميات أطلقت على مدينة الإسكندرية التي تطل على ساحل البحر المتوسط في مصر.

وتشير المراجع التاريخية إلى أن الإسكندر الأكبر أسس المدينة عام 332ق.م، وذلك عن طريق ردم جزء من المياه يفصل بين جزيرة ممتدة أمام الساحل الرئيسي تدعى “فاروس” بها ميناء عتيق، وقرية صغيرة تدعى “راكتوس” أو “راقودة” يحيط بها قرى صغيرة أخرى تنتشر كذلك ما بين البحر وبحيرة مريوط، واتخذها الإسكندر الأكبر وخلفاؤه عاصمة لمصر لما يقارب ألف سنة، حتى الفتح الإسلامي لمصر على يد عمرو بن العاص سنة 641.

أصل التسمية

تتميز شواطئ الإسكندرية بلونها الأزرق المتدرج وأمواجها التي تحدث صوتا عند ارتطامها برمال الشاطئ الناعمة، إذ كانت دائما “بلاجات” الإسكندرية مصيفا يجذب كثير من السائحين من داخل مصر وخارجها، حتى أن كثير من أفلام القرن الماضي لا تخلو مشاهد منها تم تصويرها في الإسكندرية وشواطئها الشهيرة، فدائما ما كانت تلقب بأنها عاصمة “الثقافة والفنون”.

تغنى الكثير من المطربين بالإسكندرية وشواطئها مثل، المطربة اللبنانية فيروز في أغنيتها “شط إسكندرية”، وقنديل “بين شطين وماية”، “يا اسكندراني” علي الحجار، “أيس كريم في جليم” عمرو دياب، فلكلور “إسكندرية المحروسة”.

فيما ارتبط كل شاطئ بالاسم الذي أطلق عليه منها، ولكل تسمية تم إطلاقها معنى وأصل تاريخي مثل، “إستانلي، الشاطبي، سيدي بشر، العجمي، المندرة، جليم، سابا باشا، المنتزه”.

كورنيش الإسكندرية

يمتد ساحل البحر الأبيض المتوسط بطول حوالي 70 كيلو مترا شمال غرب دلتا النيل، ويحد الإسكندرية من الشمال البحر المتوسط، وبحيرة مريوط جنوبًا حتى الكيلو 71 على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي، ويحدها من جهة الشرق خليج أبوقير ومدينة إدكو، ومنطقة سيدي كرير غربًا حتى الكيلو 36.30 على طريق الإسكندرية – مطروح السريع.

ورغم أن كورنيش الإسكندرية حديث العهد، أي تم تدشينه في مطلع القرن الماضي، إلا أنه أصبح بعدها بعدة سنوات مقصدا لجذب وإعجاب العالم، وخلد الروائي الإنجليزي لورانس داريل رباعياته عن الإسكندرية واصفا سحر وجمال الكورنيش بها، وذلك وفقا لكتاب “دليل الإسكندرية القديمة وضواحيها”، طباعة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة.

تاريخ المدينة

في عهد الملك فؤاد الأول تحديدا ثلاثنيات القرن الماضي، تم الانتهاء من إنشاء كورنيش الإسكندرية عام 1934م، ويذكر في كتاب “الإسكندرية”، من المخطوطات النادرة بمكتبة الإسكندرية، الذي طبع في عهد الملك فاروق، أن كورنيش الإسكندرية أنشئ قبل المدينة ذاتها.

مراحل عمل

ذكر كتاب “دليل الإسكندرية القديمة وضواحيها”، طباعة الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة، أنه تم إنشاء كورنيش الإسكندرية على 6 مراحل، المرحلة الأولى بدأت عام 1925م مابين منطقة “السلسلة” و”الشاطبي”، ثم المرحلة الثانية من “الشاطبي” حتى “كامب شيزار”، والمرحلة الثالثة من كامب شيزار حتى سبورتينج، والرابعة من شارع الدلتا حتى شارع بورسعيد بكيلوباترا.

وفي الخامسة، وصل الكورنيش إلى منطقة مصطفى كامل، ولكن تسبب وجود قوات الاحتلال الإنجليزي آنذاك في عرقلة المشروع، وتوقف العمل به حتى عام 1931م عندما استطاعت السلطة التنفيذية المصرية فرض سيطرتها واستكمال مشروع بناء الكورنيش الذي استكمل من “كليوباترا” حتى منطقة “إستانلي” وخلالها تم بناء خليج “إستانلي” ليكون شاطىء للاستحمام ، وتم الانتهاء من العمل فيه عام 1932م على يد “دنتامارو” و”كرتاريجيا”.

وفي المرحلة السادسة والأخيرة، بدأت من إستانلي حتى قصر المنتزه، وبذلك اكتمل كورنيش الإسكندرية عام 1934م بطول 20 كم، تبدأ من قصر رأس التين حتى قصر المنتزه، وتمت إضافة أجزاء جديدة من كورنيش الإسكندرية ابتداء من منطقة الشاطبي وحتى المنتزه في تسعينيات القرن الماضي.

أول مصيف

يعد مصيف الخديوي إسماعيل 1870م، من أقدم المصايف بالإسكندرية، فهو عبارة عن كوبري يمتد من اليابسة حتى كوخ، ذو سقف جمالون ويعلو الماء بركائز.

وعرفت الإسكندرية البلاجات منذ عام 1900م، عن طريق حمامات تعرف باسم حمامات “زورو” بالقرب من منطقة الميناء الشرقي للمدينة.

وكان أول من أقام منزل على الكورنيش هو حسين باشا سري في منطقة سيدي بشر، وأيضا منزل الأميرة قدرية حسين ابنة السلطان حسين كامل، وفيلا “لولي” لصاحبها مصطفى باشا فهمي، مهندس تخطيط الإسكندرية والقاضي ورئيس الوزراء الأسبق في تلك الفترة.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر