حوار| "عبد القادر" الفائز بـ"النشر الإقليمي بقنا": تجربتي مغايرة والإنسان همي الأول

شنهور يا بلدي
يا كل حبايبي وخلاني
نربي ولادنا في سنين
وتاكلهم العربيات في ثواني

بهذه المربع الشعري استهل القاص محمد عبد القادر، الفائز بجائزة النشر الإقليمي بقنا في القصة القصيرة حديثه حين استرجع ذكريات ظهور موهبته الأدبية.
يقول عبد القادر إنه أنهى الشهادة الإعدادية في سنة ثمانين، ولم تكن له أي علاقة بالأدب أو الشعر، حتى وقعت حادثة دهس طفل على الإسفلت العمومي لقرية شنهور بقوص، وتزامن ذلك مع انضمامه لمركز شباب قوص، وتكليفه بعمل مجلة حائط وكتابة مقال.
ويتابع، دون أن أدري سردت الأبيات السابقة، ثم شرعت في الحديث عن الفاجعة التي تحصد أرواح أطفال شنهور كل يوم، مطالبا بإنقاذ الإنسان، وكانت تلك البداية، مشيرا إلى أنه اكتشف موهبته بفضل تلك الحادثة والتي أثرت فيه بشكل شخصي، كما أثرت في تجربته الأدبية.

 قدم لنا سيرتك الذاتية؟

محمد عبد القادر التوني، من مواليد شنهور بقوص، حصلت على الشهادة الثانوية عام 1983، والتحقت بالمعهد العالي للخدمة الاجتماعية بأسوان وتخرجت فيه عام 1987، وعينت أخصائيا اجتماعيا في قوص، ثم أعرت للعمل بالسعودية لمدة عامين وبعدها إلى اليمن لمدة عام ونصف، وأنا حاليا كبير أخصائيين اجتماعيين في مدرسة شنهور الثانوية، ولدي ثلاثة  أبناء، الأكبر بكلية الهندسة وابنة بكلية التربية تعليم أساسي وابني الأصغر في الصف الثالث الإعدادي، وعضو منتسب بنادي أدب قوص، ومجموعتي القصصية “الدواء في الحذاء” أول عمل ينشر لي.

كيف بدأت تجربتك بعد اكتشاف الموهبة؟

تجربتي تجربة مغايرة، لأن علاقتي بدأت بالأدب بشكل تلقائي وفي سن صغيرة، وبدأت بلون المربع الشعري، ثم تحولت قليلا نحو كتابة المقالات والأبحاث، وانشغلت عن الأدب بسبب الدراسة بمعهد الخدمة الاجتماعية بأسوان، ثم انقطعت صلتي بالأدب تماما حين سافرت بحثا عن لقمة العيش بالسعودية لمدة عامين واليمن لمدة عام ونصف، لأعود في أوائل التسعينات ببداية جديدة.
وتواصلت بعد عودتي مع جريدة القاهرة، وبدأت لأول مرة في كتابة القصة القصيرة وبالتوازي كتبت في شعر الومضات، وبعدها شرعت في أول مجموعة قصصية لي وهي المجموعة الفائزة، كما كتبت مجموعة أخرى في القصة القصيرة جدا لم تنشر بعد.

اسم مجموعتك القصصية “الدواء في الحذاء”.. لماذا الحذاء؟

المجموعة القصصية تقع في 22 قصة، كلها تركز على الإنسان المجرد بكل همومه وعذاباته، بينما الواقع يسحقه مثل الحذاء ويقدم إليه الدواء وعليه أن يتجرعه رغما عنه، ومن الملاحظ أن استخدام الحذاء في الفنون الأدبية شائع بين الأدباء وهو محاولة منهم للثورة ضد الأوضاع المتناقضة والتي تولي الحذاء أحيانا أهمية أكثر من الإنسان.

ما هي أقرب قصة من وجدانك؟

قصة “المعول” وهي من القصص المؤثرة فيّ بشكل شخصي لأني عشت تجربتها بنفسي، ومن شدة تأثري بها حفظتها عن ظهر قلب. والقصة حدثت بالفعل حين مرضت زوجة أخي بمرض خبيث وأودعت في مستشفى الأقصر الدولي، وكنا وأخي والعائلة حولها بالمستشفى، وتصادف أن أخاها كان يعمل طبيبا في نفس المستشفى، وكان يدخل علينا على مدار كل ساعة ومعه طبيب آخر وينظران إلى المريضة ويتحدثان بالإنجليزية ثم ينصرفا، ليزيد ألمنا وحزننا. وأذكر أنه مرة بعد دخل وتحدث مع زميله لمحت دمعة وقد توقفت على عينه، فالقصة تتحدث عن المعول الذي يشبه الصداع المزمن الذي دار برأس الطبيب ورأسي، ونحن نعرف أن القدر قال كلمته ولا نملك شيئا، ومع ذلك لا نستطيع إيقاف دقات المعول المتوالية في رؤوسنا.

ما هو الأسلوب السردي الذي استخدمته في مجموعتك القصصية؟

أفضل استخدام أسلوب الراوي العليم، والذي يعاصر الأحداث ويتأثر بها ويؤثر فيها، بحكم أن همي الأول هو الإنسان وهمومه وأحزانه، وبحكم تأثري بثقافة الحكي في قوص وهي ثقافة أصيلة في محافظة قنا.

ما رأيك في تسمية “أدباء الأقاليم” الشائعة في الوسط الثقافي؟

اعتقد أن التسمية الهدف منها فقط التمييز الجغرافي والإداري لعمل قصور الثقافة، ولا اعتقد أنه يجوز تصنيف الأديب بحسب موقعه الجغرافي بل بحسب منتجه الأدبي، وحاليا هناك أسماء كبيرة في مجال الأدب حققت النجاح والشهرة من الأقاليم دون الحاجة للإقامة بالعاصمة كما يفعل الكثيرين، والعمل الجيد يفرض نفسه في أي مكان.

ما هي مشاريعك المستقبلية؟

انتهيت من تأليف مجموعة قصصية من فن القصة القصيرة جدا وديوان شعر عامي للأطفال وديوان من شعر التوقيعات، وأيضا انتهيت من كتابة أول رواية لي تحت عنوان “وجع السنين”، واطمح في العام القادم أن أتقدم بها لمسابقة النشر الإقليمي لطبعها.

هل ترى أن برنامج النشر الإقليمي ساهم في حل مشكلة الأدباء في طبع أعمالهم؟

بالطبع وبشكل كبير، فتكلفة طبع 100 نسخة متوسطة الحجم حاليا لا تقل عن 3 آلاف جنيه، ومعظم الأدباء متوسطي الدخل، أما من خلال المشروع فالمبالغ رمزية جدا مقارنة بدور النشر الخاصة، كما ساهم المشروع في نشر الكتب عبر المواقع الثقافية وفي المعارض الشعبية.

ما هي أحلامك على المستويين الأدبي والإنساني؟

على المستوى الأدبي، أتمنى أن أوفق في طبع باقي أعمالي وأن استمر في كتابة الأدب خصوصا القصة القصيرة، أما على المستوى الإنساني بشكل شخصي، أتمنى أن يوفق ابناي الاثنان في تعليمهم الجامعي وابني الثالث في المرحلة الإعدادية، وعلى المستوى العام أن يحيا الجميع حياة كريمة وان تتحسن الظروف الاقتصادية للبلاد.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر