لغز الشيخ السوداني الذي تخلي عن الصوفية من أجل الملك فاروق

اسهم الشيخ السوداني صالح كرار عبر تنقله في الصحاري يشدو بصوته العذب في حلقات الذكر وترتيل القرآن، في إقناع عدد كبير من أهل السودان إلى الصوفية، خلال القرنين التاسع عشر والعشرين. لكن الشيخ نفسه تحول زهده فى الحياة إلى شغف بلقاء الملك فاروق في بدايات خمسينيات القرن الماضي. وقادته الصدفة إلى تحقيق حلمه المؤجل.

احتفالات للملك 

في السادس من مايو عام 1951، احتفل القصر الملكي بمناسبتين الأولى عيد جلوس الملك فاروق على عرش مصر، والثانية حفل زفافه الثاني من الملكة ناريمان، وشهد الاحتفال بالمناسبتين حضور ضيوف غير متوقعين لتهنئته، وأبرزهم المتصوف السوداني صالح كرار الذي أتى إلى مصر لأول مرة في هذا اليوم.

رحلة الشيخ السوداني

 كان الشيخ المتصوف السوداني صالح كرار يسير في بادية السودان، ينشد أغنية صوفية حتى قابل فرقة «الجوالة السودانية» صدفة، وبعدما سألهم عن وجهتهم أخبروه أنهم متجهون إلى شمال الوادي «مصر»، للاحتفال بالعيد الثامن عشر لتنصيب الملك فاروق، الملقب بالكشاف الأعظم.

ووفقا لما ذكرت مجلة «الإثنين والدنيا»، فور أن سمع الشيخ صالح كرار اسم الملك، حتى أصر أن يصطحبوه معهم لمقابلته شخصيا، وكان للشيخ صالح شهرة واسعة في السودان في ذلك الوقت واشتهر بإقامة جلسات الذكر يوميا في أنحاء السودان.

عرض الكشافة السودانية 

انضم الشيخ صالح إلى فريق الكشافة في رحلتهم إلى مصر، وباعتباره الأكبر سنا ومقاما، تقدمهم في المسيرة، حتى وصلوا إلى «جمعية الكشافة المصرية» وبعدها إلى الحفل، وقدمت الفرقة السودانية عدة عروض أبرزها الرقصة الوطنية بالحراب على دقات الطبول وهم يرددون:

ملك الملوك مبروك م العين يحميك الله

أهل السودان حبوك يا فاروق يرعاك الله

نال هذا العرض إعجاب كل الحضور وعلى رأسهم الفريق عمر فتحي باشا، كبير الياوران ونائب الملك فاروق آنذاك، وقال جملته الشهيرة: «عشنا في السودان ربع ساعة بصحيح»، وبعد ذلك قدم فريق «جوالة المركز العام لمجمعية الشبان المسلمين» عرض آخر وكان نصف أعضاء الفرقة من مصر، والنصف الآخر من السودان.

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر