الليثي يحكي ذكريات دخوله ميدان السيرة الهلالية مع خاله سيد الضوي
كل عشاق السيرة الهلالية وسامعيها يعرفون جيدًا من هو سيد الضوي، الملقب بفارس بني هلال الأخير، بصفته حكَّاء السيرة الهلالية الأخير بعد رحيل علي جرمون وجابر أبوحسين، لكن قد لا يعرف الكثير منهم أن هناك من تربى على يد سيد الضوي وحفظ السيرة منه وهو ابن اخته أشرف الليثي.
ولِدَ الفنان الشعبي أشرف الليثي بمدينة قوص جنوبي محافظة قنا عام 1974، وبرغم أن الليثي، ابن اخت سيد الضوي إلا أن الصدفة لعبت دورها في أن يدخل الليثي عالم السيرة وفرقة خاله سيد الضوي.
“كنت في مولد سيدي أحمد الطواب في قوص، كان عندي 10 سنين”، هكذا يذكر الليثي المرة الأولى التي سمع فيها خاله سيد الضوي يغني، ويستكمل الليثي أعطاني خالي سيد جنيهًا وقال لي “أحلق شعرك و البس جلبية نضيفة هاخدك معايا فرح”.
ويضيف الليثي أن استقبال الجماهير وانتظار الناس لسماع السيرة والفن الشعبي جعلني أعشق الفن الشعبي والسيرة الهلالية، ما دفعني أن أطلب من خالي أن يعطيني دفًا صغيرًا أو “طار” لأضرب عليه، فرد الضوي “أنا هديك طار كبير تدق عليه”.
يحصل الليثي على الطار ويدق عليه و يبدأ رحلته مع الضوي في الأفراح و ليالي السيرة، لكن لأول فرح يغني فيه الليثي حكاية أخرى يثبت فيها الضوي قدم ابن اخته في طريق الفن الشعبي.
يطلب الضوي من ابن اخته أن يقدم بعض أغاني الفن الشعبي الصعيدي بجانب ما يقدمه الضوي من السيرة الهلالية طوال الليل، يصف أشرف الليثي شعوره أمام الجمهور لأول مرة و كأنهم أوقفوه لقطع رأسه، فالجسد يرتعش ودقات القلب تتسارع وترفض العين النظر للجمهور، ويتوجه الليثي بنظره للفرقة، يقف الضوي لينصح ابن اخته “غني يا خالي أنت حلو، والناس لو مش قابلاك مش هتسيبك تغني”.
الليثي يتابع “لخالي سيد الضوي فضل كبير عليّ في حفظ السيرة الهلالية”، فمع مرور الوقت حفظ الليثي حكايات من السيرة مثل أولاد راجح، نحسة بنت زين العجازي نزول العرب تونس، عزيزة ويونس، وغيرها من حكايات السيرة الهلالية التي يحكيها الضوي ويحفظها ابن اخته.
“كل حكاية يحكيها خالي سيد الضوي من السيرة الهلالية وأرددها ورائه في الأفراح والليالي، تمر ببالي حتى في منامي”، وهكذا حفظ الليثي الذي لا يجيد القراءة والكتابة كل حكايات السيرة الهلالية عن خاله سيد الضوي.
في العام 1997 يسافر الليثي مع خاله إلى فرنسا، وبعدها إلى إنجلترا، وكما نزل العرب تونس في حكايات السيرة الهلالية يسافر الليثي مع الخال عبدالرحمن الأبنودي إلى تونس، ومع أحمد عبدالمنصف حزين من مدينة إسنا سافر الليثي إلى سويسرا للمشاركة في فيلم عن راوي السيرة الهلالية سيد الضوي.