بعد هدم 33 قصرًا.. من يحمي تراث الإسكندرية؟

مثل أوراق الشجر التي تتساقط في فصل الخريف أصبح تراث الإسكندرية المعماري، بعد الإزالات التي طالت عدد كبير من المباني ذات التصميمات النادرة.

وفي الفترة الماضية بدأت عدة صفحات “سوشيال ميديا” تنشر صورًا لهدم المباني التراثية، مثل ما نشرته مؤخرًا صفحة “انقذوا الإسكندرية”، على أمل اهتمام المسؤولين، وتوقف “بلدوزرات الهدم”.

ويقر الدستور المصري في المادة 50 من باب الحقوق والحريات على أن تراث مصر الحضاري والثقافي والمادي والمعنوي، بجميع تنوعاته ومراحله الكبرى، المصرية القديمة، والقبطية، والإسلامية، ثروة قومية وإنسانية، تلتزم الدولة بالحفاظ عليه وصيانته، وكذا الرصيد الثقافي المعاصر المعماري والأدبي والفني بمختلف تنوعاته، والاعتداء على أي من ذلك جريمة يعاقب عليها القانون.

بداية مسلسل الهدم  للفيلات التراثية

وبحسب تصريحات سابقة لدكتور محمد عوض، رئيس اللجنة الدائمة للحفاظ على التراث بالإسكندرية فإن عدد المباني التاريخية التي هدمت من قبل أصحابها قبل خروجها ومحوها من قائمة التراث فى الإسكندرية يبلغ 30 مبنى.

أبرز تلك المباني فيلا “أجيون” التي صممها المعماري الفرنسي “أوجست بيريه” منذ أكثر من 90 عامًا، ودير “سانت كلير”، وفيلا “النقيب”، وفيلا “الملكة ناريمان”، وقصر لورانس داريل بمنطقة محرم بك، وقصر قرداحي، وفيلا شيكورال.

هذا بالإضافة إلى مبان تعرضت للهدم قبل البت في التظلم المقدم من أصحابها إلى القضاء، ويبلغ عددها 17 مبنى، فى حين يبلغ عدد المباني التى شوهت وخربت، وهدمت أجزاء منها 22 مبنى.

وطالبت لجنة “الحفاظ على المباني والمناطق التراثية بالإسكندرية” في بيان سابق لها بالحفاظ على 1135 مبنى، تشمل 1109 مبانٍ ذات طراز معماري مميز، و10 مرتبطة بشخصية تاريخية، و8 تمثل مزارات سياحية، و6 مرتبطة بالتاريخ القومي، ومبنيين يمثلان حقبة تاريخية.

وشكلت لجنة الحفاظ على المباني والمناطق التراثية بالإسكندرية، برئاسة الدكتور محمد عوض، وعضوية 14 أستاذًا وباحثًا في كليتي الهندسة والفنون الجميلة، بقرار من محافظ الإسكندرية عام 2008

فيلا أجيون

أكوام تراب وحجارة، هو ما تبقى من عشرات المباني التراثية بالإسكندرية، أشهرها فيلا “أجيون جوستاف” التي صممها المعماري الفرنسي أوجوست بيريه، رائد استخدام الخرسانة المسلحة في إنشاء المباني، بعد أن فشلت محاولات المهتمين بالتراث المعماري لمنع أعمال الهدم في 2014.

فيلا شيكوريل 

ملكية الفيلا تعود إلى الثري اليهودي يوسف شيكوريل، الذي بناها عام 1930، على طراز يسمى Art Deco””، وأشرف عليها المعماريون الفرنسيون ليون أزيمان وجاك هاردي وجورج بارك.

نزعت ملكيتها عقب صدور قوانين التأميم في الخمسينيات، لتصبح مقرًا تابعا لرئاسة الجمهورية، ثم انتقلت تبعيتها إلى الشركة العربية للملاحة البحرية، وأدرجت فى قائمة حفظ التراث برقم 278 لسنة 2008.

وتعرضت “شيكورال” خلال السنوات الماضية، لمحاولات هدم وتشويه، بعد صدور قرار بخروجها من مجلد التراث بحكم من محكمة القضاء الإدارى الذي طعن عليه.

فيلا عبود

تقع في منطقة زيزينيا على طريق الكورنيش وهدمت عام 2015، ويعود تاريخ إنشائها إلى عام 1912، وكانت مملوكة لأحد كبار رجال الصناعة في مصر في حقبة الأربعينيات، وهو أحمد عبود باشا الذي شغل منصب رئيس النادي الأهلي المصري بين عامي 1946 و1961.

فيلا النقيب

بدأت أعمال هدم الفيلا في عام 2011، أثناء فترة الانفلات الأمني، وطبقا لأرشيف لجنة التراث المعماري، فقد كانت الفيلا ملك أحمد باشا النقيب، الذي كان الطبيب الخاص للملك فاروق وللأسرة المالكة،  وكانت الفيلا هى المقر الصيفي للنقيب أثناء وجود الملك فى الإسكندرية.

بعد انتهاء الملكية تزوجت الملكة ناريمان  الطبيب أدهم النقيب، نجل الطبيب أحمد النقيب، في فبراير 1954، لتقيم في الفيللا حتى طلاقها عام 1964، بعد زواج كانت ثمرته أكرم النقيب، الذي أقام في الفيلا إلى أن قرر فجأة دون إبداء سبب هدم الفيلا.

قصر قرداحي بك

كان قرداحي بك تاجر قطنٍ ثري، وواحد من كبار ملاك الأراضي الشوام المهاجرين إلى مصر، اشترى عدة أراضٍ وطور عدة مبانٍ في المنشية، بحسب المعلومات المتوفرة عنه في معرض “الإسكندرية عبرالعصور” بكتبة الإسكندرية.

القصر بناه المعماري الإيطالي ألدو ماريللي 1905 علي الطراز الكلاسيكي المحدث، وهو نسخة عن أكيليون كورفو أو الفيلا التي كان يمتلكها القيصر ڤليلهلم الثاني عام 1912.

قصر لورانس داريل

قصر”أمبرون” بُنِيَ على الطراز الإيطالي بشارع المأمون بمنطقة محرم بك وسط الإسكندرية، كان ملكًا للمقاول الإيطالي “أمبرون”، وعاش به لعدة سنوات مع زوجته الفنانة التشكيلية “أميليا”، بعدها باعه للكاتب الإنجليزي “لوارنس داريل”.

لورنس داريل كاتب إنجليزي رشح مرتين لجائزة نوبل للأدب، وكتب فيه أشهر أعماله، ومنها رباعية الإسكندرية.

في عام 1991، قام ابن “داريل” ببيع القصر إلى المقاول عبد العزيز أحمد، لبناء عمارتين سكنيتين بدلا منه.

منازل و مبان تراثية هدمت

كوم الدكه

من أشهر المباني التراثية التي تعرضت للهدم أيضا منزل فنان الشعب “سيد درويش”، الذي حلت القمامة بدلا منه.

المنزل هدم على يد مالكه الذي قال إنه كان يتمنى أن يتحول إلى متحف، لكن لم يجد من يتفاوض معه من الورثة، بين يقول حسن البحر، من عائلة سيد درويش، إنهم حاولوا أكثر من مرة شراء وتحويل المنزل لمتحف لكن محاولاتهم  لم تنجح.

إلى جانب ذلك فمن المناطق التي تشتهر بالفيلات، التي تعرض أكثرها للهدم، منطقة ونجت وشارع لافيزون، وبحسب سكان المنطقتين فقد كانت الزهور والأشجار تزينهما، قبل أن تهدم المباني الشاهقة، وتنتشر التكاتك.

بعض المباني تصارع البقاء و الإهمال

فيلا سباهي

بنيت على طراز يُعرف بـ”النيو إسلامي” شيدها الملونير الشهير ذو الأصول السورية، رائد صناعة الغزل والنسيج فى مصر “سباهي باشا” في خمسينيات القرن الماضي، لتصبح من أبرز معالم منطقة ستانلي أو حي الإنجليز، كما كان يعرف قديمًا.

قصر عزيزة فهمي

تصنف كتحفة معمارية، توجد على كورنيش الإسكندرية في منطقة جليم، وهي ملك ابنة عبد العزيز باشا فهمي، أحد كبار الدولة، في عهد الملكية، ومنذ 64 عامًا تحول القصر إلى مبنى مهجور، كما غابت عنه أعمال الصيانة والترميمات.

سراي الحقانية

هي أقدم المحاكم المصرية، أنشئت عام 1886 في عهد الخديوي إسماعيل، وتحتوي على وثائق ومخطوطات تسجل تاريخ حقبة مهمة وخطيرة من تاريخ القضاء المصري،

وبعد أن كانت اللوحات الثمينة والزجاج المعشق تزينه، باتت قاعاته ممتلئة بالقمامة وتلف زواياها خيوط العنكبوت.

قصر السلاملك

شيده  ديمتري فابريسيوس، كبير مهندسي الخديوي، ويعد القصر تحفة معمارية، أنشئ عام 1892، واستخدم كمقر صيفي للخديوي وزوجته قبل تشييد قصر “الحرملك”، وسُمي القصر بـ”السلاملك”، أي المكان المخصص لاستقبال واجتماع الرجال.

وبعد ثورة 23 يوليو 1952 حُوّل القصر، من دون تغيير معالمه، إلى فندق أدارته شركة سفنكس السياحية، ثم أعقبتها في الثمانينيات شركة سان جيوفاني، التي انتهى حق انتفاعها منه عام 2013، ليبقى القصر شاغرًا حتى الآن.

قصر أنطونيادس

ترجع تسميته إلى صاحبه البارون اليوناني “جون أنطونيادس”، أحد أشهر تجار القطن آنذاك، شاهد على أهم الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر في العصر الحديث.

فيديو من الأهالي يوثق عمليات الهدم

 

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر