حي "البارون" يواجه "بلدوزرات" الحكومة


مصر الجديدة “هليوبوليس” أحد أرقى أحياء القاهرة، وواجهتها من الجهة الشرقية وأحد مداخل العاصمة، فهي أول من يستقبل القادمين من أنحاء العالم لوجود مطار القاهرة الدولي بها، كما أنها مدخل العاصمة للقادمين من الإسماعيلية والسويس، فضلًا عن مترو النزهة بمصر الجديدة؛ أحد عوامل جذب السكان إليها، والذي فوجئ الأهالي الأسبوع الماضي، ببدء العمل في هدم مدخله.
كانت مصر الجديدة إحدي الضواحي النائية وسط صحراء شاسعة إلى أن جاء البارون إمبان، وبدأ في بناء ضاحية مصر الجديدة بين عامي 1906 – 1907، التي أرادها أن تكون قاهرة جديدة راقية، معتمدًا على تصميم مترو مصر الجديدة في جذب السكان إلى هذه المنطقة النائية.
وتضم القاهرة 6 خطوط مترو منهم خطين فقط عاملين وهما الخط الأول من حلوان إلى المرج، والخط الثاني من منيب إلى شبرا الخيمة، أما الخط الثالث تحت الإنشاء من المطار إلى جامعة القاهرة، والخط الرابع حاليا في مرحلة التنفيذ، والخامس يمتد من “المعادي ـ التجمع” ويلتقي مع الخط الأول، في محطة “المعادى، والخط السادس يمتد من “الأميرية – التجمع” ويلتقي مع الخط الأول، في محطة مترو حلمية الزيتون.
استياء
أحمد عياد، مهندس معماري، من سكان مصر الجديدة، يرفض ما يحدث من هدم لخط مترو مصر الجديدة قائلًا: “مترو مصر الجديدة من تراث المدينة الأساسية، وأنا أرفض تمامًا ما يحدث من هدم لمدخل النزهة، خاصة وأنهم لم يخططوا لعمل بديل أفضل من المترو بل بالعكس سيتم وضع أماكن لركنة العربيات أو مشابه ذلك”، مؤكدًا”هنتحول لمدينة نصر تانية”.
قرار غير مدروس
اعترض المهندس شكري أسمر، رئيس جمعية تراث مصر الجديدة، على قرار هدم مدخل مترو النزهة الواصل إلى مصر الجديدة، لتوسعة الشارع وإحلال أشجار محله خلال أسبوعين، معتبره قرار غير مدروس.
وقال أسمر في تصريحات خاصة إنه على مدار الـ4 أعوام السابقة أجرت الجمعية عدة محاولات مع الحكومة ووزارة النقل وهيئة الأنفاق ومحافظة القاهرة، لتجديد خط مترو عبدالعزيز فهمي ومترو النزهة، لأن مترو عبدالعزيز فهمي سوف يخفف الحمل عن الخط الأول لمترو الأنفاق، ومترو النزهة يدخل داخل منطقة مصر الجديدة.
إعادة تطوير
أوضح شكري أن أعضاء الجمعية عقدت اجتماع مع رئيس الديوان الحكومي السابق، يونيو الماضي، من أجل إعادة تطوير المترو، وجاء في الاجتماع أنه تم الحصول على قروض بقيمة 330 مليون يورو من الجهات المعونة الفرنسي والبنك الأوربي، إذا مضت الحكومة المصرية قروض بـ 80 مليون يورو مع الرئيس الفرنسي، و250 مليون يورو مع البنك الأوروبي، بجانب الحصول على منحة 60 مليون جنيه لدراسة إعادة استغلال المترو ودراسة الجدوى الاقتصادية من إعادة التطوير، والاتفاق بتوسعة شارع الأهرام والمرغني في المنطقة، الموجود فيها المترو، على أن تترك مساحة ما بين الجنينة الوسطى من 9 إلى 10 أمتار، لأن في حال عودة تنفيذ الأتفاق وتطوير المترو يكون المسار موجود بالفعل والخطوط متبقية ولكن بعد الاجتماع بثلاثة أيام ترك رئيس الديوان منصبه ولم يتم العمل بهذا الاتفاق ولا الإنفاق على المترو ولا عمل دراسة جدول.
الجدوى الاقتصادية
وطالب شكري بعودة المترو، لأنه أنسب وسيلة نقل عام؛ باعتبارها وسيلة اقتصادية، فالاتوبيسات مثلا أرخص وسيلة في الوقت الحالي ولكنها تحتاج صيانة كل 7 سنوات بخلاف مترو الأنفاق يتم صيانته كل 25 عاما، ومن الناحية البيئية لا يسبب تلوث، لأنه يستخدم كهرباء وليس بنزين.
هوية البلد
وأشار إلى أن مترو مصر الجديدة يحافظ على هوية مصر الجديدة، لأن مصر الجديدة وجدت بسبب أن بها مترو، وكل الجامعات العالمية تدرس حكاية “البارون إمبان” في تأسيس مصر الجديدة وسط الصحراء من 113 سنة بعد إنشاء المترو.
ويرى أن الميكروباصات ومركبات “التوك توك” تخلق عشوائية كبيرة وزحام، لذلك نحاول الحفاظ على خطوط السير بهدم مدخل مترو النزهة، وتجديده بعربات.
رؤية أفضل
وترى الدكتورة هايدي شلبي، أستاذ تخطيط معماري، أن وسائل النقل الجماعي هي الأفضل وأننا لا نستطيع الاستغناء عن المترو وإزالته وتبديله بأتوبيسات أو ميكروباصات.
وتتابع: “مصر الجديدة اتبنت على فكرة وجود المترو من الأساس، وأي منطقة عمرانية تصبح أفضل بوجود مواصلات عامة دائمة بمواعيد محددة، وهو ما يوفره المترو  فضلًا عن أنه يحمل أكبر عدد من المواطنين.
وتوضح شلبي أن الحكومة كانت أمامها فرصة كبيرة فوجود بنية أساسية متمثله في المسار الموجود من طرق ومحطات رئيسية، والذي تم إزالته كان من الممكن تحديثه وتطويره، مشيرة إلى أنه بذلك ستكرر تجربة مترو مصطفى النحاس والذي تسبب إزالته في إحداث فوضى عارمة بالشوارع وحوادث على الطرق.
الحي
أوضح إبراهيم صابر، رئيس حي مصر الجديدة، أن قرار إزالة مترو مصر الجديدة جاء ما بين مؤيد ومعارض من السكان، أما عن أسباب القرار فهي لأن الجزء الذي تم هدمه كان بالفعل تم إزالته من قبل بنسبة 70% إلى أن الحي أزال الجزء المتبقي والذي أصبح بلا جدوى، ولا يوجد فائدة من وجوده، مؤكدًا على أن القرار جاء لتوسيع الشارع وتزينه بالأشجار ورفع كفائته.
وأشار صابر إلى أنه سيجرى العمل على تطوير خطي مترو “ألماظة إلى المحكمة”، ومن “روكسي إلى الكلية الحربية” قريًبا.
عن مصر الجديدة
أسسها البلجيكي البارون إمبان، وبه قصره الشهير “قصر البارون”، وتتميز المنطقة بالمباني الكبيرة، وخطوط المترو التي كانت تابعة لشركة فرنسية قبل تأميم ممتلكات الأجانب في حقبة الستينيات من القرن الماضي، ولذلك يطلق عليه إلى اليوم مترو مصر الجديدة. وقد احتفل في سنة 2006م بمرور 100 عام على تأسيس الحي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر