موسم الحكاوي 13| لماذا اختار الحكيم «سكة الندامة»؟

يروي عبدالمنعم أبوالحسن، 80 عامًا بالمعاش، من عزازية دشنا، عن حكاية “سكة الندامة” مشيرا إلى أن تاجر الجمال أراد أن يعتزل العمل بسبب تقدمه في السن، وفي صباح أحد الأيام نادى على أبنه الوحيد وأخبره أنه من الآن فصاعدا سيوكل له جميع أعمال شراء وبيع الجمال، وأوصاه بأن يكون حسن التعامل مع التجار والناس، وأمينا في بيعه وشراءه.

سوق دراو بأسوان

وبالفعل حزم الشاب أمتعته قاصدا سوق دراو بأسوان، ليشتري جمالا ويبيعها في سوق الجيزة، وصل الشاب إلى حلقة بيع الجمال متأخرا، وكانت معظم الجمال قد بيعت ما عدا  مجموعة أخيرة وحين عرض الشاب شرائها، رد  التاجر: سأبيعها لك ولكن بشرط أن تاخذ معك هذا الرجل الطيب، لأنه في حاجة إلى المساعدة، فتذكر الشاب وصايا والده فوافق وأخذ الرجل معه، وعندما تحدث الشاب إلى الرجل عرف أنه  على دراية كاملة بالطريق، كما أحس من كلامه أنه رجل ذو حكمة ورأي، فطلب منه أن يرشده، فوافق الرجل مشترطا عليه أن يطيع كل كلامه، فوافق.

رحلة القطار

وبعد أن شحنا الجمال في عربة القطار المتجهة إلى الجيزة، ركب الرجل الحكيم في أول عربة بينما ركب الشاب تاجر الجمال في العربة الآخيرة، وبعد رحلة طويلة وصل القطار إلى محطة الجيزة، وكان على الرجلين أن يسيرا وسط الجبال والصحراء ليصلا إلى سوق الجمال بالجيزة، وبالفعل ركب الرجل الحكيم أول جمل بينما ركب التاجر الجمل الآخير.. وسارا في الصحراء قاصدين سوق الجمال.

وأثناء سيرهما.. وصلا إلى مفترق طرق يؤدي إلى طريقين أحدهما على اليمين وقد وضعت فوقه لافتة مكتوب عليها “سكة السلامة”، والآخر على اليسار وفوقه لافتة مكتوب عليها “سكة الندامة”، فإذا بالرجل الحكيم يتخذ طريق الندامة، فيصيح الشاب من الخلف.

سكة الندامة

توقف أنك تسلك سكة الندامة.. فيرد عليه الرجل الحكيم: أسمع الكلام وسر خلفي. فيذعن الشاب ويسير خلفه.

أثناء سيرهما تخرج عليهم مجموعة من قطاع الطرق.. فيفاجأ الشاب أن الرجل الحكيم  كان بحوزته بندقية.. وأنه ماهر في التصويب. ولم تمر دقائق حتى استطاع أن يقتلهم جميعهم.. ويصل بالقافلة بسلاسة لقافلة جمال تسير بالصحراء.. وهناك باع التاجر جميع جماله وبسعر سخي.

مكافأة الحكيم

أخيرا حاول التاجر الشاب أن يكافي الرجل الحكيم ببعض المال، فرفض وقال له: مالك حلال لك لأنك رجل طيب، قدمت لي المساعدة..

وهنا طلب منه الشاب أن يشرح له لماذا سلك طريق الندامة ولم يسلك طريق السلامة؟

فيجيب الرجل قائلا: لقد فضلت السير في سكة الندامة لأني على علم بالطريق جيدا.. كما أعرف كيف أتعامل مع اللصوص. أما سكة السلامة فمليئة بالوحوش الضارية والتي لا طاقة لنا بقتالها.

كما يمكن مشاهدة فيديو الحكاية 13 من موسم الحكاوي اضغط هنا

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر