“متاهة اللذة” لأحمد الشريف: الحياة في غربة

اللذة والسعادة والجمال، غايات يسعى إليها الإنسان منذ بدء الخليقة وتطور أفكار وتطلعات الفرد وتقاطعها واختلافها مع المعتقدات السائدة، ووفق الدكتور يوسف أسعد الكاتب في مجال الدراسات النفسية، فإن للذة والسعادة أبعادا كثيرة وجوانب متعددة، ولكل منهما علاقات كثيرة معقدة ومتشابكة مع واقع الحياة الاجتماعية، وحول اللذة والسعادة والجمال صدر منذ أيام قلائل عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع بالأردن، رواية الكاتب المصري أحمد الشريف “متاهة اللذة”.

متاهة اللذة

يأتي هذا العمل بعد مرور أربعة أعوام من العمل الأخير للكاتب، الذي كان عبارة عن رواية حملت اسم “شتاء أخضر دافئ”، يقول الكاتب أحمد الشريف لـ”باب مصر”، معلقا على طول الفترات الزمنية بين العمل والآخر، هذا العمل عبارة عن مجموعة من النصوص القصصية، المنفصلة والمتصلة، وقال: “إن لا أحد سيسأل عن المدة التي تم فيها الانتهاء من الكتاب”. لكن السؤال هو: هل هذا الكتاب جيد أم لا، كما أننى لا أكتب سوى ما أشعر به ومن خلال خبرتي الشخصية وحياتي وحكايات الناس التي أتفاعل معها، كدأب عدد كبير من الكتاب.

غلاف مجموعة في متاهة اللذة
غلاف مجموعة في متاهة اللذة
قالوا عن متاهة اللذة

ومن جانبه اعتبر الكاتب القصصي حسني حسن النص مثيرا.. مضيفا: فوق موجات أربع من السرديات الصوفى – إيروتيكية يبحر بنا هذا النص المثير ناشبا بأظفار اللذة ومخالبها في لحم الحلم والاغتراب- مرتقيا الدرج السحرى والسرى الذي يصل الأرض بالسماء، الذي يحيل اللحم إلى روح، أو الذي يعيد اختراع وتعريف اللذة، ليموضعها، وكما يجدر بها في مقامات ومدارات الانخطاف والعرفان.

وقال الشاعر والإعلامي العراقي ستار موزان عن “متاهة اللذة”: الجمل في هذه النصوص موجزة، مكثفة، مشرقة في السرد أو القص الذي يخمره الكاتب أحمد الشريف. في المتن الأعلى أو الأدنى لعمله القصصي الجديد الحامل جبهة ذات أبعاد أربعة أو فلنقل متاهة بأربعة قصص تشتغل على منطقة ذات محرك سحري وواقعي بذات الوقت، ويمكن القول إن الكاتب أحمد الشريف استطاع بلغته وأدواته وأسلوبه الحديث نثرا وتكثيفا وتنويعا أن يعبر إلى ضفة التركيز والتنويع النصي والقصصي، مقدما عملا فنيا جديدا، عملا قصصيا صُب من أخيلته وواقعيته وسحريته.

ويضيف الكاتب هادى الحسيني العراقي عن “متاهة اللذة”، أن الرواية جسدت عبر أحداثها المتسلسلة في أماكن مختلفة متاهات الإنسان ومعاناته في ظل الغربة القاسية والحب ونكران الذات والذهاب وراء الوهم، من خلال لغة سلسة بسردها للأحداث وتصورها وكأنك تقرأ عملا روائيا، وفي خضم الأحداث سرعان ما يعود الكاتب إلى حبكته القصصية المدروسة بفنية عالية، ويقدم العمل للقارىء مادة أدبية عالية الجودة، والتي تتخللها ملامح حاضرة مثل، الصوفية الإيروتيكية أو الحسية، الحياة الخالدة واللذة، الطبيعة من غابات وأنهار وبحار، الجانب العكسي للأشياء، هناك شخصيات نسائية تستمتع بما تقوم به دون إرغام أو إجبار بالرغم من أن أغلبهم فتيات ليل، كما تؤكد النصوص على حالة الفرح والأمل وقدرة الأشخاص على العمل وتغيير أهدافهم وقناعاتهم، والتعامل مع الحياة كصدفة سعيدة وشمس تسطع رغم المعاناة والانكسارات، كذلك فكرة السعادة كخير أسمى يسعى إليها الفرد والجماعة وهذا يأخذنا إلى “المدينة الفاضلة”.

حول الكاتب 

أحمد الشريف: كاتب مصري يعيش متنقلا، بين إسكندنافيا ومصر، نشرت مقالاته وقصصه في عديد من الصحف والمجلات المصرية والعربية، منها: مجلة سطور إبداع القاهرة، أدب ونقد، المدى، أخبار الأدب، جريدة الحياة، العرب الدولية، صدرت له في عام 2002 مجموعته القصصية “مسك الليل” عن دار ميريت القاهرة، في 2004 صدرت له رواية قصيرة بعنوان: “كأنة نهار” عن دار الحضارة القاهرة، وفي 2010 صدرت له رواية عن الدار للنشر القاهرة بعنوان: “ليل لأطراف الدنيا”، كما أصدر في عام 2016 رواية “شتاء أخضر دافئ” عن دار ألف ليلة وليلة.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر