فيديو| عربية الحواديت..مكتبات متجولة فى قرى ونجوع بلا ثقافة

تجوب عربية الحواديت العزب والقرى والنجوع بمحافظات الدلتا والصعيد، كأنها قطرات المياه تحيي أرض بوار، هذه الأماكن التي حُرمت من المكتبات ومراكز الشباب وأي من مظاهر الحياة الثقافية، حاملة معها ورش حكي ورسم وتلوين، لتنشر عربية الحواديت مناخا ثقافيا يمتد ظله إلى عقول ونفوس الأطفال.

عربية الحواديت

يقول هيثم السيد، صاحب فكرة عربية الحواديت: الفكرة هي امتداد لأفكار منتشرة في أغلب أنحاء العالم، وهي التجول بمكتبة  تحمل كتب للأطفال تمكنهم من القراءة، ولكنها تكون للإطلاع فقط دون إمدادهم بالكتب، وذلك لتنقل المكتبة إلى مكان أخر، إلا أنني قررت أن نضيف بعض التطورات للفكرة لتكون ذات طابع خاص به.

وتابع: عربية الحواديت تقوم على أهداف معينة منها، العمل على محو أمية الأطفال وإمدادهم بالكتب التي تزيد من ارتباطهم بالقراءة مع ممارسة الأنشطة الترفيهية التي تعمل على تنمية قدراتهم العقلية والفكرية، ويتجول في أماكن بعيدة حُرم أطفالها من التعليم وترتفع بها نسبة الأمية، مشيرُا إلى أن الورش يتم تنظيمها لمدة تصل إلى 25 يومًا.

أنشطة وورش

يحكي السيد عن طبيعة الأنشطة التي تقدمها عربية الحواديت، ويقول إن الأنشطة عبارة عن ورشة حكي لحكاية معينة، وتتم مناقشة عن الحكاية ومدى تأثر الأطفال بالشخصيات، بالإضافة إلى ورشة الرسم والتلوين والكتابة الإبداعية، مع إلقاء محاضرة صغيرة عن أهمية الكتاب.

ويشير إلى تنظيم الورش في أماكن بالقرى لا يشترط فيها سوى أن تكون في الظل بعيدًا عن الشمس مع وجود فرش على الأرض للجلوس، لافتا إلى أن اختيار القرى يتم عن طريق دعوات شهرية تتراوح ما بين 8 إلى 12 دعوة من أهالي القرى، وعليه يقوم بترتيب الأمور المتعلقة بالسفر وطبقًا للإمكانيات المادية المتوافرة يتم اختيار القرى التي يستطيع الوصول إليها، مع التواصل مع الأهالي لتوفير أماكن تقام فيها الورش داخل القرية تحت الظلال ووجود فرش على الأرض.

مضمون الحكايات

يذكر هيثم أن عربية الحواديت وصلت حتى الآن إلى 10 قرى أو أكثر، ووزع حوالي 54 ألف كتاب على الأطفال في محافظات مصر منها الساحلية، ومنها الصعيدية، ليختلف هنا المحتوى المقدم طبقًا لطبيعة البيئة التي تقام فيها الورش، فالبيئة تفرض نمط الحكايات المقدمة للأطفال، فإذا كانت البيئة شعبية فيتم سرد قصص عن أخطار المخدرات وغيرها من السلوكيات الخاطئة، وإذا كانت ساحلية فيختار قصص عن البحار والمحيطات والأسماك. والورش عبارة عن تعلم مهارات القراءة والكتابة الإبداعية مع توزيع الكتب مجانًا وعدم استردادها من الأطفال “بنمشي من المكان سايبين في إيد الطفل كتاب أو كتابين”، منوهًا بأن هناك فريق من المتطوعين يعمل معه يكونوا من طلابه الذين تتلمذوا علي يده في المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية.

يشرح هيثم مدى تقبل الحكايات، ويقول إن هناك إقبالا غير عاديا من قبل الأطفال لدرجة أن من يعمل في حرفة أو لديه مدرسة يحرص على أن يأتي مبكرًا للحضور والتفاعل مع الورشة “تقبل الأطفال للورش كتقبل الأرض البور للماء فجأة، فهناك شغف وحبل وطاقة إيجابية”، هكذا يعبر.

 

ت

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر