عبد الدايم: نادي السينما بالمحافظات يهدف إلى تعريف الشباب بتراثهم الثقافي

شهدت الدكتورة إيناس عبد الدايم، وزيرة الثقافة، انطلاق أولي عروض نادي السينما مساء أمس الجمعة علي مسرح أوبرا الإسكندرية (سيد درويش)، والذي يقام بالتعاون بين دار الاوبرا المصرية، برئاسة الدكتور مجدي صابر، والمركز القومي للسينما، برئاسة الدكتور خالد عبد الجليل، حيث عرض فيلم موسيقى فى بر مصر (المكان) من إنتاج إدارة الإنتاج المتميز بقطاع قنوات النيل المتخصصة وسيناريو وإخراج حنان راضي .

وأثناء الافتتاح قالت عبد الدايم إن قرار عودة وإدراج نادي السينما ضمن البرنامج الفني لأنشطة دار الأوبرا في القاهرة والإسكندرية ودمنهور يهدف إلى تعزيز القيم الإيجابية من خلال الأفلام التي تعبر عن الواقع وتساهم في بناء وتكوين الشخصية وتحافظ علي الهوية المصرية المتفردة.

د. ايناس عبد الدايم اثناء افتتاح نادي سينما اوبرا الاسكندرية

وأضافت أن الإقبال الجماهيري الكبير خاصة من الشباب يرسخ لدور الثقافة في استثمار الطاقات البشرية لنشر الوعي في المجتمع، وقررت أن يطوف الفيلم الموسيقي في بر مصر أندية السينما في الأقاليم نظر لما يحمله من رسائل هامة تبرز من خلال جولة فى موسيقى الأقاليم والتى تحمل طابعا يختلف من محافظة إلى أخرى بتراثها وموروثها الموسيقي مستعرضاً عدة نماذج فنية فى مطروح والإسماعيلية، والغربية، وقنا، وأسوان بجانب الموسيقى المميزة لمنطقة النوبة وقبائل العبابدة والبشاريه بقرية بلانه.

وبعد كلمة الدكتورة إيناس عبد الدايم وزير الثقافة عرض فيلم الإفتتاح “موسيقى فى بر مصر” ( المكان ) والذي تجولت فيه الكاميرا بلقطاتها المتنوعة بين شمال وجنوب مصر وتوضيح وجود هذه المحافظات على الخريطة، لنستمع إلى معلومات توثق أنواع مختلفة من التراث الموسيقي المصري، مثل الموسيقى في مطروح، التي هي تراث بدوي للقبائل العربية والتي تنتمي أكثرها في إلى قبائل “بن علي” وفقاً لتوثيق الباحثين في التراث المصري في الفيلم.

كما استعان الفيلم بموسيقى السمسمية فى محافظات القناة والتي اختارت المخرجة نموذج مدينة الإسماعلية لنستمع إلى الفلكور التراثي هناك في العزف على آلة السمسية المكونة من خمسة أوتار وتعود أصولها إلى الآلة الفرعونية المرسومة على جدران المعابد وذلك وفقاً للمصادر المتخصصة في التراث التي تحدثت في الفيلم التسجيلي.

وبعد ذلك تطرق الفيلم إلى الموسيقى في صعيد مصر، حيث كانت مدينة “قنا” ضمن المدن التي تم اختيارها، كما تطرق الفيلم إلى الحديث عن موسيقى الربابة وأنواع الموسيقى المختلفة التي لها جذور فرعونية، من بينها “الواو” و”العدودة وهي تعبر عن الحزن ثم الحديث عن مربعات ابن عروس الإرتجالية التي تستخدم في الأغاني في الصعيد، إضافة إلى استعراض الأغاني والموسيقى في أحد موالد الصعيد كنموذج وهو “عبد الرحيم القناوي”.

وانتقلت لقطات الفيلم بعد ذلك إلى محافظة أسوان وشكل الموسيقى هناك ثم غناء السيدات أثناء الخبز وبعد ذلك تم الانتقال إلى موسيقى النوبة التي اختلفت عبر الزمان من الموسيقى المعبرة عن الفرح في المناسبات إلى وموسيقى حزينة تميل إلى الحنين إلى النوبة قبل التهجير، وختم الفيلم بلقطات للموسيقى في منطقة حلايب وشلاتين والتي أشير فيها إلى استخدام آلة السمسمية أيضا.

وعقب عرض الفيلم أقيمت ندوة لمناقشة الفيلم مع الجمهور بحضور مخرجته حنان راضي وأدارها الناقد السينمائى أحمد عسر الذي قام بالإثناء على الفيلم والمحتوى الذي قدمه.

وأشارت راضي إلى أن الموسيقى التراثية في أرجاء مصر غنية وكان من الصعب تناولها جميعها في فيلم واحد لكن قامت بتناول نماذج مميزة لهذه الأنواع المختلفة وأصولها التاريخية عند الفراعنة التي تناولتها في الجزء الأول من الفيلم والجزء الثاني الذي شاهدناه في الإفتتاح عرض نماذج للموسيقى في بعض محافظات مصر مثل الإسماعلية وأسوان والنوبة وقنا في الصعيد ومطروح في الشمال.

وأوضحت حنان راضي- مخرجة الفيلم التسجيلي “موسيقى في بر مصر” أن هذا الفيلم يعتبر العمل التسجيلي العاشر لها، وأثناء تناولها لهذا الفيلم حاولت تناول الموسيقى فيه بشكل موضوعي والموازنة بين الموسيقى الشعبية والمعروفه في هذه الأماكن الواردة في الفيلم وبين الموسيقى التي تعرض وتسمع لأول مرة في هذه الأماكن، وتابعت “قمنا أيضاً بالذهاب إلى قرية بلانة التي توجد بها قبائل العبابدة والبشارية لنؤكد على مصرية هذه الأماكن وإشراكها في الهوية المصرية والفيلم يهدف إلى ابراز الهوية المصرية من خلال الموسيقى في بر مصر”.

وأشارت “راضي” إلى الصعوبات التي واجهتهم في إعداد الفيلم من أهمها تعدد السفر لأكثر من محافظة في مصر من أقصى الشمال إلى الجنوب للتصوير، وبالتالي كان هناك مجهود بدني وذهني بالإضافة إلى اختيار اللقطات المناسبة في المونتاج بدقة.

وأرجعت “راضي” الفضل في الإعداد للفيلم وتجميع الفرق الموسيقية التي تم التصوير معها إلى زميلها محمد سيف، معد الفيلم، من فريق العمل، مشيرة إلى أنه قريباً سيشارك الفيلم في مهرجان خاص للثقافات والفنون في دول البحر المتوسط في فرنسا.

وصرحت في ختام حديثها  بأنها تعد للفيلم تسجيلي جديد إنتاج مشترك بين اتحاد الإذاعة والتلفزيون واتحاد اذاعات الدول العربية ومؤتمر الوسائل السمعية والبصرية للدول البحر الأبيض المتوسط والفيلم سيكون عن “المواني البحرية” ويشارك فيه 20 دولة تقريباً بين أوروبا ودول عربية  من دول البحر المتوسط ويتحدث عن المواني في هذه المدن ونحن في مصر قمنا باختيار ميناء “عيزاب” في مثلث حلايب وشلاتين على الحدود و”إن شاء الله سيكون موضوع الفيلم القادم”.

وعن الفيلم يقول محمد عسر، الناقد السينمائي في المركز القومي للسينما، لولاد البلد، إن الفيلم المعروض اليوم في افتتاح نادي السينما في أوبرا الاسكندرية، فيلم ثري جداً عن الموسيقى في بر مصر والذي يؤكد على الهوية المصرية من خلال الموسيقية في أماكن مختلفة في مصر ولأننا اليوم في احتفالية ننظر إلى مواطن الجمال في العمل الفني وإن كان هناك بعض الملاحظات على الفيلم في تناول اللغة السينمائية وليس في الطرح.

وأوضح “عسر” أنه بالنسبة للنوادي السينما التابعة للمركز القومي للسينما يعتبر هذا هو الثاني والأول وتم افتتاحه في مركز الإبداع في مسرح الهناجر بالقاهرة، بالتعاون بين المركز القومي للسينما وصندوق التنمية الثقافية ويكون موعد العروض التي يقدمها في السبت الثالث من كل شهر ، وأيضاً سيكون هذا العرض في نادي السينما بأوبرا الإسكندرية، لكن مواعيد عرضه ستكون معلنة وفقاً للجدول الموضوع داخل أوبرا الإسكندرية من كل شهر وقريباً سيتم افتتاح نوادي سينما في طنطا والقاهرة وانتظار تعليمات وزير الثقافة لافتتاحه أيضاً في الصعيد.

وأضاف أن الهدف الأساسي لنادي السينما هو انتقاء أفلام على مستوى متميز بها لغة سينمائية وطرح موضوعي مهم والإرتقاء بذوق المتلقي من الحضور، إضافة إلى أنه من خلال المناقشات في الندوات التي تقام عقب عروض الأفلام نرتقي بذوق المشاهد وأيضاً نشر الثقافة السينمائية المصرية.

وختم عسر حديثة قائلا “بالنسبة للمخرجين الشباب نحن نفتح لهم من خلال نادي السينما في مركز الإبداع بالهناجر الفرصة للتقديم أفلامهم ومشاهدتها وإذا كان هناك فيلم يصلح للعرض وبه لغة سينمائية وطرح موضوعي نقوم بالتواصل مع مخرجه، ويمكن للمخرجين الشباب المستقلين التواصل معنا من خلال صفحتنا على الفيس البوك وأرقامنا وبنقوم التواصل معهم بشكل مباشر.

 الصفحة الرسمية لسينما الهناجر – صندوق التنمية الثقافية

أخبار المركز القومي للسينما

افتتاح نادي السينما في اوبرا الاسكندرية
المخرجة حنان راضي
تصوير: نيفين سراج

يذكر أن حنان راضي، مخرجة بقطاع قنوات النيل المتخصصة منذ عام 1998 وهي تنتمي لعائلة راضي الفنية، وهي إبنه المخرج السينمائي الكبير محمد راضي، وقامت بإخراج عدد من البرامج والبروموهات وحصلت على مجموعة من الجوائز في عدة مهرجانات دولية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر