اكتشاف تمثال لأبو الهول شرق معبد دندرة بقنا

عثرت بعثة حفائر مصرية بمنطقة شرق معبد دندرة بمحافظة قنا، على تمثال حجري يأخذ شكل تمثال أبوالهول بوجه وملامح الإمبراطور الروماني كلوديوس، مرتديا غطاء الرأس المعروف بالنمس، وتعلو جبهته حيه الكوبرى.

بعثة الحفائر

يقول أيمن هنيدي، رئيس منطقة آثار قنا، إن البعثة تمت برئاسة ممدوح الدماطي، وزير الآثار الأسبق وأستاذ علم الآثار بجامعة عين شمس، وذلك في فبراير الماضي. يبلغ عرض التمثال 27.5سم، وارتفاعه 57 سم، وطوله 69 سم. لافتا إلى أن هذا الاكتشاف مهم جدا وفتح الآفاق لاستكمال أعمال الحفائر في شرق دندرة. والموسم المقبل سيشهد العديد من الاكتشافات والأسرار الخاصة بحضارة دندرة العظيمة.

وتابع: التمثال الذي عثر عليه بالحفائر كان للإمبراطور كلوديوس، وهو إمبراطور روماني، يشبه في شكله أبوالهول، وله نفس الملامح. لذلك يخضع هذا الوجع للدراسة حاليا للتعرف أكثر على شخصية كلوديوس.

أثناء عمل البعثة بشرق دندرة
أثناء عمل البعثة بشرق دندرة 
الإمبراطور كلوديوس

ولد كلوديوس (1أغسطس 10 ق.م – 13 أكتوبر 54م) في لوغدونوم في بلاد الغال الرومانية. وتمركز والده نيرون كلاوديوس دروسوس هناك كمندوب عسكري، وكان بذلك أو إمبراطور روماني يولد خارج إيطاليا. أصيب كلوديوس في صغره بعرج وصمم طفيف متأثرا بمرض أصابه في سن مبكرة، فنبذته أسرته وأبعدته عن المناصب العامة حتى توليه منصب القنصل والذي تقاسمه مع ابن أخيه كاليغولا في السابعة والثلاثين من عمره.

يقول رئيس منطقة الآثار : “كلوديوس جاء إلى مصر حينما كانت ولاية رومانية، وقام بإصلاحات كثيرة بها. وكان من أقوى أباطرة الرومان وقتها، وعم الرخاء على الإمبراطورية كلها. ولكنه سار على نهج باقي الحكام بالتقرب من الآلهة المصرية وعبادتها حتى يتقبله المصريين”.

وتابع: شيد كلوديوس معبدا في مقاطعة رقم (7) لعبادة حورس في مدينة قفط والمعبد مسجل في وزارة الآثار. كما شارك في عمل الصالة الأولى لمعبد دندرة مع الإمبراطور تيبريوس وأدخل عليها بعض الإضافات.

تمثال الإمبراطور كلوديوس
تمثال الإمبراطور كلوديوس
رمز القوة

ويوضح هنيدي بأن هذا الاكتشاف يرجع لعصره، وتمثال كلوديوس نفسه على شكل أبوالهول، يعبر عن القوة والشهرة لكي يتودد من المصريين. ولم يكتف بهذا بل عبد آلهتهم حورس وإيزيس ورع حور في دندرة، لضمان محبة وولاء المصريين له.

يقول: “ارتباط شكل أبوالهول المصري القديم بشكل أبوالهول التمثال الأصغر حجما والمكون من الحجر الجيري الذي يحمل ملامح الإمبراطور كلوديوس. هو ارتباط الحضارة المصرية ببعضها البعض من خلال الأزمنة والأمكنة. فالمعبود الذي يعبد في الجنوب قد يعبد في الشمال في وقت وزمن آخر”.

يختتم رئيس منطقة الآثار حديثه: “أتوقع في الفترة القادمة اكتشاف أعمال أخرى، خاصة أن منطقة شرق دندرة من أعظم الحضارات في المنطقة الجنوبية. بينما يتميز المعبد بعلم الأبراج الفلكية، حيث تحتوى الصالة الأولى على 24 عمود ضخم وتنتهي برؤوس حتحورية تمثل المعبودة حتحور آلهة الحب والجمال، وهذا بهدف معرفة ساعات الليل والنهار”.

اقرأ أيضا

 فانوس وحامل مصحف.. «تحية» صانعة مشغولات يدوية بالوراثة

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر