طب الفراعنة| كيف عالج المصري القديم «دودة الأسنان»؟

“كان الملك أمنحوتب الثالث (1391– 1353 ق.م) لم يتحمل آلام أسنانه، ولو لم يكن لديه طبيب أسنان لخلعها”.. كانت هذه شهادة عالم الآثار روفر، والتي أوردها الدكتور حسن كمال في كتابه (الطب المصري القديم).
دودة الأسنان
يعتقد كمال أن حالات تسوس الأسنان لم تظهر إلا من بداية عصر الدولة الحديثة (1570 ق.م)، مشيرا إلى أبحاث سودهوف، التي أجراها على مومياوات العصور الحجرية وعصور الدولة القديمة والوسطى، والتي دلت على أن حالة أسنان أهالي مصر والنوبة كانت جيدة، بسبب بساطة الطعام الذي كان أغلبه نباتيا ويحتوي على الكثير من السليلوز.
مع زيادة الترف وتنوع أنواع الطعام ظهرت حالات التسوس -والتي اعتقد القدماء أنها دودة تنخر في الأسنان- ونزيف اللثة والتقرحات وظهور طبقة الجير.
المهنة “إيري أبح”
يشير برنوا اليو في كتابه (الطب في زمن الفراعنة)، إلى أن المصريين القدماء عرفوا تخصص طب الأسنان، وكان طبيب الأسنان يسمى (أبحي أو ايري أبح) وهو وصف مشتق من كلمة (أبح) والتي تعني السّنة، ومعنى المصطلح: “الذي يعالج الأسنان”، فيما كان يشار إلى كبير أطباء الأسنان بلقب “أورا ابحي”، منوها بأن اثنين من أطباء الدولة القديمة (2780 – 2263 ق.م)، هما منقرع عنخ ونيفريت.
أول عملية تثبيت
يلفت الدكتور حسن كمال إلى أن طبيب الأسنان المصري القديم أجرى أول عملية تثبيت أسنان في التاريخ، ترجع إلى حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، والتي أثبتها يونكر في أبحاثه في مصاطب الأسرة الرابعة، إذ وجد آثار خيط ذهبي يربط بين سنتين أماميتين، كانت إحداهما مخلخلة.
أمراض الأسنان
حسب الدكتور حسن كمال فقد عالج الطبيب المصري أمراض الأسنان المختلفة، ضاربًا مثلا لحالات التسوس والتي كانت تعالج بالحشو بمادة خليط من العسل وسلفات النحاس والصمغ أو الراتنج، أما حالات تقيح اللثة فكانت تعالج بمراهم محضرة من الخروب وملح النطرون والينسون، وفي الحالات المزمنة التي تحدث بها خراريج كان يتم تصريف الخراريج بواسطة عمل تربنه في عظمة الفك، كما يشير إلى ذكر وصفة طبية وردت في بردية ايبرس، والتي تتحدث عن مرض آكل الدم باللثة ترجمها آيل على أنها مرض الإسقربوط الذي يؤدي إلى نزف اللثة، حيث كانت تتم معالجته بإعداد بعض الأعشاب التي تستخدم كمضمضة لعلاج النزيف.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر