صور وحكايات: الرجل الذي أخذ المطبعة

لعل مطبعة بولاق كانت واحدة من أهم إنجازات محمد علي باشا. وقد أنشأها الباشا في 1820، كجزء من مخططه التنموي، وكان أول كتاب تطبعه المطبعة هو قاموس إيطالي – عربي[1].

ظلت المطبعة تقوم بعملها خلال عصر محمد علي. وقد استثناها الوالي عباس حلمي الأول من الإغلاق ضمن كثير من مشروعات جده التي أمر بإغلاقها، لكن عندما تولى سعيد باشا الحكم، وتحديدا في 1862، قام بإهداء المطبعة إلى عبدالرحمن باشا رشدي، صاحب شاهد القبر الذي يظهر في الصورة، والذي قام بدوره بتغيير اسمها إلى (مطبعة عبدالرحمن رشدي ببولاق).

عبدالرحمن باشا رشدي
عبدالرحمن باشا رشدي

كان الإهداء يتضمن مباني المطبعة وكل ما تحويه من آلات. استمرت المطبعة في حيازته إلى أن قام الخديوي إسماعيل عام 1865 بشرائها منه مقابل 20 ألفا من الجنيهات، وضمّها إلى الإدارة السنية ليصبح اسمها (المطبعة السنية ببولاق).

تولى عبدالرحمن باشا رشدي العديد من المناصب، منها نظارة المالية، والأشغال العمومية، والمعارف. ومن أهم أعماله إصلاح القناطر الخيرية عام 1884، والتي كانت حالتها قد آلت إلى التدهور، كما تولى إدارة سكك حديد مصر مرتين، الأولى ما بين 1863 – 1864، والثانية ما بين 1882 – 1883.

كان أحمد شوقي أمير الشعراء يحب عبدالرحمن باشا رشدي كوالده. وقد رثاه عند وفاته بقصيدة مطلعها:

يقولون رشدي مات قلت صدقتم… ومات صوابي يوم ذاك وآمالي

لا نعرف لعبدالرحمن باشا رشدي تاريخ ولادة أو وفاة، وحتى شاهد قبره خلا من أي تواريخ.

المكان: مدافن الإمام الشافعي.

[1]تشير بعض المصادر الأخرى إلى أن أول كتاب تطبعه المطبعة كان عن الحرير.

اقرأ أيضا:

صور وحكايات: الصحفي الأشهر

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر