زفة ورايات بيضاء.. سباق الخيول في احتفالات مولد «عبدالجليل» بإسنا

على هامش الاحتفالات بمولد السلطان عبدالجليل، تجمع آلاف المشجعين من الأهالي على طول أكثر من ألفي متر. للمنافسة في سباق الخيول، الذي يقام في منطقة صحراوية قاحلة بقرية النمسا التابعة لمدينة إسنا في الأقصر. السباق لا يكون من أجل جائزة أو ميدالية، بل لرفع اسم البلدة أو العائلة بين البلدان والعائلات الأخرى. وعقب الفوز تقام زفة بالعصي والرايات البيضاء من قبل عائلة كل فائز في السباق.

استعراض الخيول

يقول د. محمد إمام، متخصص في شؤون التراث الشعبي بالأقصر: “سباقات الخيل في ظاهرها هي مجرد استعراض للخيول ومهاراتها في السباق. ولكن ثمة هدفا آخر يظهر جليا في تلك السباقات وهو النزعة القبلية والعصبية التي ما زالت تظهر من حين لآخر بين العائلات والقبائل في الصعيد”.

وتابع: يأتي مع كل فارس عدد كبير من عائلته وأهل بلدته، لمناصرته من أجل الفوز بالسباق بل للتفاخر أيضا. وهناك سببا آخر لاهتمام العديد بهذا السباق لأنه يكون على هامشه ما يشبه بورصة للخيول. فيرتفع ثمن الحصان الفائز ويقل ثمن المهزوم.

قرية النمسا

ويشير إمام إلى أن سباق الخيل الذي يقام في قرية النمسا بإسنا، يختلف تماما عن مرماح الأقصر ونواحيها. إذ أن المرماح لابد أن يكون على أنغام المزمار البلدي. هو استعراض لمهارات الخيل، من سرعة ومراوغة وتحكم الفارس في إيقاف سرعة الحصان في أضيق مسافة وأسرع وقت. وكذلك السير بطريقة التقطيع على المزمار البلدي.

ويوضح أحمد حنفي حسين، أحد المتسابقين بسباق الخيل بإسنا، أن فرسته “تمارا”، فازت في السباق. فهي تتسابق لمسافة تصل لأربعة كيلو مترا في مدة زمنية قياسية، ويبلغ ثمنها حوالي 400 ألف جنيه. مؤكدا أن الحصان الفائز في السباق يرتفع ثمنه ويرفع من شأن العائلة كلها. وكل يريد الفوز فلا أحد يريد الهزيمة حتى في لعبة “الضمنة”.

الخيول الفائزة

يقول حاتم الإسناوي، أحد أهالي القرية: “في هذا السباق يكون هناك ترصد لبعض الخيول الفائزة من سباق العام الماضي. فمثلا العام الماضي فاز الحصان “العراقي” والفرسة “تمارا” على حصانين من محافظة أسوان. واليوم جاءوا لتعويض الهزيمة والانتصار على “العراقي وتمارا” لكن لم يحققوا ما جاءوا من أجله وفاز العراقي وتمارا مرة أخرى”.

ويذكر حجاج يوسف غالب، متسابق من قرية أبوزعفة بإسنا، أن حصانه فاز في سباق اليوم على حصان من قرية السباعية بإدفو بمحافظة أسوان. وهذا بالفعل رفع من ثمن حصانه بمعدل حوالي 10 آلاف لـ20 ألف جنيه حسب الفصيلة. هنا فصائل إنجليزي وعربي وفلسطيني، لافتا إلى أن العربي لا يصلح لتلك السباقات قصيرة المسافة. لأن الحصان العربي أسرع في المسافات الطويلة، بعكس الإنجليزي وهو الأسرع في المسافات القصيرة.

اقرأ أيضا:

«فتة الملوخية».. في أول مسابقة للطبخ بإسنا لاكتشاف الأكلات التراثية

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر