المسلماني: على الدولة دعم الأفلام السينمائية والوثائقية لحفظ التراث

قال الإعلامي أحمد المسلماني ، مقدم برنامج ”الطبعة الأولى” على قناة دريم الفضائية، إنه من الضروري القضاء على الهمجية الموجودة في العالم، والتي ترسخ للأجيال القادمة القضاء على التراث وتسخر منه.
وأشار المسلماني في كلمته خلال فعاليات المؤتمر الإقليمي الأول حول دور وسائل الإعلام في الحفاظ على التراث، الذي  تنظمه مؤسسة ولاد البلد، ضمن حملة ”عمارة البلد هوية لا تستحق الهدم” بالتعاون مع المعهد السويدي بالإسكندرية، إلى أهمية الرفض الصوتي لتلك الهمجية، وترسيخ أهمية التراث للأجيال القادمة.
وتابع: “مجرد أن ننادي برفض الخطأ وتأييد الصواب، هو أمر في غاية الأهمية، خاصة وأن الحفاظ عليه يعد أمر هام للاقتصاد، فضلًا عن كونه أصل أرستقراطية الإنسانية، والتي رسخها الأجداد وأجداد الأجداد، فلابد أن نفخر بهذا الأصل الأرستقراطي للإنسان والموجود منذ آلاف السنين”.
وأضاف المسلماني أن أهمية الحفاظ على التراث، تعود أيضًا إلى أنه ماضٍ عظيم يقود إلى مستقبل أكثر إبهارًا، ويمنح الثقة للشعوب حول ماضيهم وأهميته وعراقته، مشيرًا إلى أن الوطن العربي يملك تاريخًا يونانيًا، رومانيًا، فرعونيًا، وآشوريًا، فضلًا عن حضارات الهند، أما في السياحة والثقافة والاقتصاد السياحي، فهي تشكل أهمية عملاقة قائمة على زيارة هذه المؤسسات، ومكونة لبنية اقتصاية ضخمة.
وأشار إلى أن هناك تحديات قديمة متعلقة بالموارد الحضارية.
وأما عن المستجدات، فحذر المسلماني ممن أطلق عليهم ”المغول الجدد” ممن لا يقدرون الحضارة ويعدون خطرًا جسيمًا عليها، وهم موجودين في سوريا، والتي تمتعت بحضارة مفتوحة، أضحت الآن نتيجة لتواجدهم ”مقابر مفتوحة” وكذلك اليمن، التي كانت تضم أكبر كم من الآثار تم تدميرها، فضلًا عن الحضارة الآشورية في العراق، التي تميزت بمكانة عالية، فمدن مثر نمرود التي ترجع إلى 13 قبل الميلاد تم تدميرها أيضًا، وفي ليبيا ومصر بعد ثورة 25 يناير قام البعض بهدم القصور والمباني التراثية، والتي تقدر بأكثر من 25 مليون دولار.
وأشار المسلماني إلى أن الحل الأمثل للحفاظ على التراث، هو دعم البرامج الوثائقية من قبل الدولة، والتي لا تحقق نسبة مشاهدة مرتفعة، وكذلك يجب أن يكون هناك إنتاج مستمر من الأفلام السينمائية التي تخلد التراث، مقترحًا أيضًا تشكيل مدارس تربي الأجيال القادمة على احترام التراث الأدمي بكل طبقاته، تكون حامية للدولة في المستقبل من السقوط، من خلال التربية المدرسية، والرد على تلك الأفكار المتطرفة والمتخلفة التي تصف التراث الإسلامي بالهمجية، والتي يجب ألا يكون لها أثر في تدمير التراث الثقافي.
وشدد المسلماني على ضرورة ألا يعتبر التراث تاريخًا هامشي، فخسارة الروح العامة للمجتمع والجماليات، والعمارة الآن هي تراث المستقبل، والجمال اليوم هو تاريخ المستقبل، فالنظر لجمال الماضي على أنه قبح سيقضي على الجمال في المستقبل.
وتساءل: “كيف يمكن للباقين أو الناجين أن يبدأوا من جديد في حال تدمير التراث في الماضي؟”، لكن البنك المركزي للبذور يحفظها لسنوات طويلة، والإعلام هو الحامي الحقيقي للتراث، وغياب دوره يقتل التراث مرتين، الأولى من المغول الجدد والثانية من الإهمال الإعلامي.
وأكد المسلماني على ضرورة خلق طلب على الثقافة، لأن العرض يخلق الطلب، وطالما هناك من يتحدثون عن عروض جادة، فإن الطلب سيزيد عليها، كما أن هناك قوة ناعمة لا تقل أهمية عن الجيش، وهي أيضًا كالقوى الصلبة لا يجب أن تأتي بعائد اقتصادي، وإنما الأشياء الراقية ستكون سائدة، والقوى الناعمة ليست مجال للربح، ومن يتعامل معها على هذا الأساس فهو يساهم في تدميرها.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر