«الجمل والسفينة»: مظاهر احتفالية بعودة الحجاج تقاوم الزمن

في مثل هذه الأيام من كل عام، كان الحجاج قديما يحرصون على رسم وتزيين جدران منازلهم برحلة الحج كل حسب طريقة السفر. سواء إن كان السفر بالطائرة أو السفينة وهكذا. ولكن اختلف الأمر كثيرا في العصر الحديث. إذ قلت هذه المظاهر واقتصرت على كتابة اسم الحاج وتاريخ الرحلة فقط دون الاهتمام بالرسم والتزيين على جدران المنازل.. «باب مصر» يلتقي أحد رسامي مظاهر الحج الذي مازال باقيا بعدما ترك معظم الرسامين هذه المهنة.

مهنة قديمة

يقول أحمد الطيب، رسام جرافيتي الحج، لـ«باب مصر»: “بدأت العمل في رسم جدران منازل الحجاج في ثمانينات القرن الماضي، بعد حصولي على دبلوم الزخرفة واتجهت لرسم رحلة الحج على الجدران في منطقة القرنة التراثية غرب الأقصر. كنت شغوفا بها فالفلكلور الشعبي والبيئة الشعبية أيضا جذبتني منذ الصغر. فعندما كنت أرى تلك الجدران المزركشة كنت أحلم بأن ارسم مثلها في يوم من الأيام”.

وتابع: وقتها كان هناك حرصا كبيرا من الحجاج على تزيين جدران منازلهم برسومات الحج. سواء على جدران المنازل الطينية أو الجدران الأسمنتية. ورسم رحلة الحج تتضمن مفردات مصورة مختلفة. فهناك الطائرة والسفينة والأتوبيس حسب طريقة السفر، والجمل وهو وسيلة السفر قديما كان يتم رسمه في كل الأحوال تبركا به.

رسومات مختلفة

يشير الطيب إلى أنه كانت هناك السيدات اللاتي يمسكن بالمشروبات مثل الشربات والشاي. ورقص الخيل والتحطيب وبعض الناس الذين يطرقون على الدفوف ومعانقة الناس للحاج. والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الخاصة بالحج. والكعبة والحاج بملابس الإحرام عقب عودته من السفر. مؤكدا أنها تمثل مفاجأة للحاج عند عودته حيث يفرح كثيرا عندما يرى جدران منزله مزينة بتلك المظاهر الاحتفالية.

ويوضح أنه في العصر الحالي قلت تلك المظاهر الاحتفالية مع قلة أعداد الحجاج بسبب ارتفاع أسعار وتكاليف الحج، لكن مازال البعض يحرص على تلك العادة القديمة، لكن عدد من كانوا يتقنون هذا النوع من الفن في اندثار.

يختتم رسام الحج حديثه ويقول: لم يتبق إلا أنا فقط من يتقن هذا النوع الفلكلوري من الفن. ولكن في المقابل يوجد جيل حديث يقوم برسم الجدران لكن بنظرة فنية مختلفة، من حيث الألوان والرسومات ليست كما في السابق ولا تستهوي الناس مثل الفلكلور القديم.

اقرأ أيضا

نساء قوص يتذكرن: أغنيات عودة الحجاج زمان

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر