إنذار أخير بهدم مقبرة علي باشا مبارك.. وعائلته: نرفض إخلاء المدفن| خاص

إنذار جديد بالهدم يهدد المدفن التاريخي لـ”أبو التعليم المصري”، علي باشا مبارك (1823-1893)، المؤرخ والوزير المصري السابق، نظرا لوقوعه على خط التنظيم الجديد حول جامع السيدة نفيسة. ملاك المدفن تلقوا إنذارا من التربي الخاص بالمدفن، بضرورة نقل رفات الموتى وإخلاء الأحواش. حيث أعلنت محافظة القاهرة في وقت سابق عن إزالة 2600 مقبرة تتعارض مع مسار جسر مروري جديد يربط بين محور الحضارات وطريق صلاح سالم.

إنذار بهدم المدفن 

تلقى جابر رمضان، حفيد علي باشا مبارك، إنذارًا شفهيا جديدًا بالهدم لمدفن العائلة. وصرح لـ«باب مصر» أن التربي أخبره بسرعة إخلاء المدفن ونقل لرفات الموجود به، نظرا لإخطاره بهذا الأمر من قبل مسؤولين، ووضعوا علامة إزالة جديدة على جدرانه من الخارج.

ويأتي هذا الإنذار بعد إزالة عدة مدافن في المنطقة خلال الأشهر الأخيرة. مما يثير قلق العائلة بشأن مصير مدفنهم. وعبّر حفيد علي باشا مبارك لـ”باب مصر” عن قلق العائلة بشأن هذا الإنذار الجديد. مطالبا المحليات بمنحهم مهلة كافية للتفكير في خياراتهم، وتحديد ما إذا كان هناك أي بدائل للحفاظ على المدفن.

ويقول: “تأمل العائلة في العثور على حل سريع ومناسب لهذه المشكلة، والتي تهدد تاريخ العائلة والمنطقة بأكملها، وهدم مدفن شخص وطني وهام في التاريخ المصري”.

وتعتبر عائلة مبارك باشا واحدة من أشهر العائلات التاريخية في مصر. حيث يعود تاريخها إلى القرن التاسع عشر. ويتواجد مدفن العائلة في السيدة نفيسة، ويعد واحدًا من الأماكن التاريخية المهمة في المنطقة.

مصير الرفات 

أثار الإنذار الأخير قلقا واسعا، حيث يعد الثالث خلال عامين. وترجع بداية الأزمة إلى ديسمبر 2021، حين فوجئت العائلة برسم علامة إزالة باللون الأحمر على باب المدفن الخارجي.

وعلى مدار عام 2022 لم يعطِ أحفاد صاحب “الخطط التوفيقية” أهمية للأمر. حتى تلقوا إنذارا شفهيا للتربي بأن المدفن سيهدم قريبا مع ضرورة نقل الرفات إلى مدفن آخر بديل في منطقة العاشر من رمضان. لكن رفضت عائلة صاحب الخطط التوفيقية هذا الإجراء. نظرا لأنه يشكل تهديدا للمقبرة التراثية التي يقدر تاريخها أكثر من 130 عاما. وتطالب العائلة باتخاذ إجراءات مناسبة لحماية هذا التراث التاريخي الهام والحفاظ عليه للأجيال القادمة.

حصل أفراد العائلة على اتفاق شفهي بإزالة متر أو مترين فقط من مدخل المدفن دون المساس به بشكل كامل. ومع ذلك، فإن التطورات الحالية تشير إلى خطر إزالة المدفن بأكمله.

ولا تكمن قيمة المدفن في أنه يضم رفات علي باشا مبارك فقط. حيث يبلغ تاريخ المدفن حوالي 130 عامًا، ويحتوي على طرز معمارية فريدة.

وبعد رسم علامة جديدة تنذر بالإزالة. عبرت العائلة عن رفضها لهذا القرار نظرًا لقيمة وتاريخ المدفن، الذي أصبح رمزًا لمقام قائد مشروع الخديوي إسماعيل المعماري العمراني الشهير الذي نظم القاهرة.

بالإضافة إلى التحذير الشفهي، تم تنبيه العائلة بعدم الدفن في مقابر المنطقة. ويوضح أحد أفراد العائلة: “عدم الدفن في هذه المنطقة أمر معتاد قبل إزالة أو هدم المقبرة. ولكننا لا نزال ننتظر قرارًا رسميًا وحل يحفظ هذا المدفن الذي يعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ القاهرة”.

طابع بريد باسم علي باشا مبارك
طابع بريد باسم علي باشا مبارك
مطالب بعدم الهدم 

يقع المدفن على مساحة كبيرة تتجاوز 700 متر مربع. ويتكون من خمسة أجنحة للدفن وغرفة “مضيفة” وغرفة أخرى تطل على شرفة، بالإضافة إلى بوابتين. وتساءل جابر: “أين محافظة القاهرة ووزير التعليم من هذا القرار؟ لولا علي باشا مبارك، لما كان هناك تعليم في مصر”.

حتى الآن لم تتخذ عائلة علي باشا مبارك قرارا بنقل الرفات. وتحاول العائلة اتخاذ خطوات رسمية لمنع هدم مدفن. ويقول: “الدولة تكرم علي مبارك باستمرار باعتباره رمز وطني، أطلقت اسمه على شارع، وحافظت على منزله بالحلمية”.

إنجازات باقية

لا تزال آثار إنجازات علي باشا مبارك مستمرة حتى الآن. حيث أنشأ دار العلوم لمساعدة معلمي اللغة العربية وأصدر مجلة “روضة المدارس” لإحياء الآداب العربية، ونشر المعارف الحديثة.

واستمد أهمية اللغة العربية بعد رحلة طويلة قضاها بين مصر وفرنسا للتعلم، التحق بمدرسة المهندسخانة في بولاق. ثم اختياره هو ومجموعة من الطلبة للسفر إلى فرنسا في بعثة للدراسة. وتعلم اللغة الفرنسية، وبعد عودته إلى مصر عمل بالتدريس.

ثم عمل في قصر عباس الأول، وتولى مهمة الإشراف على امتحان المهندسين، وصيانة القناطر الخيرية. وبحسب كتاب محمد عمارة “علي مبارك مؤرخ ومهندس العمران” الصادر عن دار المستقبل العربي بالقاهرة عام 1984. نفذ علي مبارك مشروع تنظيم المدارس وإلغاء مدرسة الرصدخانة.

وله العديد من الإنجازات في مجال التعليم، حيث تولى إدارة ديوان المدارٍ، وأعاد ترتيبها، وعيّن المدرسين، واختار الكتب الدراسية بالاشتراك مع أساتذة التأليف، وخصص لطبعها مطبعتين، وتولى بنفسه مهمة رعاية شؤون الطلاب.

واهتم أيضا بتدريس اللغة الفرنسية في المناهج، وجاء تنفيذه كل ذلك بتكلفة أقل من عرض تم تقديمه للخديوي لتطوير التعليم مقابل 100 ألف جنيه مصريا، وخلال حكم الخديوي إسماعيل – الذي رافق علي مبارك في بعثته لفرنسا استدعاه وألحقه بحاشيته.

وقاد علي مبارك مشروع عمراني لإعادة تنظيم القاهرة على الطرز الحديثة، وإنشاء الميادين وإقامة المباني والعمائر العثمانية، وإمداد القاهرة بالمياه والغاز، وتولى أيضا مهمة حل مشاكل القناطر الخيرية، وكان الإنجاز الأكبر هو نجاحه في فض النزاع بين مصر وشركة قناة السويس.

وعن إنجازاته في التعليم، أصدر لائحة لإصلاح التعليم وهي لائحة رجب، ومع ظهور الوزارات تولى مهام 3 وزارات وهم الأوقاف والمعارف والأشغال العمومية.

اقرأ أيضا:

إنذار بهدم مقبرة يحيى حقي في ذكرى رحيله الثلاثين

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر