“إر- نفر- حر- نبت” أغانٍ هيروغليفية في قصر الأمير طاز

“إر- نفر- حر- نبت- بتري- ست مي سوبدة” هي أغنية غزل معناها “أجمل النساء مضيئة إذ أهلت كنجمة براقة في ليل عيد”، هكذا بدأت الحفلة الموسيقية الفرعونية في قصر الأمير طاز بحي الخليفة الأسبوع الماضي.

نظم الحفل صندوق التنمية الثقافية، وقدمته فرقة الموسيقى الفرعونية، التى أسسها خيرى الملط عام 2007، وأعضاؤها  خريجي الكليات والمعاهد الموسيقية، ودبلوم إحياء التراث الموسيقي الفرعوني.

البداية

في البداية قدم الدكتور خيري الملط، أستاذ الفيلونية بكلية التربية الموسيقية بجامعة حلون، مؤسس مشروع إحياء الموسيقى الفرعونية، حفل الموسيقى الفرعونية بعرضٍ، شرح فيه كيفية محاكة الموسيقى الفرعونية القديمة والمجهود المبذول في إحيائها، واستنساخ الآلات القديمة الموسيقية لإعادة استخدامها.

الموسيقى المصرية لم يقتصر نشاطها على الحياة الدينية، فالموسيقى والغناء والرقص في حياة المصريين القدماء من العلوم المقدسة، لدورها في بث الشعور الديني داخل المعبد، كما يظهر في ترتيل المنشد يوميًا في المعابد والرقصات الدينية والجنائزية.

أكثر من 35 آلة عود

لم يقتصر نشاط الموسيقى الفرعونية على الحياة الدينية فقط، لكن أيضًا في الحياة الدنيوية في الحقل والصناعة والبيت واحتفالات الأسرة بالمناسبات الاجتماعية، والصيادين سواء الطيور أو الأسماك في النيل، كانوا يستخدمون النفير، ليجمعوا به الأسماك أو الطيور.

وفي مصر القديمة يوجد أكثر من 35 نوعًا مختلفًا لآلة العود، تتنوع في الشكل والصوت وأسلوب الأداء، بينما يوجد لدينا نوع واحد للعود منذ بداية القرن العشرين.

يقول الملط سافرت عدة أماكن وزرنا متاحف عدة بحثًا عن الآلات التي تسمح حالتها بالتقليد، ثم عدت إلى مصر وبحثت عن أخشاب ماهجوني، والمعدن الشبيه بالمستخدم فى الآلة لتصنيع مثلها تماما.

يتابع صنعت أول عود شبيه بالعود الفرعوني عام 2002، بمساعدة آخرين، وبمنح من هيئات دولية لأحياء التراث الموسيقي الفرعوني، وإعادة إحياء التراث الموسيقى المفقود.

تجرى  محاكاة الموسيقى الفرعونية واستنباطها من الاستدلالات الباقية، مثل لحن الكنيسة المصرية لصلاة يوم الجمعة اليتيمة والمأخوذ من الموسيقى الفرعونية مع تغيير الكلمات، أو ألحان مستنبطة من الحياة الفرعونية القديمة المرسومة على الجدران.

يضيف أن إشارات الكهنة المرسومة على الجداريات الموضحة للعزف لها معنى في النوته الموسيقية عند المصريين القدماء، كل عازف أمامه مايسترو، ثلاث عازفين متوافقي الحركة مع يد المايستر.

ومن العادات المستمرة حتى الآن أن منشدي الكنسية أو القراء في الجوامع، يرتلون وهم واضعي أيديهم على آذانهم، المصريون ورثوا تلك العادة من الفراعنة كما هو موضح في الآثار، فالدراسات الإنثربولوجي هي التي ساعدت في التوصل للمعلومة التي تربط المجتمع المصري قديمه بحديثه.

كما أن الندابات اللواي كن يمارسن العدّيد في القرى المصرية حتى زمن ليس ببعيد، وباقة الورود التي تؤخذ عن زيارة المقابر، هي عادات متوارثة من المصريين القدماء.

المعبود بس صور وسط احتفالاته، والمعبود حتحور صور بالسيستروم “آلة تشبه شخشيخة الخرز”، فالآلات الموسيقيىة يمسكها الملوك ورجال الدين.

كما أن آلة منت تستخدم كعقد حلية للمرأة وتستخدم كآلة بالخرز، وتصور الجداريات الصلاة والأدعية وهي مصاحبة للآلات الموسيقية، كل آله لهاعازف، يعزف بإتقان أملا أن ينال رضى الإله في الحياة الأخرى.

تستخدم فرديات وآلات تشبه الطنبورة، وآلات الناي بـ6 عقلات، ويبلغ أطول النايات 93.07 سم، والناي الصغير 35 سم، ويتنوع بين الكليبر والصاغات، والدفوف المستديرة والمستطيلة، والهرب الرفيع، الذي تضعه النساء على كتفها وتعزف، وهناك 30 نوعًا “هارب”.

الموسيقى الفرعونية

المجتمع المصري الحديث عاشق لموسيقى السمعيات والطقاطيق والمؤلفات الموسيقية العربية، وكان يطلق عليها الموسيقى القديمة وكان هناك تخوف عند استخدام الموسيقى المصرية القديمة، في أن ينحصر التفكير في السمعيات والطقاطيق.

يتابع الملط في عام 2002 استأذنت المتخصصين، باستخدام كلمة الفرعونية لفترة زمنية، لأن كلمة الفرعونية تعبر عن مرحلة زمنية في تاريخ الحضارة المصرية القديمة، والتي تستمر حتى مرحلة بناء الأهرامات.

تناول الحفل المقطوعات: طقوس من المعبد ورحلة الخلود وحتحور وعودة سنوحي وغناء فرعوني باسم “إرنفر”.

كما قدم أثناء الحفل لحن قانون الدفنة عند الفراعنة، وكان يقال أثناء التحنيط والجنازات، وقد استخدمت الكنيسة اللحن بوضع كلمات قبطيةعليه، وإنشاده يوم الجمعة العظيمة في ذكرى صلب السيد المسيح.

كما قدمت أغنية باللغة الهيروغلفية القديمة وهي أغنية “إر- نفر” وهي باللغة الديموطيقية، كما أن الأغنية استخلصت صوتياتها من مادة اللغة المصرية القديمة، التي تدرس في مرحلة الدبلوم بواسطة الأستاذ الدكتور عبدالحليم نورالدين.

دراسة علوم الموسيقى الفرعونية

دبلوم العلوم الموسيقية الفرعونية هو دبلوم عال، تابع لكلية التربية الموسيقية جامعة حلوان، ضمن المشروع القومي لإحياء الموسيقى الفرعونية.

أنشئ القسم عام 2006 بمنح من جهات دولية ومصرية وتخرجت أول دفعة عام 2007، وقد وضع المادة العلمية فريق عمل من أثريين وموسيقيين ومتخصصين.

أما الدراسة فتتعلق بالحضارة المصرية القديمة مثل: المجتمع المصري القديم، والعادات والتقاليد في المجتمع المصري، والفكر والفلسفة في مصر القديمة، وفلسفة الفن والوعي الجمالي، وتاريخ الموسيقى والغناء والرقص في مصر القديمة، ومناظر الموسيقى والغناء والرقص في مصر القديمة، واللغة المصرية القديمة وصوتياتها، والآلات الموسيقية في مصر القديمة، ومدخل للموسيقى، والموسيقى في الحضارات القديمة، والموسيقى القبطية.

المواد تهدف أن تعطي للدارس معلومات كبيرة عن المجتمع المصري القديم ودور الموسيقى في كل مكان دخلته لبناء ثقافة حضارية لمصر القديمة، وثقافة موسيقية للحضارات الأخرى كالإغريقية والصينية.

الأبحاث الميدانية أساسية في مجال العلوم الموسيقى الفرعونية، والموسيقى القبطية كمرحلة انتقال من المصرية القديمة والحديثة، والاهتمام بفنون الأداء الحركي مثل أن يكون معنا متخصص في الباليه، ليقرأ لوحات الجداريات التي توضح بطء وسرعة الرقصات ونوعها.

الدبلوم يهدف لنشر ثقافة الموسيقى الفرعونية والحفاظ عليها وحمايته من الضياع، واستنساخ الآلات الموسيقية، الموجودة في المتاحف وتنظيم حفلات للموسيقى الفرعونية بالتعاون مع جهات مختلفة.

الأغنية

إر نفر حر نبت بتري … ست مي سوبدة

خع إم حات رمبت نفرت … شسبت إقرت وخت إنم

عنت إرتي جمح … بنرت سبت ست مدت

بن إن غس خنو إم حاو … كات نحبت وبخت قابت

خسبج ماع شنو … ست جبا إس حر إس نبو

جبعو إس مى سشن … بدشت بحوى مرت حرى إبو

جامنتى إس نفروإس … توت سج جندست حرتا

إيس ست ايب اس ام حبت … اس دى اس ست ون نحب ساى نبو

مس نح إن مأه ست رشوت … حبت ست نبت

سومى تبى إن مرو … بترى تى برست إرحا

الترجمة

أجمل النساء مضيئة إذ أهلت … كنجمة براقة في ليل عيد

عيناها آسرتان … وشفتاها ياقوت أحمر

والشعر جواهر سوداء … تبرق في ضوء الليل

وحديثها منمق … محبوبتي قُدّت من ذهب

لها ضياء أناملها زهرة لوتس … ذراعاها عاجيتان

وخصرها دقيق … ونهداها حبتا رمان

يسبى الرجال لجمالها … وتترنح إذا خطت

 

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر