أقدم معصرة بالصعيد.. قرنان من الزمان في إنتاج الزيوت الطبيعية

رغم مرور أكثر من قرنين من الزمان على إنشائها، لكنها لم تفقد قيمتها التاريخية إذ يزورها السياح الوافدون إلى إسنا جنوبي الأقصر، لمشاهدة أقدم معصرة لإنتاج الزيوت الطبيعية بالصعيد.
وسط حارات ضيقة بمدينة إسنا بأقصى جنوب محافظة الأقصر، يقبع مبنى مكون من طابق واحد، يضم حجرتين، الأولى تشمل حجر من الجرانيت يزن خمسة أطنان، يستخدم لطحن الحبوب تمهيدًا لاستخلاص الزيوت منها، وأخرى بها معدات تصفية الزيت للحصول عليه نقيًا.
هنا بمعصرة الزيوت في إسنا، المكان يحتفظ بذات الديكور الذي صٌممت به المعصرة آنذاك دون أدنى إضافات، حتى الجدران التي أوشكت على التهدم، تشهد على قِدم عمرها.
كانت المعصرة تدار بالجمال لكن مع مرور الوقت وعدم إقبال الزبائن على شراء الزيوت وتدهور الحركة السياحية عقب عام 2011، استغنى عم محمد عن هذا الجمال وأصبح يدير بنفسه العامود الخشبي الذي يٌحرك الحجر الجرانيتي لطحن الحبوب، وبات الأمر أشبه بأن يكون مقتصرًا على الشراء المحلي.


يقول الرجل التسعيني إن أهم ما يدفعه للعمل بالمعصرة رغم قلة ماتدره من دخل، إلى جانب كبر سنه الذي قضاه في المعصرة، هو إيمانه بالحفاظ على الموروث التاريخي الذي ورثه عن السلف، مؤكدًا أنه ظل محافظًا عليها حتى يتركها لأبنائه من بعده.
في الحجرة الداخلية  يدفع التسعيني يده أسفل الأرض في بئر صغير، ويخرج بإناء مملوءًا زيتًا خالصًا، هذا ما انتجته المعصرة.

“نضع أكيال من البذور على الطاولة الجرانيتية، ويدار الحجر بحركة دائرية كالساقية، ثم يتم نقل الحبوب المطحونة إلى المكبس ليتم عصرها ونستخرج منها الزيت”، الحاج محمد عبدالراضي، واصفًا طريقة عمل المعصرة.

يرى صاحب المعصرة أن الزيوت التي تُنتجها معصرته من أجود أنواع الزيوت الطبيعية، والتي بدورها تستخدم للعلاج أفضل من العقاقير والأدوية، متابعًا: أفضل أنواع الزيوت التي تنتجها المعصرة، هو زيت الخس ويستخدم في علاج القولون والسكر والضغط، وكذلك زيت حبة البركة لعلاج الكحة وتجلط الدم، إلى جانب إنتاج زيوت السمسم والزيتون.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر