عرض كتاب| رواية باب الخروج لـ«عز الدين شكري فشير»

كتب – مارك أمجد
“عزيزي يحيى: اليوم هو العشرين من أكتوبر 2020، وحين تصلك رسالتي هذه، بعد يومين بالضبط من الآن، سأكون سجينا أو جثة. إما سيقولون لك أن أباك مات بطلا، أو ستقرأ في الجرائد نبأ خيانتي الكبرى والقبض علي. أنا الذي شاهدت بأم عيني صنوف الخيانة كلها، سيرمونني بدائهم وينسلون كما فعلوا من قبل عشرات المرات. لم أحاول منعهم من قبل، لكني لن أدعهم يفلتون بفعلتهم هذه المرة. لا، ليس هذه المرة. هذه غضبتي، غضبة عمر بأكمله. غضبة ربما تكون الأخيرة. لكني لن أضيعها سدى. أخذت احتياطاتي، وعزمت ألا ألعب دور الضحية. وهذه الرسالة، قد تكون طوق نجاتي الأخير إن فشلت كل الاحتياطات الأخرى. فاحرص عليها، فقد تكون هي الفارق بين الخيانة والبطولة”.
“لا أحد يعلم بمحتوى شحنتنا هذه غير ستة أشخاص؛ رجل صيني واثنان من كوريا الشمالية، والرئيس القطان واللواء المنيسي وأنا. أو هكذا يفترض. لكن الحقيقة أن هذه السفينة الهادئة قليلة العمال والركاب ستجتاحها فرقة كاملة من البحرية الأمريكية في الرابعة صباح الغد، أي بعد أربع وعشرين ساعة بالضبط. الحقيقة أيضا أني، أنا المترجم الصامت الذي لم يأخذ في عمره موقفا حادا، هو من أبلغهم. أنا الخائن”.
تدور الرواية السادسة باب الخروج لعز الدين شكري فشير حول مترجم يعمل بالقصر الرئاسي أيام الرئيس محمد حسني مبارك. وهذا الجزء من الأحداث يمثل أول فصلين من الرواية يحكي فيهم الراوي شخصية المترجم أحوال مصر قبل ثورة الخامس والعشرين من يناير. مع بداية الفصل الثالث تقوم الثورة وتنقلب أمور البلاد ثم يرسم المؤلف سيناريو مُتخيّل لمصر من 2011 حتى 2020 مع الوضع في الاعتبار أن الرواية نُشرت عام 2012، أي أن بقية فصول الرواية محض خيال، وإن تحقق بعضه في الواقع.
في الرواية تعقب ثورة يناير ثورات أخرى مضادة يتقافز خلالها الحكم من الديمقراطيين للسلفيين للإخوان المسلمين. وتمر الدولة بكل ما نراه على شاشة التليفزيون في الدول غير المستقرة من حروب شوارع ونقص في الكهرباء والمياه وانفلات الأمن وغياب بعض المؤسسات الهامة وتخبط البقية. وحينما يستقر الحكم في يد الإخوان المسلمين يساندون حركة المقاومة الفلسطينية. الأمر الذي يتسبب في دخول مصر معركة مع إسرائيل وبالتالي أمريكا. ترسل أمريكا قطع بحرية لتظل موجودة بالبحر الأحمر، تناوشها القوات المصرية فتندلع حرب فعلية ويغزو الإسرائيليون سيناء. في النهاية لا يجد القائمون على الحكم حلا سوى تطهير سيناء تماما من الاحتلال الإسرائيلي وإرسال رسالة لأمريكا والعالم أجمع أن المصريين لن يتركوا شبرا من أراضيهم. ويتمثل الحل وفقا لرؤية الكاتب في قنابل نووية تستوردها مصر من الصين على ظهر سفينة متخفية، على متنها يجلس “علي” بطل الرواية يكتب رسالته الأخيرة لابنه يحيى، قبل انفجار القنابل، أو فشل الخطة على أيدي الأمريكان.
الرواية نشرت لأول مرة عن دار الشروق في 2012 وصدرت في 483 صفحة من القطع المتوسط.
عز الدين شكري فشير: روائي مصري يدرّس العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية. صدرت له ست روايات: “مقتل فخر الدين” 1995 و”أسفار الفراعين” 1999 و”غرفة العناية المركزة” 2008 والتي رُشحت لجائزة البوكر العربية و”أبو عمر المصري” 2010 و”عناق عند جسر بروكلين” وقد وصلت للقائمة النهائية لجائزة البوكر.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر