كيف وصلت غادة والي لرسومات الفنان الروسي؟ فيديو من 2020 يكشف الحقيقة

ردت مصممة الجرافيك المصرية غادة والي على تشابه جداريات محطة كلية البنات بمترو الأنفاق مع لوحات الفنان الروسي جورجي كوراسوف، خلال ظهورها مع الإعلامي عمرو أديب، بأنها مدرسة تكعيبية واحدة، نافية مشاهدة أعماله أو استخدام أجزاء منها.

أكدت والي هذا الأمر طوال اللقاء الذي استمر نحو ساعة كاملة، وبعد الفاصل الإعلاني الأخير، قالت: «يجوز استخدم أحد أعضاء الفريق جزء من أعماله تحت ضغط العمل، وبدون تركيز أو تدقيق».

جداريات المترو في مشروع للمعهد الأوروبي

وتكرر السؤال، عن كيفية وصول مصممة الجرافيك لرسومات الفنان الروسي جورج كوراسوف مرتين؟ ولماذا استخدمتها في المرتين بهذا الشكل؟ وهل الأمر بالفعل خطأ غير مقصود، أم أنها شاهدت أعماله بنفسها في وقت سابق؟

عبر تقنيات البحث التي يتيحها “جوجل”، اتضح نشر الصورتين محل الجدل بمقطع فيديو منشور على الصفحة الرسمية للمعهد الأوروبي للتصميم في عام 2020، في فيديو حمل عنوان: “التصميم الجرافيكي.. التركيز على الوسائط الجديدة| دورة ماجستير – المعهد الأوروبي للتصميم بفلورنسا”.

وهو المعهد الذي درست به غادة والي الماجستير في فلورنسا بإيطاليا، وظهر بالفيديو اللوحة التي تم استخدامها بشكل تجاري على عبوة مياه غازية، واللوحة الثانية التي تم استخدامها في محطة مترو “كلية البنات”.

الصورة المستخدمة في محطة مترو كلية البنات- منشورة في فيديو للمعهد الاوروبي للتصميم بتاريخ يوليو 2020"
الصورة المستخدمة في محطة مترو كلية البنات- منشورة في فيديو للمعهد الاوروبي للتصميم بتاريخ يوليو 2020″
هل سمح الفنان الروسي بتدريس أعماله؟

أرسلنا مقطع الفيديو والصورتين، للفنان الروسي جورجي كوراسوف، لمعرفة إذا ما تم استخدام لوحاته في فيديو المعهد الأوروبي للتصميم بموافقة منه. وهما اللوحة الأولى المستخدمة على عبوة المياه الغازية عام 2019، تحمل وجه سيدة من لوحة “الشطرنج” لجورج كوراسوف، والتي تحمل رقم (225) لعام 2015.

أما اللوحة الثانية تم استخدامها في محطة مترو كلية البنات في مشروع الهوية البصرية لمحطات المترو. في عام 2021، وهي من اللوحة رقم (38)، عن اليونان القديمة، والتي تحمل رسم “زوجة بينلوب” في ملحمة “هوميروس”.

شاهد| مقطع الفيديو من هنا

ويقول كوراسوف في تصريحات خاصة لـ«باب مصر»: “أعلم أنه بعض الجامعات والمعاهد تستخدم لوحاتي للتدريس للطلبة، كنموذج لعرض فنون مختلفة، لكن التدريس يختلف عن استخدامها بشكل تجاري”.

لكن يظل السؤال هل تعرضت غادة لهذه الرسومات من قبل أو أنها اشتركت في هذا المشروع؟

تواصل«باب مصر» مع المعهد الأوروبي للتصميم لمعرفة تاريخ التصميمين الحقيقي والأشخاص المشتركين في تنفيذه. إذ يعرض الفيديو مشاريع سابقة لطلبة خريجي المعهد.

وقال المعهد الأوروبي للتصميم: “هذه الصور ضمن مشروع برعاية طلاب المعهد الأوروبي للتصميم في فلورنسا”. وأرسل بريد إلكتروني يتم التواصل معه لمعرفة تفاصيل أكثر عن المشروع، وبعد إرسال رسالة لم يتم الرد حتى الآن.

الصورة المستخدمة في عبوة مياه غازية – المعهد الأوروربي للتصميم في يوليو 2020
الصورة المستخدمة في عبوة مياه غازية – المعهد الأوروربي للتصميم في يوليو 2020
نقابة الفنانين التشكيليين

بالتزامن مع الأزمة أصدرت نقابة الفنانين التشكيليين بيانا تنفي فيه انضمام غادة والي، مصممة الجرافيك للنقابة. ويعلق الفنان التشكيلي والكاتب الصحفي طارق عبدالعزيز لـ«باب مصر» قائلا: “غادة والي ليست عضوا بالنقابة، لأنها ليست خريجة كلية متخصصة فنية. وهي لم تقدم طلب للانضمام إلى النقابة، فممارس الفن غير الدارس في كلية متخصصة يجب توافر عدد من الشروط لانضمامه إلى النقابة عن طريق الانتساب”.

وتابع: تعتبر نقابة الفنانين التشكيليين مظلة للفنانين. لكن حال خطأ أحد أعضاء النقابة من الممكن التعرض لتحقيق أو الفصل من النقابة. بالإضافة إلى وصول القضية أيضا للقضاء بجانب إجراءات النقابة المُتخذة.

المسؤولية القانونية

ويوضح عبدالعزيز، أما استخدام العمل بشكل تجاري فإنه تقع المسؤولية في المقام الأول على الشركة المُنفذة بدليل سرعة تحرك الشركة الفرنسية المسؤولة عن مترو الأنفاق. وإزالتها التصميمات حتى تسقط أي اتهامات موجهة إليها مع العلم أنها ليست جدارية بل ملصقة. على عكس أعمال دكتور سامي رافع ودكتور محمد مكاوي.

ويقول: “لجأ الفنان الروسي لمقاضاة شركة المياه الغازية في الولايات المتحدة لوجود مقر الشركة الأم هناك. والتي بدورها ستقاضي المصممة، فالشركات بالطبع تتخذ إجراءات أساسية لتأمين نفسها. ويتضمن عقد الشركات الكبيرة العديد من البنود القاسية والتي تحمل المسؤولية للفنان”.

وتسائل عبدالعزيز، لماذا لم تحدث مشكلة مشابهة في المرحلة الأولى والثانية من جداريات مترو الأنفاق؟ موضحا أن السبب هو الاستعانة بخبراء وأساتذة متخصصين في هذا المجال. ولا يشترط في براعتهم أنهم أكاديميين فقط، فاختيار دكتور مكاوي جاء ضمن مسابقة ومنافسة مع 1800 مرشح وتقديم أعماله دون اسم.

وعن الاستعانة بفنان أم مصمم، يقول: “المصمم يجب أن يكون فنانا. أما بعض الفنانين ليسوا مصممين، وأتحدث وأنا تخصصي جرافيك. فمصمم لوجو نقابة الصحفيين الأستاذ الدكتور أحمد نوار، ولوجو ماسبيرو دكتور صلاح عبدالكريم النحات والفنان”.

اقرأ أيضا:

معايير السرقة.. معايير الاقتباس: تشكيليون ينتقدون تصميمات غادة والي

من جديد.. فنان روسي يتهم مصممة جرافيك مصرية بسرقة لوحة فنية| انفراد

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر