من تل بسطا إلى القراموص.. محافظة الشرقية تحتفي بتاريخها وتراثها من الإسكندرية

على مدار يومين متتاليين، نظم متحف الآثار التابع لقطاع التواصل الثقافي بمكتبة الإسكندرية الملتقى الثقافي السنوي الثامن «تراثنا الأثري.. رؤية للمستقبل»، وجاء هذا العام بعنوان: «محافظة الشرقية.. تراثها ومكانتها التاريخية»، وذلك بالتعاون مع الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الشرقية.

جلسات حوارية

تضمن الملتقى عددا من الجلسات الحوارية التي ناقشت مواقع أثرية بارزة تمثل أهم مدن المحافظة. واستعرضت مكانتها الدينية والتاريخية على مر العصور. ومن مدينة تانيس تطرقت النقاشات إلى ممارسات إعادة  الاستخدام في جبانة الأسرة الحادية والعشرين. وملامح التحول في العصرين البطلمي والروماني في منطقتي تل بسطا وتانيس.

كما شمل البرنامج محورا لقراءة تراث الشرقية من حيث الصناعات المتميزة والحرف اليدوية مثل صناعة البردي والنسيج وغيرها. بالإضافة إلى محور عن تأصيل الخيل، التي تشتهر بها المحافظة. وكذلك التراث القبطي ومسار العائلة المقدسة.

تراث محافظة الشرقية

افتتح الدكتور محمد سليمان، القائم بأعمال نائب مدير مكتبة الإسكندرية ورئيس قطاع التواصل الثقافي، معرضا للصور بالتعاون مع نادي كاميرا بالإسكندرية. تناول موقعي تل بسطا وصان الحجر (تانيس)، وذلك بمدخل المكتبة. كما افتتح معرضا للحرف التراثية والمنتجات اليدوية التي تميز محافظة الشرقية، وفن رسم البورتريه. بالتنسيق بين الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بالشرقية ومؤسستي الفن والحياة والأسر المنتجة بساحة الحضارات.

وأكدت الدكتورة رشا حسن رأفت، مدير الهيئة الإقليمية لتنشيط السياحة بمحافظة الشرقية في تصريح لموقع «باب مصر – بحري»، سعادتها بإقامة هذا الملتقى الثقافي عن محافظة الشرقية في مكتبة الإسكندرية، بوصفها منارة للعلم والثقافة.

وأضافت: “حرصنا خلال التجهيز للملتقى على إظهار محافظة الشرقية بالكامل؛ آثارها وفنونها وحرفها اليدوية. بالإضافة إلى تخصيص ركن للترويج السياحي والتعريف بأهم معالم المدينة. مع تصميم ديكورات تعكس الحياة الريفية ببساطتها. بالإضافة إلى إنتاج مجموعة من الفيديوهات التعريفية بالتعاون مع المكتبة، سيتم نشرها لرفع الوعي الثقافي عن المحافظة”.

الملتقى الثقافي السنوي الثامن
الملتقى الثقافي السنوي الثامن
الأماكن السياحية الطبيعية في الشرقية

وتابعت «رأفت»: “سلطنا الضوء أيضا على الفنون التشكيلية من خلال إقامة ورش فنية قبل الملتقى لاختيار أبرز الأعمال الفنية المشاركة. وشارك في الملتقى عدد من الجهات، منها: مؤسسة الفن والحياة، ونقابة الفنانين التشكيليين، والأسر المنتجة، ووحدة أيادي مصر. وحرصنا على إبراز الفنون الحرفية المميزة في الشرقية. إلى جانب عرض مزيج من الأماكن الطبيعية والكنوز الأثرية”.

وأشارت إلى عدد من المواقع الطبيعية في المحافظة مثل بركة النصر في الحسينية، التي تستقبل الطيور المهاجرة من أوروبا خلال الفترة من نوفمبر إلى مارس كل عام وسط طبيعة ريفية خلابة. وقرية القراموص التي تجسد نمط الحياة الريفية بكل تفاصيلها. وتعمل وزارة السياحة والهيئة العامة لتنشيط السياحة حاليا على تجهيزها لتكون أول موقع سياحي بيئي ريفي في مصر، ضمن رؤية 2030. يليها تجهيز منطقة المشهدي سياحيا لصناعة الفخار.

هذا بالإضافة إلى مرابط الخيل، التي تعد من الأهم في مصر. وتحتضن ثلاثة أنواع من الخيول: خيول السباق، وخيول الجمال، وخيول تراث أدب الخيل، وتستقبل عددا كبيرا من الزوار.

مسار العائلة المقدسة

وأضافت رأفت: “أما المناطق الأثرية، فقد بدأنا مبدينة تانيس. حيث أطلقنا جولات تعريفية لها بعنوان “كنوز تانيس”، بالإضافة إلى تل بسطا، الذي يعد جزءا من مسار العائلة المقدسة. ويتميز بموقعه وأهميته الدينية. وقد وصفه المؤرخ هيرودوت بأنه من أجمل الأماكن التي مر بها”.

وذكرت أن الشرقية كان لها السبق هذا العام 2025 في إطلاق المنتدى السياحي الدولي الأول لمسار العائلة المقدسة في مطلع يونيو الجاري. بحضور سفير الفاتيكان وممثلين من مختلف الطوائف. وبدعم من وزارة السياحة ورعاية الهيئة العامة لتنشيط السياحة، وقداسة البابا تواضروس الثاني. إلى جانب مشاركة جامعة الزقازيق والغرفة التجارية وغرفة اتحاد شركات السياحة.

ومن أبرز التوجهات السياحة الجديدة في المحافظة، التحول نحو فكرة “الكامب” كبديل عن الفنادق التقليدية. بهدف معايشة السائح لطبيعة البيئة عن قرب. وقد نظمت جولة ميدانية في بداية الشهر الجاري بمشاركة 13 شركة سياحية كبرى لتقييم البرامج السياحية. ولاقت الفكرة ترحيبا كبيرا وجار توقيع بعض العقود السياحية.

البردي والنسيج أبرز حرف الشرقية

وعلى هامش الملتقى، أقيم معرض للمنتجات التراثية الفريدة بمحافظة الشرقية، شمل العرائس الخشبية، ومنتجات البردي، الذي يعد من أهم الحرف بالشرقية. حيث تحتضن قرية القراموص- الوحيدة في العالم التي تزرع وتنتج البردي. كما ضم المعرض صناعات مثل الكليم اليدوي، والفخار، والمنتجات الخشبية.

وفي ثاني أيام الملتقى، انطلقت جولة ميدانية إلى محافظة الشرقية، شملت زيارة قرية القراموص لمتابعة مراحل زراعة وصناعة البردي التقليدية. بداية من الزراعة والتقطيع، مرورا بالضغط والتجفيف. وصولا إلى إنتاج ورق مزخرف يدويا، باستخدام الطرق التقليدية المعروفة منذ الحضارة المصرية القديمة.</p>

كما شملت الزيارة موقع تل بسطا الأثري (Per‑Bastet)، أحد أبرز مراكز عبادة المعبودة “باستت”. حيث شاهد المشاركون بقايا المعابد القديمة، وتمثال الملكة مريت آمون. إلى جانب زيارة متحف تل بسطا الذي يضم مجموعة مميزة من القطع الأثرية المرتبطة بتاريخ الموقع.

اقرأ أيضا:

«دخلت مرة جنينة وما لقيتش الورود».. عندما تحكي الحشرات والشجر قصة الإنسان

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر
إغلاق

Please disable Ad blocker temporarily

Please disable Ad blocker temporarily. من فضلك اوقف مانع الاعلانات مؤقتا.