صور| “كحك العيد”.. فرحة تجمع العائلات في الأقصر

تصوير: أسماء الطاهر

“ياكحك العيد.. يا احنا.. يابسكويت.. يا احنا”، ساعات ويهل علينا عيد الفطر المبارك، ليرسم فرحة وبهجة في كل بيت، هذه البهجة بدأت ملامحها تظهر منذ أسبوع، حين بدأت سيدات البيوت بالتجهيز والإعداد لصناعة الكحك والبسكويت اللذان ارتبطا بحلول العيد.

صناعة البسكويت
صناعة البسكويت
العادة التي ارتبطت بصناعة كحك العيد هي لمة العائلة، فأول أيام شهر رمضان تشهد البيوت إعداد الحلوى المختلفة المرتبطة بالشهر الفضيل، حتى تأتي الأيام الأواخر من الشهر لتتجمع سيدات كل عائلة لصناعة كعك العيد والمخبوزات الأخرى منها البسكويت والغريبة.
وتقول آمال فهمي، ربة منزل: كعك العيد يمثل فرحة للصغار قبل الكبار، في الأسبوع الأخير من شهر رمضان نجتمع في البيت الكبير بعد تحضير كافة مستلزمات الكعك والبسكويت من الدقيق والسكر والزبدة والبيض، فنصنع مقادير كبيرة في وقت واحد وبعد تجهيزه نقوم بتوزيع المخبوزات على كل منزل من منازل العائلة بالتساوي.
كحك العيد
كحك العيد
وتضيف فهمي: أما الأطفال فتمثل صناعة الكعك بالنسبة لهم فرحة خاصة، إذ يساهمون بمجهودهم لمساعدة الأمهات في إعداده، منها تدوير الماكينة أو نقل صواني الكعك إلى الفرن، أو دهنها بالزبدة لتجهيزها لتقطيع البسكويت والكحك ووضعه عليها.
أما زينب المهدي، فتقول، “كعك العيد ميبقالوش فرحة إلا لو إتعمل في البيت، لأن حاليًا الكثير من السيدات تلجأن لشرائه جاهزًا من الأفران الآلي”، لكن مازلنا نحرص في عائلتنا على إعداد الكعك في المنزل، كطقس يذكرنا بأيام الطفولة حينما كنا نساعد أمهاتنا قبل رحيلهم، في صناعة الكعك والبسكويت محاولة منا للحفاظ على ماتوارثناه عن أهالينا منذ عقود بعيدة.
كحك العيد بعد تسويته
كحك العيد بعد تسويته
وعن أبرز عادات أهل الأقصر للتحضير لصناعة الكحك والبسكويت، تضيف المهدي، رغم وجود الأفران الحديثة في البيوت وتوافر الأفران الآلي بمعظم المناطق، لكن تبقى الفرن البلدي “المصنوعة من الطين” هي الأساس في صناعة مخبوزات العيد.
لكعك العيد أشكالًا مختلفة، فمنها مايتم حشوه بالملبن أو الفسدق، ومنها السادة الذي تكتفي السيدات فقط بتزيين الكحك من خلال رشه بالسكر المطحون، وهو له أدوات خاصة به تسمى “مكابس” نظرًا لطريقة صنع الكحك فيها حيث يوضع العجين بداخلها ثم يتم دفعه من خلال المكبس فيخرج مزخرفًا بأشكال ورسومات مختلفة.
وأوضحت الأدبيات الشعبية أن المصريين عرفوا الكحك منذ آلاف السنين، فكانت زوجات الملوك تقدمه للكهنة يوم تعامد الشمس على وجه خوفو، كما اكتشف علماء الآثار وجود أشكال للكحك منها المخروطى والدائرى والمستطيل على المقابر الفرعونية، وأطلقوا عليه “القرص”، وكانوا ينقشون عليه صورة الشمس.
أما عن ارتباط الكحك كمظهر أساسي بعيد الفطر، بدأ في العهد الفاطمي، حيث كان يتم تم تخصيص مبلغ 20 ألف دينار لعمل الكحك وكان الخليفة يقوم بتوزيع الكعك بنفسه.
صناعة البسكويت والماكينة اليدوية
أما البسكويت، تقول الحاجة زينب، البسكويت مرافق للكحك فمن الممكن عمل أية مخبوزات أخرى كالغريبة أو “البيتي فور” في أي وقت، لكن البسكويت والكحك يتم صناعتهم باللمة العائلية فبعد أن تنتهي سيدات العائلة من صناعة البسكويت، يبدأن في صناعة الكحك، وكلاهما يُفضلن السيدات صناعتهم بالفرن البلدي لأنها تحافظ على درجة استواء دقيقة، إلى جانب كونها موروثًا شعبيًا تتوارثه السيدات عن أمهاتهن بعد أن طغت التكنولوجيا على العادات، فاندثرت صناعة الفرن الطين في كثير من قرى الريف وبدأت تحل محلها الأفران الآلي التي تعمل باسطوانات الغاز.
مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر