تجارة وعشق وعبادة.. أنواع السبح وأسرارها بمولد “القنائي”

تصوير : سمر شومان

مسبحة أو مذبحة كما يسميها بعض الصوفية معتقدين أنها تذبح الشياطين بالتسبيح، هكذا أشار أحمد أبو سهيل، الذي رفض أن تظهر صورته، وسمح لنا بالتقاط صور السبح لأنه -وعلى حد قوله- لا يحب الظهور.

أبو سهيل ابن ميدان سيدي عبد الرحيم بقنا، ثلاثيني أسمر، ورث عن والده الراحل هواية بيع السبح بمولد سيدي عبد الرحيم القنائي والذي انطلق في أول شعبان ويستمر حتى منتصفه.

انواع واحجام مختلفة من السبح -تصوير سمر شومان
انواع واحجام مختلفة من السبح -تصوير سمر شومان

عشق
“بيع السبح ده عشق وحب اكتر منه تجارة” ، هكذا بعبر أبو سهيل، لافتا إلى أن بيع السبح ليست مهنته التي يكسب منها عيشه، فهو خريج تجارة ويعمل محاسبا في إحدى الشركات، ولكنه اعتاد منذ سنوات على أن يشارك في مولد سيدي عبد الرحيم بعرض السبح وصور آل البيت والصالحين إيمانا منه بأنه بهذه الطريقة يشارك في إدخال البهجة إلى قلوب رواد المولد من الصوفية وعاشقي الذكر، وفي إحياء ذكرى الولي.

ويلمح أبو سهيل إلى أنه في أحيان كثيرة يقدم السبح بلا مقابل حين يشعر بعدم قدرة المريد على دفع ثمنها مع رغبته الصادقة في ذكر الله والصلاة على النبي، معلقا “ده ذكر لله وما أقدرش أمنع ذكر الله علشان حبة قروش”.

المسبحة حرز الصوفي - تصوير سمر شومان
المسبحة حرز الصوفي – تصوير سمر شومان

حرز الصوفي
يقول أبو سهيل أن أغلب زبائنه من المتصوفة، الذين يفضلون اقتناء السبح المئوية والألفية، لافتا إلى أنه يستطيع أن يحدد طريقة كل متصوف من مسبحته، فمثلا يفضل الرفاعية والبرهمية السبح الألفية لأن أورادهم تكون بآلاف، في حين يفضل الخليلية والخلوتية السبح المئوية، بينما الشاذلية يفضلون السبح ذات العدادين لاستخدامها في أكثر من ورد في وقت واحد.

ويلمح أبو سهيل إلى أنه حديثا ظهرت تقليعة جديدة لدى الشباب في اقتناء السبح الصغيرة جدا والتي تلف معصم اليد، وبعضهم يقتني السبح الكبيرة ويلفها على معصمه لاعتقاده بان المسبحة قد  تحميه من شر الشياطين.

أما عن السبح “التلت” وهى عبارة 33 حبة، وهى شائعة لدى  الجميع لاستخدامها في التسبيح بعد الصلوات، ويلفت أبو سهيل إلى أن سر المسبحة ليس في طولها أو خامتها وإنما في الأوراد التي تليت بها، لافتا إلى أنه يفضل أن يتعامل مع الصوفية لأنهم يقدرون المسبحة، فهي حرز الصوفي وسلاحه ضد الشيطان ووسيلة لاطمئنان القلوب بالذكر.

خشب وكوك ويسر اشهر انواع السبح - تصوير سمر شومان
خشب وكوك ويسر اشهر انواع السبح – تصوير سمر شومان

يسر وكهرمان
وحول أنواع السبح، يقول أبو سهيل إن أشهر الأنواع شعبية هي المسبحة الخشب فهي متوسطة السعر كما أنها تمتاز باحتفاظها برائحة العطور التي يفضلها الصوفية مثل المسك والعود وفي نفس الوقت خفيفة الوزن، وبعض الصوفية يعتقد أن الذكر بها أسرع من غيرها.

ويتابع أبو سهيل أن من أنواع السبح المسبحة الكهرمان والتي تضيء في الظلام ويعتقد مستخدمها أنه كلما أفاض في الذكر عليها أضاءت أكثر، أما عن أغلى السبح فهي الكوك والذي يمتاز بالصلابة والفخامة، والمسبحة اليسر وهى الأغلى بين جميع أنواع السبح ويصل سعرها أحيانا إلى آلاف الجنيهات لأنها مصنوعة من مواد تستخرج من البحر تشبه الشعب المرجانية وهناك بعض المعتقدات الشعبية أنها تعالج في حالات حصر البول عن طريق تعليقها في الرقبة.

ويوضح أبو سهيل أن أسعار السبح الشعبية تتراوح ما بين 10 و100 جنيه ، وتتراوح أسعار السبح ذات الخامة المرتفعة ما بين 200 إلى 400 جنيها .
ويلمح أبو سهيل أنه بجانب تلك الأنواع هناك سبح تصنع من الأحجار الكريمة وغالبا العقيق لروحانيته العالية، موضحا أن هذا النوع من السبح يكون وزنه ثقيلا وغالبا ما يطلبها مشايخ الصوفية .

توافد الاهالي على مولد القنائي - تصوير سمر شومان
توافد الاهالي على مولد القنائي – تصوير سمر شومان

شيء لله يا سيد
يفسر لنا أبو سهيل أنه يشعر بالراحة في بيع السبح وصور الصالحين لرواد مولد السيد، كما يسميه أهالي قنا حيث بجانب عمله يقوم بتقديم واجب الضيافة للزوار ويعمل على راحتهم ، ويسعد كثيرا إذا ما توافد الدراويش والمتصوفة على مقام الأسد القنائي ذاكرين لله ، مشيرا إلى أن حالة الذكر المستمرة تزيد من إقبال الرواد عليه وتزداد مبيعاته ويعلق أبو سهيل بقوله : “في أخر المولد ربنا بيعشيني .. شيء لله يا سيد”.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر