في ذكرى ميلاده الـ88: صلاح جاهين «اللى بالأمر المحال اغتوى»

تحل اليوم 25 ديسمبر ذكرى ميلاد محمد صلاح الدين أو كاتب رباعيات التاريخ صلاح جاهين، في حي شبرا، لأب يعمل في سلك النيابة إلى أن وصل إلى رئيس محكمة استئناف طنطا.
بوجه ممتلئ ونظارة مربعة وضحكة ضيقة لم تفارق طيات الملامح، عرف الناس “عمو صلاح” على مدار السنوات التي رحل فيها ولم يترك سوى أعمال تتحدث بلسانه.
عُرف عن جاهين من صغره شغفه بالفن، وأصبح  بعدها من القلائل العرب المُبدعين باتقان واحترافية في مختلف المجالات الفنية من كاريكاتير، شعر، كتابة سيناريو والأدب، درس في بداية حياته الفنون الجميلة، إلا أنه لم يكملها واتجه إلى دراسة الحقوق.
كانت بداية انطلاق جاهين في عالم الأدب عن طريق عمله كصحفي عام 1952، ومن ثم عٌين كرسام كاريكاتير في مجلة روز اليوسف بعدها بثلاث سنوات، في عام 1959، كانت البداية الحقيقية لما عرفه التاريخ من أعظم إبداعات جاهين، الرباعيات، نشرها جاهين ولمدة ثلاث سنوات في مجلة صباح الخير، ومن ثم توقف لعدة سنوات وعاد إليها مرة أخرى.
في رباعياته، عبر جاهين عن مختلف المشاعر الإنسانية التي يمر بها الإنسان، من حب وخوف واستمتاع واشتياق، في بضع كلمات  قليلة حملت معان عظيمة.
“أنـا الّى بالأمر المحال اغتوى 
شفت القمر نطيت لفوق فى الهوا 
طلته ما طلتوش إيه أنا يهمنى 
وليه .. ما دام بالنشوة قلبي ارتوى
عجبى !!”
في عام 1962، كان جاهين قد رسم خطى ثابتة في عالم الأدب والفن، مما جعله مسؤولًا عن ثقافة الطفل بوزارة الثقافة، ولكن الخطى التي خلدته في قلوب البسطاء كانت في إنتاجاته الفنية والسيناريوهات التي خطتها أقلامه.
حينما قرر جاهين كتابة شخصية “زوزو” قابله العديد بعدم التصديق والاستنكار لرسم بطلة فيلم بهذا الاسم، ليستمر في قراره ويخرج “خلي بالك من زوزو” الفيلم الأكثر نجاحًا في تاريخ السينما المصرية على الإطلاق الى النور، ويستمر عرضه لمدة 54 أسبوعًا على التوالي في شاشات العرض، وتصبح “زوزو النوسو كمنوسو” شعار يتداوله الناس لعشرات السنين بعدها.
اغتوى جاهين بالأمر المحال واستمر في انتاج أفلام كتبها هو ولاقت جميعها إقبالا جماهيريًا وحفاوة مثل “أميرة حبي أنا”، و”عودة الابن الضال”، و”شفيقة ومتولي”.
حمل جاهين في أشعاره لواء الثورة، وكان صوتها المستمر على مدار إنتاجاته الفنية والشعرية.
من أهم أعماله الشعرية دواوين قصاقيص ورق، وأوراق سبتمبرية، التي كتبها بالعامية، والرباعيات التي جمعها ووثقها في كتاب نسخ منه عدة طبعات، وتجاوزت مبيعات إحدى طباعات الهيئة المصرية العامة للكتاب لها أكثر من 125 ألف نسخة في غضون بضعة أيام، بعدها بعدة سنوات، لحن سيد مكاوي بعض الرباعيات وتغنى بها علي الحجار.
“الليلة الكبيرة ياعمي والعالم كتيرة.. ماليين الشوادر يابا من الريف والبنادر”.. كانت هذه فاتحة أوبريت الليلة الكبيرة، أعظم عمل مسرحي جسد المولد بشخصياته في تاريخ عروض عرائس الماريونيت، كتبها جاهين تجسيدًا للتراث المصري تعاون فيها مع سيد مكاوي، لترسم كلمات الأغاني حياة المولد بصورة كوميدية خفيفة وشخصياته المتعددة من أراجوز وبياع حمص وفلاح وراقصة… 
توفي صلاح جاهين في 21 أبريل 1986.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر