"تاكل وتنكر"و"سبع أرواح".. هكذا وصفت الأمثال الشعبية القطط

القطط حيوانات مستأنسة، ألفها المصريون منذ عهود الفراعنة، لتصبح الصديق الوفي للفلاح المصري القديم، وتظل عبر العصور حارس الحقول من الفئران، وفي المنازل هي عدو للزواحف والآفات.
اكتسبت القطط مكانة تراثية حين استخدمت في عشرات الأمثال، التي كانت فيها القطة البطل، ومن اللافت أن الأمثال تناقضت في وصفها للقطط، لتصبح في بعض الأمثال رمزًا للبراءة والوداعة، وفي بعضها الأخر أيقونة الغدر والخيانة.

القط والفار

“إن غاب القط، إلعب يا فار”، مثل شعبي شهير يعبر عن العلاقة التقليدية بين القط والفأر، والتي تعبر عن حالة الكر والفر بينهما.
ويشير  المرشد السياحي رمضان بسيوني إلى أن المصري القديم عبّر عن العلاقة بين القط والفأر في عدد من النصوص الأدبية، كما عبر عنها في رسومات كاريكاتيرية اتسمت في بعض عصور الضعف بالطابع الساخر الذي غير شكل العلاقة بين القط والفأر، لنرى – أحيانا – القط يهرب خوفًا من الفأر أو أن نرى العدوين وقد صارا صديقين حميمين.

ويلفت محمود محمد، مزارع، 67 عامًا، إلى أن المثل يعبر عن حال غياب الحارس عن أي شيء، ما يؤدي إلى كثرة تردد اللصوص عليه وسرقة محتوياته، موضحًا أن معظم أهالي الصعيد حتى الآن يفضلون الاحتفاظ بالقطط سواء في الحقول أو المنازل لطرد الفئران.

تناقض

وفي الأمثال التي دارت حول صفات القطط ، نلحظ تناقضًا واضحًا بين المدح والقدح في شخصية القط، لتعتبره بعض الأمثال مثالا للطيبة والوداعة، بينما تعتبره أمثال أخرى نموذجًا للغدر ونكران الجميل.
“تاكل عشاه القطة”، مقولة شائعة في دشنا، منذ عشرات السنين، بحسب صالح فهمي، مزارع، 60 سنة، لافتًا إلى أن المقولة تصف الشخص شديد الطيبة بأنه طيب لدرجة أنه يمكن أن يتنازل عن عشاءه للقطة، بمعنى أنه أكثر وداعة وطيبة من القطة نفسها، موضحًا أن القطط حيوانات وديعة غير مؤذية خصوصًا بالنسبة للأطفال.
“زي القطط تاكل وتنكر”، وعلى النقيض يأتي هذا المثل، والذي يشبه الشخص الجحود ناكر الجميل بالقطط، تنسى ما أُطعمت من طعام، ليعتبر المثل أن القطط رمزًا للغدر والخيانة.
وتلمح أم مصطفى، ربة منزل من عزازية دشنا، إلى أن القطط برغم وداعتها إلا أنها أقل وفاءً من الكلاب وأحيانًا تغدر حين تسرق الطعام، منوهة إلى أنه أحيانا تشذ بعض القطط عن هذه القاعدة وتتسم بوفاء يوازي وفاء الكلاب.
وتروي أم مصطفى أن جدتها حكت لها عن قطة لها كانت تتركها لتحرس الطعام حتى لا تقترب القطط الأخرى، وعندما تعود كانت تجده كما هو وكانت تكافئها بقطعة طعام.

سبع أرواح

“زى القطط بسبع أرواح”، هو المثل الشعبي الشائع الذي يعتبر أن موت القطط أمر صعب لأن لها أكثر من حياة.
ويلفت المرشد السياحي خالد بكير إلى أن أصل الاعتقاد بأن القطط كائنات خالدة يرجع إلى الديانة المصرية القديمة، التي اعتبرت القطة الإلهة “باستت” وأقيمت لها المعابد والمقاصير، موضحًا أن باستت اعتبرت شعبيًا رمزًا لطول العمر والمرح.
ويوضح المهندس الزراعي أحمد عبد العزيز أن صفات القط كحيوان تجعله من الحيوانات المعمرة، والتي تموت بصعوبة ومنها قدرته الكبيرة على الوثب من الارتفاعات العالية وقدرته على الاتزان تجعله قادرًا على أن يقفز من ارتفاع يصل إلى ثلاثة أدوار دون أن يخدش.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر