عرض كتاب حروب قذرة لجيريمي سكاهيل

كتب – مارك أمجد
يدور كتاب حروب قذرة لجيريمي سكاهيل ، حول طريقة تفكير أجهزة الاستخبارات الأمريكية وجهاز المباحث الفيدرالية وأجهزة مكافحة الإرهاب، قبل حادث الحادي عشر من سبتمبر وبعده، وكيف استغلت الولايات المتحدة هذه الواقعة الشنيعة في حربها على الشرق، واخترلت الإسلام والمسلمين في منفذي الحادث لمجرد أنهم من دول عربية وأنهم يدينون بالإسلام. كذلك يسلط الكتاب الضوء على بذور الكراهية التي زرعتها أمريكا قبل الحادث وبعده بينها وبين دول كثيرة مثل اليمن وأفغانستان وباكستان، إذ إنها لم توقف حربها عند ميليشيات المتطرفين الجهاديين، بل أطلقت صواريخها وغاراتها وطائراتها المسيرة بدون طيارين، التي أصابت مدنيين عزل كثيرين تحول أبنائهم بدورهم لإرهابيين جددا يريدون الأخذ بثأر أهاليهم وذويهم.
يفضح الكتاب العوالم السرية للسجون والمعتقلات التي أنشأتها أمريكا في العراق مثل سجن أبو غريب وسجن جوانتنامو في خليجه الذي يحمل نفس الاسم. وللمفارقة الساخرة كثير من هذه السجون كان قبل الاجتياح الأمريكي معقلا للأنظمة الساقطة يُستخدم في استجواب وتعذيب المعتقلين العرب على أيدي حكوماتهم.
لكن بعد الاحتلال استولت الإدارة الأمريكية على هذه السجون وأبقت على أدوات التعذيب التي اعترفت بأنها أعجبت كثيرا بها وأدخلتها لطرق استجواباتها.
أيضا يتناول الكتاب السيرة الذاتية لعدد كبير من شيوخ الدعوة الذين ترعرعوا في المجتمع الأمريكي وخطبوا من منابر المساجد هناك، وعلى أيديهم أسلم أمريكيون كثيرون بل وانضم بعضهم للواء الجهاد المسلح، لدرجة أنهم قتلوا زملائهم في الجيش إبان حرب الكويت. والمؤلف يتناول بالتدقيق خط الصعود والانهيار لكل شيخ من هؤلاء الأئمة وكيف تحول في عيني أجهزة الاستخبارات من رجل تقي لإرهابي مطلوب، خاصة عندما جعلت منه خطبه الحماسية مستشارا روحيا لانتحاريين فعليين نفذوا هجمات على أراضي وأبراج أمريكا.
يرسم المؤلف خط درامي لطريقة ظهور قيادات إرهابية على الساحة مثل أسامة بن لادن المليونير السعودي ونائبه أيمن الظواهري ثم أنور العولقي، وكيف تدخلت القاعدة في شؤون الصومال وجعلت منه كتلة إسلامية متطرفة وأدخلته في حرب طائفية مع إثيوبيا، كذلك ظهور طالبان في باكستان وأفغانستان وتحكمها في مجريات الأمور هناك لدرجة إبادة الشعوب التي من نفس ديانتها إذا خالفت الشريعة.
مادة الكتاب مبنية على لقاءات قام بها المؤلف مع أسماء بارزة اقتربت من المشهد ورأت الحقائق أكثر مما ينبغي، بالإضافة إلى مقاطع كاملة يوردها من رسائل خطابية وإلكترونية وحوارات تمت بين رجال الكونجرس داخل أكثر الغرف سرية واستعصاء على التنصت، وبين قادة التنظيمات الإسلامية والجهاديين أنفسهم. وهو يهدي كتابه في البداية للصحافيين الذين سُجنوا أثناء قيامهم بمهامهم أو قُتلوا أثناء بحثهم عن الحقيقة.
عن المؤلف
كاتب ومنتج صحفي مستقل ومراسل لمجلة الأمة الأمريكية مواليد 18 اكتوبر عام 1974 قام بتأليف عدة كتب وأهمها الكتاب الذي يتحدث عن منظمة بلاك ووتر السرية للإمداد بالمرتزقة المدربين والمحترفين. أشهر أفلامه الحروب القذرة، ورشح لجائزة أوسكار أفضل فيلم وثائقي، وجائزة نقابة الكتاب الأمريكية لأفضل سكريبت لفيلم وثائقي.
ورغم أنه أمريكي الجنسية إلا أنه لا يتوقف طوال سرده عن انتقاد السياسة الأمريكية في فترة بوش الذي حول العالم لميدان معركة، ثم أتى أوباما الذي استكمل مسيرة سلفه وحافظ على نفس الأساليب الانتقامية ولم يحاسب جنرالات أمريكا الذين استخدموا أبشع الوسائل النفسية والجسدانية والجنسية في تعذيب المسجونين، ورغم تصنيفهم كمجرمي حرب إلا أن أوباما رفض محاكمتهم بحجة أن أجندته الرئاسية لا تتطلع للوراء، وأن همه الأول والأخير هو حماية الشعب الأمريكي من أي خطر محتمل.
عن الكتاب
صادر باللغة العربية عن شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ببيروت من ترجمة سعيد محمد الحسنية وتدقيق وفيق زيتون طبعة أولى عام ٢٠١٦ في ٨٠٠ صفحة من القطع الكبير.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر