قراءة لديوان “وفي السماء متسع للطيور” للشاعر فتحي أبو المجد

“وفي السماء متسع للطيور”.. هذا هو عنوان الديوان الأخير للشاعر فتحي أبو المجد، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب في ديسمبر 2018، والذي تم عرضه في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يوبيله الذهبي.

حوار ذاتي
يضم الديوان خمس وثمانون قصيدة قصيرة من الشعر النثري والذي يغلب عليه طابع الحداثة، ويتضح من قراءة غلاف الديوان الذي تظهر فيه الطيور تتحرك في سعة في السماء، بينما تقف امرأة حسناء مشيحة بوجهها في حيرة أنها تفكر في شيء ما، ليأتي الإهداء مؤكدا لفكرة الاتساع من خلال ذلك الحوار الذاتي الذي يدور بين الشاعر وقلبه وقلمه فيقول:

 إلى قلمي .. طالما ساقني
إلى جحيم الكتابة
والى قلبي الذي اتسعنا
أنا وقلمي .. وجحيم الكتابة

كأن الشاعر قد جعل من قلبه سماءٍ يحلق فيه بقلمه، مصطحبا معه جحيم الكتابة، وتكمل الصورة التي رسمها الشاعر لنفسه بقراءة المشهد الأول والذي يقول فيه:

من قال إنني هنا
أصلي للفضاء ركعتين كي يضيء
بل أنني هناك في السماء
أراود القصيد

لتعود إلينا من جديد صورة المرأة الحسناء التي تشيح في وجهها وتفكر في شيء ما، لنعرف أنها هي القصيدة التي يناجي الشاعر السماء من أجلها، فيراودها عن نفسها وهي تتمنع.

الجحيم
وبقراءة المفتتح نلاحظ أن فكرة الجحيم تسيطر على الشاعر، فيقول:

أنا أبهى جواد
في جحيم السباق
سيطفئوا جسدي بقبلة الفراق
غدا

وفي السماء متسع للطيور

وفي القصيدة التي عنون بها الديوان (وفي السماء متسع للطيور)، يصور الشاعر فكرة الديوان الرئيسة، وهي أنه لا مكان للطيور إلا في السماء مع إسقاط ذلك على الشاعر نفسه، فكأن الشاعر يشتهي الرحيل عن عالمنا ليصاحب الطيور في متسعها، يقول الشاعر:

 هل كلت المصابيح الليلة
عن الضياء؟
فأوصدت كل المدن أبوابها
وحلق بجناحيه طائر الصمت
فمن ذا سيرسم مسارا للنهاية
يعيدني خلسة لهذا الصباح ؟

وتظهر نبرة التشاؤم في صوت الشاعر حين  يطرح تساؤلا حول نهايته، هل سيستمر في التحليق مع الطيور أم أنه سيرحل إلى ذلك الوطن الذي يشتهيه ليغرد وحده في السماء، يقول الشاعر:

 أشاطر الطيور أفراحها
بدء التودد
أم سأرحل إلى وطن يشتهيني
فعناق الصمت يدمي
الآن سأودِعُ حلمي نبضهُ
أغرد وحدي
وفي السماء متسع للطيور

عن الشاعر
يذكر أن الشاعر فتحي أبو المجد من مواليد صعايدة دشنا عام 1965، وعضو اتحاد الكتاب، ويكتب الشعر والدراسات النقدية منذ الثمانينات.

أسس عددا من الجماعات الأدبية بقنا، من ضمنها جماعة أمسية الثقافية في عام 1999، كما ترأس  نادي أدب أدشنا، وهو عضو نادي أدب نجع حمادي، وحصل على العديد من الجوائز الرسمية من المجلس الأعلى للثقافة والإذاعة والتلفزيون.

صدر له 8 دواوين في أشعار الفصحى والعامية منها من شعر الفصحى (ترانيم) و(الركض صوب المستحيل) و(كل يوم وردة وإيقاع)، ومن الشعر العامي (توته) و(طيرني) و(بنمشي في الممنوع).

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر