تراث الإسكندرية عند تجار "الأنتيكات".. نظرة أخيرة قبل هدم عقار 27
“والله حرام المباني دي ما تتعوضش، بس نعمل إيه في اللي بيشتروا العمارات بالاتفاق مع المقاولين ويخرجوا السكان ويراضوهم و يهدموها” هكذا يبدأ أكرم السيد حديثه عن عقار 27 شارع عبدالحميد البدوي، المتفرع من شارع شامبيليون بالأزاريطة، والتي بدأت أعمال الهدم فيه من الداخل بالفعل، وفي انتظار قرار الهدم النهائي لتبدأ أعمال هدم العقار بالكامل.
أكرم السيد هو عامل “على باب الله”، كما يطلق على نفسه، يقطن في منطقة الأزاريطة منذ زمن، بنبرة حزينة تحدث عن جمال تصميمات العقارات في منطقة الأزاريطة التي كان يقطنها الجالية اليونانية واليهوديه في القرن الماضي، يقول إنه عندما يسير في الشوارع التي توجد بها تلك العقارات يشعر بجمال ودقة التصميم ويتساءل كيف تهدم؟
“أغلب الشغل ده أوروبي يوناني وإيطالي وعمارة 27 ديه كان سكانها ناس كبيرة واللي اشترا البيت راضاهم عشان يخرجهم، فيه اللي أخد 4 و فيه اللي أخد 5 و8 مليون حسب السكان”.
تقول هبة جابر، مدرس مساعد بكلية الهندسة، إن هذا العقار ليس مصمم على طراز معين، لكنه يعتبر من تراث القرن الماضي، وكان الأفضل ترميمه وليس هدمه.
نعود إلى أكرم الذي يقول “الشقق كبيرة يرمح فيها الخيل، وآخر واحد خرج من البيت كان رافض، هو دكتور في هيئة الآثار اسمه الدكتورعبادي”.
وكما يصف أكرم أنه قبل الهدم يتم إخلاء و فصل الأبواب التراثية و بيعها في سوق الجمعة لمحبي اقتناء الأشياء القديمة التراثية ويختم حديثه “الله حرام بيهدوا الحاجات دي، عشان يبنوا عمارات زي اللي مالت في الأزاريطة الأيام اللي فاتت”.
ويقول أحد حراس العقارات المجاورة لـ27 إن هذا العقار شيد في القرن الماضي، وهو تراثي لكن غير تابع لهيئة الآثار، بينما عقار 24 المجاور له يتبع هيئة الآثار و كان أحد المارة ينظر إلى العقار الذي بدأت أعمال هدمه من الداخل مازحا وهو يمر من أمامه “خلي بالك ليقع عليكي أصله بيتهد”.
وعلى مواقع التواصل الإجتماعي”فيسبوك” يضع أيمن فؤاد على صفحته صورة العقار الذي يسكن بالقرب منه، ومطالبا المشاركة، لمحاولة حماية ما تبقى من تراث الإسكندرية الذي يهدم، مشيرا إلى أن العقار رقم 24 التابع لهيئة الآثار، والذي قد يهدم هو الآخر في يوم من الأيام بعد البدء بالفعل في هدم العقار المجاور له رقم 27، وذلك بعد إخلاء السكان.
ويقول زياد زيان، أحد سكان عقار 27 قبل إخلائه، على صفحته على “فيسبوك”: “العمارة دي كنت ساكن فيها، وصحاب العمارة من البلطجية ومعدومي الضمير ومارسوا ضغط كبير على السكان كلها، وكلهم طلعوا بالبلطجة وإحنا كنا في نفس الموقف ومعظم السكان كانوا مسافرين أو كبار في السن”.