يوم في حياة المخانجية بداية القرن العشرين.. نص نادر لـ«الجزايرلي» (1-3)
أثناء انشغال الشاعر والمؤرخ يوسف فهمي الجزايرلي (1881- 1973) بكتابة موسوعة أسماء شوارع الإسكندرية، بدأ عام 1956 في كتابة نص بعنوان الإسكندرية في فجر القرن العشرين. وفي حوالي ثمانين صفحة سرد الجزايرلي مشاهداته وملاحظاته وذكريات طفولته عن تفاصيل من الحياة اليومية للإسكندرية في بداية القرن العشرين. رغم أن الذاتية طغت على النص إنما يمكن اعتبار ما كتبه الجزايرلي هو إرهاصات دراسة إثنوغرافية. ذلك أن النص يحتوي على وصف للجغرافيا وعادات التدخين والفلكلور والطعام والباعة الجائلين أدوات الزينة وأزياء ولغة ولاد البلد. أو ما وصفهم الجزايرلي في نصه بالسكندريين الخُلص. وقسم نصه على فصول الأعوام فيبدأ النص بنهايات الشتاء وينتهي بنهايات الصيف.
أيضا لم يخلو النص من السخرية اللاذعة للمعلمين والفتوات الذين عاصرهم. كان الجزايرلي متأثرا بموجة الكتابة الفكاهية والساخرة التي عاصرها مع تشكله الأدبي آنذاك. فنجده يستشهد بجزء من مقال نشر بصحيفة حمارة مُنيتي. وأحيانا يستعير أسلوب محمد توفيق أفندي وغيره للسخرية من حدث ما أو حتى من نفسه وهو طفلا.
كراسات الإسكندرية
وفي عام 1964 عهد الجزايرلي بالنص للكاتب والمهندس ورئيس جمعية آثار الإسكندرية آنذاك رداميس سنيّ اللقاني. الذي كان قد أنشأ مجلة “كراسات الإسكندرية” Cahiers D’Alexandrie الصادرة بالفرنسية في عام 1963. نشر رداميس اللقاني في عدد خاص باللغة العربية نص الجزايرلي في السلسلة الثالثة في الثاني من إبريل لسنة 1965.
وكتب اللقاني في الترويسة باللغة الفرنسية: يوسف فهمي الجزايرلي من أصل جزائري كما يوحي اسمه. عاش في الإسكندرية في بداية هذا القرن، وخلال الحرب العالمية الأولى حارب في خنادق شامبانيا. وعندما انتهت الحرب عاد إلى الإسكندرية حيث يعيش منذ ذلك الحين.
الجزايرلي يكشف لنا في هذه الدراسة المنشورة في مجلة «كراسات الإسكندرية» والمكتوبة بالعربية بعنوان “الإسكندرية في فجر القرن العشرين” انطباعاته عن الشباب وردود أفعاله ويعطينا وصفًا حيًا للإسكندرية في مصر. إنها دراسة قيمة للغاية من قبل معاصر لم يعش هناك فقط إنما كان متورطا بشكل وثيق في الفلكلور.
سرد التاريخ
هذا العدد كان مميزا عن باقي الأعداد التي نشرت في مجلة كراسات الإسكندرية. ليس فقط لأنه من الأعداد القليلة التي نشرت باللغة العربية وتشغل العدد بالكامل في هذه المجلة. لكن لأن شهادة الجزايرلي بعد أن أتم عامه الخامس والسبعين تركز على حياة المصريين من الطبقة المتوسطة والعاملة. أي أنها محاولة لسرد تاريخ مواز لتاريخ فُرض على المدينة كان يركز بشكل كبير على إسهامات الأجانب وحياتهم وعاداتهم في مدينة الإسكندرية في القرن العشرين.
كتب الجزايرلي في مقدمة نصه:
“اختمرت في إدراكي الواعي فكرة الكتابة عن الإسكندرية كما شاهدتها منذ أكثر من نصف قرن عندما قطعت مرحلة ليست بالضيقة المدى في تدوين تاريخ الإسكندرية. معتمدا على ما تيسر لي من مطالعات وما اهتديت إليه من مراجع لابد لاستيعابها واستخلاص عصارة معلوماتها من وقت طويل. لا أدري إذا كان قيد العمر سيبقى في جيدي حتى أقطعه أو سأقضي فأترك لغيري إتمام ما شرعت في إنجازه مستهدفا الإسهام في الثقافة العامة بجهودي المتواضعة. وسأحاول في هذا البحث أيها القارئ الكريم أن أعرض على بصيرتك الباطنة عن طريق تداعي المعاني وانسجام الأخيلة وصفًا لمدينة الإسكندر الأكبر يشبه في تتاليه السريع الشريط السينمائي. وسأبذل طاقة الجهد في أن تستعرض معي هذا الشريط وأنت مستريح في أريكة من أرائك منزلك العامر”.
النص عبارة عن شريط سينمائي يقفز/ يمنتج فيه الجزايرلي بين الأزمنة بخفة. تارة يحكي جزء من طفولته في حي الجمرك حيث نشأ، في بداية القرن العشرين. ثم يقفز لثلاثينيات وأربعينيات القرن ليحكي شيء من شبابه في محطة الرمل أو المنشية أو بحري.
**
وفي هذا المقال نستعرض جزءً من نص الإسكندرية في فجر القرن العشرين ليوسف فهمي الجزايرلي، بعد تحقيقه وإضافة هوامش توضيحية عليه. يسرد الجزايرلي فيه مظاهر استعداد القهوجية والمخانجية وبائعي التبغ والتنباك، لموسم الصيف. ومشاهد من تجمع للأدباء والشعراء على قهوة صالح في يوم صيفي عادي في قلب حي بحري في بداية القرن العشرين.
“ولنصل الآن ما انقطع من التيار الكهربي لتعود آلة السينما الخيالية إلى حركتها التلقائية وتباشر عرض جزء آخر من شريطها عن الإسكندرية على بصيرتك الواعية أيها القارئ الكريم فترى معي بالوجدان ما رأيته من رؤية العيان.
فها هو ذا الربيع قد قطع شوطًا منفرجًا، يقربه من أخيه الصيف ومن حره الذي يلطفه نسيم البحر كلما مالت الشمس في الأصيل نحو الغرب، بفعل دورة الأرض اليومية حول نفسها. وها هم أصحاب القهوات والمحال الأخرى في شوارع المدينة يبادرون إلى رش أكبر مساحة مستطاعة أمام محالهم بالماء. بعد أن اكتسح نسيم العصر العذب حرارة الظهيرة وهب على الأحياء رطبًا منعشا. وكان القهوجية والمخانجية وبائعو التبغ والتمباك قد استعدوا منذ أيام لاستقبال الصيف مستبشرين بما سيجلبه على محالهم من حركة نشطة. تعود عليهم بربح يتجاوز الربح الشحيح الذي حصلوا عليه طوال أيام الشتاء القاتمة.
فقام القهوجية بإلباس قهواتهم ثوبًا جديدا من الدهان الأخضر والأبيض اللامع ورسموا على حوائطها ودلفات أبوابها الأُسود والجمال والخيل وبعض المناظر الطبيعية الساذجة. وجددوا فرش كراسيها من القش المضفور بعد أن أصلحوا قوائمها الخشبية الخشنة وقووا مسامير دِكَكُها العتيدة. التي يتربع عليها كبار المعلمين حين ترددهم على القهوات بعد الفراغ من العمل لتناول القهوة في الفنجانات الكبيرة -البيشة- وتدخين الشيشة بالتمباك العجمي الأصيل أو الحمية بحسن كيف المعسل النقي.
**
وقد زود القهوجية الشيَش بمباسم جديدة من الكهرمان الأحمر والأصفر وبيايات طويلة أنيقة من رقائق الجلد الملفوف بالسلك المعدني الرفيع. ومحلاة بالشرائط الصوفية ذات الألوان الزاهية صنعت جميعها متقنة في حوانيت الأتراك والأرمن بسوق الترك خلف جامع تربانة. واستخدموا أمهر النُدل “الجرسونات” ومن بينهم الأخصائيين في التلويح بالشيَش في الهواء مرات متتالية في حركة دائرية بارعة ممسكين بطرف “بياتها”. ثم القبض عليها باليد اليسرى في سرعة وخفة ووضعها أمام الزبون مزودة بالحجر فوقه التمباك دون أن يسقط منها شيء أو ينفصل عنها الياي فتداهم بعض الجالسين على القهوة أو المتفرجين، فتقضي عليهم بلطمة قاتلة. وفي جوف كل شيشة حبات من الكرز أو المشمش أو العنب ومعها بعض أوراق الأزهار. فتموج هذه المجموعة المختلفة الألوان في جوف الشيشة الممتلئ بالماء كلما جذب مدخنها نفسا من مبسمها الكهرماني. وقهوة “خميخم” بحي السيالة هي سيدة القهوات في هذا المضمار.
ونافس الماخنجية وبائعو التبغ والتمباك القهوجية في إلباس محالهم حلة الصيف الجميلة فدهنوا واجهاتها باللون الأحمر الأرجواني. ورفوفها وصواناتها الداخلية باللون الأبيض الناصع. ووضع الماخنجية فوق النَصبة الأمامية لدكاكينهم الأواني البلورية الكبيرة تسبح أسماك الزينة الملونة فيما احتوت من ماء البحر. واعدوا فوق الرفوف الجانبية للواجهة البرطمانات الصينية المزخرفة بالرسوم العامرة بعجائن المنزول المتفاوتة المفعول المشتملة على مقادير معلومة من مسحوق جوزة الطيب والمساحيق الأخرى التي تدخل في طائفة المخدرات.
**
وحلوا بالحجر الخفاف المراود النحاسية والفضية عجائن المنزول المكيفة. فتخرج منها وعلى طرفها القدر المحدد للبلبوعة المفرفشة فيأخذها الزبون في لفافة من الورق الملون أو يتناولها بفتح الفم. ثم ضم طرف المرود بين الشفتين بشدة لينتزع بلبوعته المحبوبة كاملة غير منقوصة. ويلوكها في لذة وإعجاب بتوليفتها المتقنة. وتستقر بمعدته ويسري مفعولها في كيانه بعد شرب فنجانين من القهوة السادة لتسييحها فتغمره المتعة الحالمة المؤقتة، التي يحطم تكرارها بنيته ويقرض نشاطه.
وقد يأتي على إدراكه بعد سنوات قليلة من هذا الاسترسال في اللذة القاتلة. وهو غير عابئ بنصح محمد توفيق صاحب حمارة مُنيتي الذي أسداه إليه في قالب من السخرية اللاذعة. إذ قلب القصيدة المشهورة التي مطلعها:
دع المقادير تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا خالي البال
مابين غمضه عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال
إلى قصيده هزليه ناقدة فصدرها يقول:
دع المناذيل تجري في أعنتها ولا تبيتن إلا فارغ القلل
ولم يضن المعلم صالح أبوالشهود على قهوته بجوار مسجد سيدي تمراز بزينة تظهرها في أبهى منظر. يجعلها جديرة بلقبها الزائع الصيت وهو قهوة صالح الشهيرة بتقديم الخُشاف الحافل بمكسرات الفواكه الجافة وقطع الموز وماء الورد أو الزهر. فأضفى على الواجهة والحوائط المجاورة لها ألوانا من الدهان الزيتي الزاهي اللامع. وبذل الجهد سخيًا في جعل زينتها الداخلية تنافس زينتها الخارجية بهجة ورونقًا. وأعد الأواني البلورية والفخارية والنحاسية المبيضة لتحضير الخُشاف والمرطبات على طريقته الفريدة في الإتقان. وألبس كل هذه الزينة الأنيقة غلالة رفيعة بهية من اللون الأدبي الذي يعشقه ويعصر ثقافته المحدودة ليصب من عصاراتها العذبة في نفوس رواد قهوته خلاصة ما تجود به قريحته. فكتب على الحائط في صدرها بيتين من شعره بالخط الفارسي الجميل:
يقول الناس إن الناس صاروا بغير الشرع جمعا سائرينا
فمنذا الناس يا قوم أخبروني أليس الناس إلا القائلينا
وكلما انعقد مجلس الأدباء في ركنهم التقليدي من القهوة ألقى الشيخ حمزة فتح الله، والشيخ محمود الشاعر، والأستاذ محمد السباعي، والأستاذ الشاعر محمد حمدي النشار. نظرة باسمه على هذين البيتين، وعندما يتجه الشيخ محمود الشاعر نحو المعلم صالح أبوالشهود قائلا: الله يفتح عليك وتتقن فن العروض والقوافي وتتحفنا على الدوام بطرائف حلوة من قريضك. فيرد المعلم صالح في تواضع وهو يواصل مد الزبائن بسلطانيات خشافه المشهور: بفضل إرشادك وتعاليمك المفيدة يا أستاذي العظيم.
وعندما ترتسم ابتسامة عريضة على فم الشيخ حمزة فتح الله. هي علامة الشك بالمستقبل فيما يتعلق بنبوغ المعلم صالح في لغة سيبويه وقواعد القصيدة وأبحر الأوزان التي فرضها الخليل بن أحمد.
جو العصارى
وتوافد الزبائن في جو العصاري الغض على القهوات ومحال بائعي التبغ والتمباك ودكاكين المخانجية في طلب الراحة وإشباع الفضول. مما تعرضه الحياة الاجتماعية اليومية على أنظارهم من صور، وهم في أزيائهم المألوفة المختلفة. فالمعلم محمد قصد قهوة خميخم في سراويله الفضفاضة الضخمة القاع -الطاقم- التي اتخذها من الجوخ الكحولي الشفيوت.
فتأرجح قاعها المتدلي خلفه مائلا إلى اليمين ثم إلى اليسار مسايرا مشيته البطيئة الأنيقة. وهو يكاد يلمس الأرض -فبدا كـ ليةّ الخروف المعلوف في أكبر حجم- وقد ضمت صدر المعلم صدرة من الحرير الشاهي المطرز بالقيطان الأسود في مستقيمات ودوائر كبيرة ومتوسطة وصغيرة. وشد على وسطه الحزام السلبندي الحريري ذا الرسوم الملونة. وتلف من طرف السلبندي السلسلة الذهبية الطويلة “الكتينة” ذات الحلقات الغليظة المفرغة. وغطى الصدرة ونصف الطاقم بمدرع -بالطو- من الجوخ الأسود.
ووضع فوق رأسه طربوشه المغربي بكيفية تظهر حافة الطاقية البيضاء المظهرة شغل الإبرة. واتجه علي أفندي نحو دكان صديقه بائع التبغ والتمباك في ملابسه الإفرنجية وقميص الأبيض المقواة أحرافه وصدره بالنشا لدى كيه. وياقته المُنَشية وينباغاه الظريف وقد أحاط زيقه بأسفل الياقة. وطربوشه القصير جدًا الذي تحتم المودة ألا يرتفع فوق الرأس أكثر من الطاقية المكوية.
وأتخذ المعلم أحمد طريقه إلى حانوت المخانجي لأنه من زبائنه المواظبين على تناول النسخة المنعشة من أحد برطماناته السحرية. وقد ارتدى القفطان الشاهي الحمُصاني، والحزام السلبندي والكتينة والبالطو الأسود والطربوش المغربي. وتدلت الكتينة الضخمة فوق بطنه..”.
هوامش:
المخانجية: تنقسم لكلمتني مخ وخنجية وتعني صاحب المحل، والمخانجية هم بائعي وصانعي المواد المخدرة، كالمنزول والأفيون والحشيش.
البيشة: نوع بن عربي محوج بالزعفران والمستكة/ أو بهارات أخرى.
بيايات- ياي: قطعة بين المبسم وخرطوم الشيشة على شكل سوستة معدنية.
حمارة مُنيتي: صحيفة صدرت عام 1900 في عهد الخديوي عباس. أصدرها محمد أفندي توفيق، صدرت الصحيفة الأسبوعية وتحت عنوانها الرئيسي: جريدة هزلية فكاهية شقلباظية وأحيانًا أدبية سياسية انتقادية حلنجية أسبوعية ثمن النسخة قرش صاغ واحد.
الشيخ حمزة فتح الله: شاعر وكاتب وصحفي ولد في الإسكندرية عام 1849 ودرس العلوم الشرعية واللغوية في جامع الشيخ ابراهيم باشا بالمنشية، ثم التحق بالأزهر فأتم دراسته. ثم رحل إلى تونس وعمل محررا لجريدة الرائد التونسي ثم عاد إلى مصر عام 1881. وعمل محررا في جريدة البرهان التي تصدر من الإسكندرية. وفي عام 1882 أصدر جريدة الاعتدال عين فتح الله مفتشا أول للغة العربية في وزارة المعارف. وانتدبته حكومة مصر لحضور مؤتمر المستشرقين في فينا. ثم في استوكهلم وقضى في وزارة المعارف نحو ثلاثين عاما. ثم أحيل إلى المعاش سنة 1330هـ فعكف على البحث إلى أن توفي عام 1918. ومن مؤلفاته: التحفة السنية في التواريخ العربية- باكورة الكلام على حقوق المرأة في الإسلام.
**
محمد حمدي النشار: شاعر وكاتب يعتبر من الجيل الأول لشعراء النهضة الأدبية في مصر. ولد في مدينة دمياط عام 1892 كان والده شاعرًا فتعهده بالرعاية ولقنه بعض مبادئ القراءة والكتابة. وأطلعه على بعض المؤلفات والدواوين الشعرية والرسائل الإنشائية. كما لقنه فنون الشعر، درس في مدرسة الأروام فتخرج فيها على الأديب يعقوب أفندي مراد بدمياط (1306هـ – 1888م) كما تعلم اللغة الفرنسية.
درس في الأزهر مدة، ولكنه لم يستكمل، ولم ينل شهادته. عمل سكرتيرًا لمحكمة الإسكندرية الأهلية. له ديوان بعنوان: «ثمرات الأفكار» -(جـ1)- المطبعة العثمانية بحارة سوق الزلط – القاهرة – 110هـ – 1892م. وله: الجزء الثاني من ثمرات الأفكار – مخطوط. له كتاب بعنوان: «المرأة في الإسلام» – مطبعة السفور والحجاب – 1869.
قريض: قواعد نظم الشعر.
الطاقم: الزي السكندري.
مدرع: البالطو.
الشفيوت: قماش من صوف الغنم.
صدرة: صديري.
حزام سلبندي: حزام عريض من قماش الحرير يلف حول الوسط بعد ارتداء القفطان.
الكتينة: ساعة جيب غالبا ما تكون من الذهب وبها سلسلة تعلق من أحد أطرافها في جيب القفطان والأخرى في الصديري.
ينباغ: البابيون
مصادر
كراسات الإسكندرية، عدد إبريل 1965، الإسكندرية في فجر القرن العشرين، يوسف فهمي الجزايرلي ص34- ص35- ص36-ص37- ص38.
اقرأ أيضا:
«الميناء الشرقي»: عودة للانطباعية في لوحات الفنان حمدي عبدالكريم