القصير| “القصير.. صفحات من الماضي” كتاب يُوثق معالم المدينة التاريخية

تصوير: أحمد دريم 

تاريخ القصير العريق ومبانيها وشوارعها ومعالمها التراثية القديمة، كانت الدوافع الرئيسية لدي طه حسين الجوهري، ابن مدينة القصير بمحافظة البحر الأحمر، لتأليف كتاب “القصير.. صفحات من الماضي”، فضلا عن رغبته في تصحيح المعلومات للأبناء خوفا من النسيان وتدوين هذا التاريخ على ورق موثق بالصور القديمة.

عن كتاب القصير 

 الجزء الأول من الكتاب صدر في عام 2019، عن دار النشر فينكس، وتناول صورة من مرايا الذاكرة للمؤلف، وصفحة البداية عام 1976، ومنجم 22، وألعاب المنجم والرحيل 1980، والقصير واللقاء الأول، ومبني الكانتين، والحي القديم، وحارة فوق، والحارة الوسطنية، والحارة التحتانية، والعوينة أو اللاونجة ومدينة أمين.

وكذلك الأحياء الجديدة، وحي الزهراء والطريق بين القصير وقفط، أما الفصل الثاني، فتناول جولة في بقايا المعالم الأثرية للمدينة وشركة فوسفات البحر الأحمر، وقلعة القصير، وشونة الغلال، ومستشفى شركة الفوسفات، وقصر الحكم “ديوان المحافظة”، والرصيف البحري “السقالة”، ومجموعة البيوت والمنازل العربية والإسلامية الأثرية، ومنازل الأوروبية بالقصير، والقصير القديمة، ومجموعة المساجد والأضرحة والمقامات بالقصير.  

صورة التليفريك الذي تم إزالته - من كتاب القصير
صورة التليفريك الذي تم إزالته – من كتاب القصير

أبيات شعرية

استهل المؤلف الكتاب بأبيات شعرية ألفها في عام 1995، تقول هذه الأبيات: “يا قلعة الوادي العتيق، يازهرة البحر العميق.. صحف التاريخ بوفرها عن مجدك أبدًا تضيق.. وفم الزمان تلعثم في ذكره عما يليق.. قمم الجبال وحولها للناظرين كأنها درر العقيق.. يا صاحبي هيا بنا نسترجع الماضي السحيق.. منذ البزوغ لشمسها واشتد في الأفق البريق.. كم من خريف قد توالي عليك يا بلدي العريق.. لكن عودك دائما خضرا وريق.. كنت السبيل إلي الحبيب وللحجيج منارة وطريق”. 

لحظة خروج عمال المناجم- الصورة من كتاب القصير
لحظة خروج عمال المناجم- الصورة من كتاب القصير

الأهمية التاريخية 

يقول طه حسين الجوهري، مؤلف الكتاب، إنه يعمل مدرس لغة فرنسية بمدينة القصير، وخلال السنوات الماضية بدأت في عمل موسوعة عن تاريخ المدينة كونها من أعرق مدن البحر الأحمر وأقدم مدينة علي مستوى المحافظة وتعتبر من أقدم 10 مواني علي مستوى الجمهورية ولها تاريخ عميق سواء فرعوني أو بطلمي أو روماني، ولها دور كبير في العصر الإسلامي ولعبت دورا أكبر في العصر المملوكي والعثماني ومدينة تستحق نظرة بعناية لتاريخها وما تبقي من الآثار الموجودة في هذه المدينة التاريخية.

شونة الغلال - من كتاب القصير
شونة الغلال – من كتاب القصير

شركة الفوسفات 

ويضيف الجوهري، أن الفصل الأول تناول شركة الفوسفات التي بدأت في عام 1910، وبدأت تدشن مستعمرات مدنية ومستعمرات تعدينية في مختلف أرجاء مدينة القصير وكانت تلك المستعمرات متباعدة علي مسافات، منها منجم البيضة أول منجم في الكيلو 22 في طريق القصير- قنا، والمنجم الذي نشأت فيه في طريق حمروين ويعتبر في باطن الجبل وهو علي مسافة 3 كيلو مترات في باطن الجبل.

قطار الفوسفات أثناء التحميل - الصورة من كتاب القصير
قطار الفوسفات أثناء التحميل – الصورة من كتاب القصير

ويتابع: تناولت خلال الكتاب قصة حياتي في هذا المنجم وتناولت الصعوبات والحياة القاسية التي كان يعيشها عمال المناجم، واستغليت الحكاية في تاريخ شركة فوسفات البحر الأحمر لأن الشركة لعبت دورا كبير في إعادة النهضة لمدينة القصير وبوجود الشركة والمناجم والأداء كون مجتمع مدني في المدينة، وكان لها دور كبير لدرجة مدينة القصير خلال فترة وجود الشركة بدأت تلغي اسم “القصير” مع العمال القادمين من محافظات قنا، وأسوان، والأقصر، وأسيوط، وكان يطلقون عليها اسم القوبانية وهذا الاسم مشتاق من كلمة “قابني” وتعني “شركة”، وذلك يدل علي دور الشركة الكبير ولكن للأسف منذ فترة توقفت وخفض دورها الاجتماعي وبعدها أغلقت المناجم واحدا تلو الأخر.

قصر الحكومة - من كتاب القصير
قصر الحكومة – من كتاب القصير

معالم أثرية 

يوضح مؤلف الكتاب، أنه تناول ما تبقي من معالم أثرية بالمدينة منها قلعة القصير، وقصر الحكم العثماني، والسقالة، والحكاية عن كل معلم وتاريخ ومتى تم إنشاؤه وتصحيح بعض المفاهيم لدي أولادنا الذين لا يعرفون عنها شئ، ومنزل الحاج توفيق متى بُُني الذي يعتبر أحد معالم الطراز المعماري الإسلامي بالمدينة وبيت الحناوي، وكذلك الاهتمام كان بمساعدة مجموعة من شباب المؤرخين بالمدينة التي بدأت في الحفاظ علي التراث والمحاولة في جمع المادة التاريخية للمدينة، ويرجع ذلك لأبو المؤرخين الذي ساهم في الحفاظ علي تراث القصير وهو كمال الدين حسين والشهير بـ”همام” وكان أحد أعضاء مجلس الشعب سابقا عن مدينة القصير.

ميناء القصير قديما- الصورة من كتاب القصير
ميناء القصير قديما- الصورة من كتاب القصير

أماكن اختفت

المدينة أصبحت تعاني من أشياء كثيرة وتحتاج إلي نوع من الاهتمام، وهناك بعض المعالم أصبحت تتلاشي ولابد من المحافظة عليها كالتليفريك الذي كان يحمل الفوسفات ويمر من شونة الشركة حتي مبني العلبة التي صممها المكتب الاستشاري “إيفيل” مصمم برج إيفيل ويتذكرها المصريين في فيلم أحلام عمرنا في حدث النهاية الذي تم تمثيله هنا، وحاليا تمت إزالته وكان له منظر جميل وإخفاءه أثر فينا نفسيا.

مدرسة شركة الفوسفات - الصورة من كتاب القصير
مدرسة شركة الفوسفات – الصورة من كتاب القصير

عن المؤلف 

طه حسين الجوهري، ولد في منجم 22 شمال مدينة القصير عام 1976، تخرج في كلية التربية بجامعة أسيوط عام 1997، وحصل على ليسانس الآداب قسم اللغة الفرنسية عام 2002، وحصل على تمهيدي ماجستير جامعة المنيا عام 2003، ودبلوم اللغة الفرنسية من جامعة “JULE VERNE” بفرنسا عام 2006.

عمال مناجم الفحم- الصورة من كتاب القصير
عمال مناجم الفوسفات- الصورة من كتاب القصير

اقرأ أيضا

“تاريخ شركة الفوسفات والقلعة والتراث القديم” في جولة مدينة القصير الميدانية 

صور| عمرها 448 عامًا.. قلعة القصير حارسة شواطئ الجنوب وقوافل الحجاج

صور| شركة فوسفات القصير.. حكاية أثر صناعي مهدد بالزوال

“المركز التاريخي للقصير وتحليل وتسجيل التراث” في اليوم الخامس لمعسكر الجونة

صور| في ختام زيارة القصير.. تنفيذ جدارية تعبر عن تراث وتاريخ المدينة

 

مشاركة

‫5 تعليقات

  1. تنبيه: polar
  2. تنبيه: ks quik
  3. تنبيه: แทง pubg
  4. تنبيه: ai nude

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر