كيف احتفل المصريون القدماء برأس السنة المصرية؟
التقويم المصري القديم هو تقويم فلكي اعتمد على ظهور نجم الشعري اليمانية “سوبدت”، وسمي هذا التقويم بالتقويم التوتى نسبة إلى “توت” إله العلم والمعرفة كما أطلقوا اسمه على أول شهور السنة، وقسموا السنة إلى 12 شهر، والشهر إلى 30 يومًا، ثم أضافوا 5 أيام للأعياد حتى تكون السنة 365 يومًا، كما قسموا السنة إلى 3 فصول الفيضان، والشتاء، والصيف، ورأس السنة كانت تبدأ فى شهر سبتمبر (توت).
واحتفل أجدادنا القدماء برأس السنة المصرية، ووصف “هيرودوت” نموذجًا عن مشاهداته الشخصية لاحتفالات المصريين بعيد ميلاد الشمس “رع” في مدينة هليوبوليس “المطرية وعين شمس”، في يوم بداية السنة المصرية الجديدة، حسبما ذكر مجدي شاكر كبير أثاريين بوزارة الآثار.
ويقول مجدي شاكر، تعددت مظاهر الاحتفال بعيد رأس السنة المصرية، فجاءت موثقة على جدران المعابد، حيث كان الاحتفال الذي كان يقام بمناسبة العام الجديد يتصف بالمهابة والإجلال.
ويتابع، كان يبدأ الاحتفال مساء اليوم الأول من شهر “توت” أول شهور العام، وكان يتجلى في هذا العيد تمثال “حتحور” المحفوظ في قدس أقداس المعبد ليخرج للضياء في ذلك اليوم الذي يمنح الحياة لعام كامل فيخرج بها من معبدها، على مشهد من الحشود، في موكب مهيب يتقدمه الكهنة نحو “خزانة المعبد”، فيحضرون تمثالًا بهيئة طائر له رأس إمرأة مصنوع من الذهب.
وفي النهاية يقوم الكاهن الذي يرمز لفيضان النيل بقيادة هذا الموكب، فيسكب أمامه أثناء سيره الماء المقدس الجديد، ويتبعه شخص آخر يمثل الملك يقوم بحرق البخور للناووس، وكانت الموسيقى تصاحب هذه اللحظة الحاسمة، ومعها أيضا تراتيل الكهنة، لإعلان ذلك الحدث السعيد، وتستمر عملية البعث، ويمكن رؤية نقوش هذه المراسم كاملة في معبد “دندرة”.
ويحكي شاكر، عن مظاهر الاحتفال المصريون القدماء: “كان المصريون قديما يحتفلون في العاصمة المقدسة أبيدوس، بعيد شجرة أوزير، أمام معبده، فيأتون بأكثر الأشجار إخضرارا لنصبها وزرعها في وسط الميدان، الذي يكتظ بالرجال والنساء والأطفال والشباب، والفقراء والضعفاء، انتظارًا للهدايا والعطايا، حيث يُلقون بطلباتهم وأمنياتهم مكتوبة على الشقافات والبرديات، تحت شجرة المعبود أوزير فيحققها لهم الكهنة، قدر استطاعتهم”.
كما كان المصريون القدماء يستقبلون العام الجديد بتجهيز الأطعمة المختلفة، في الأعياد من الطيور واللحوم والفاكهة، وكانوا يحرصون على عزف الموسيقى استبشارًا بالعام الجديد.
إقرأ أيضًا:
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها
19 تعليقات