يضم 8 حرف.. «البيت النوبي» مركز الحرف اليدوية بالأقصر

على بعد أمتار قليلة من كمين البغدادي بمدينة الأقصر، يقع البيت النوبي الحضاري، أحد مراكز التنمية الشاملة التي تستهدف تدريب الأسر على الحرف المختلفة والحفاظ على التراث النوبي أيضا. تعمل الفتيات وتتدرب في البيت على نحو 8 حرف مختلفة منها صناعة الفخار والخزف والكليم فضلا عن المشغولات اليدوية والخياطة.

مركز حضاري

تقول منال العوجة، مديرة البيت النوبي الحضاري بالأقصر: “البيت النوبي أحد مشروعات التنمية الشاملة، ويستهدف تدريب وتأهيل الأسر المنتجة بالأقصر، تم تدشينه عام 2008 في عهد سمير فرج، محافظ الأقصر وقتها. وهو عبارة عن مركز إعداد وتدريب معتمد من وزارة التضامن الاجتماعي، يدار من خلال مبادرة “ست بـ100 ست” لدعم المرأة المعيلة وتنمية الطفل”.

وتابعت: نعمل في البيت النوبي على 8 حرف مختلفة منها الفخار والخزف، ومنتجات الجلود، وصناعة الكليم والسجاد. فضلا عن منتجات الخوص وجريد النخل، بالإضافة إلى أعمال الخرز والمشغولات اليدوية والفركة والخياطة.

تشير العوجة إلى إنها تولت إدارة البيت في فبراير العام الماضي. وكان هدفها الإدارة الجيدة فضلا عن تدشين مبادرة لمساعدة المرأة المعيلة، من خلال البيت النوبي، الذي يضم 15 مدربة تعمل في المهن المختلفة، كما يبلغ عدد الأسر المستفيدة من العمل في البيت نحو 35 أسرة.

تضيف، يشارك البيت النوبي أيضا في العديد من المبادرات والمعارض في مخلف أنحاء الأقصر. من أجل تمكين السيدات من العمل في الحرف اليدوية والاعتماد على أنفسهن. حيث ننفذ عدة تدريبات وورش عمل بالشراكة مع التضامن الاجتماعي.

حرفة الخيامية

يقول ناصر الخيامي، مدرب الخيامية بالبيت النوبي: “مهمتي تعليم السيدات النقش على الأقمشة باستخدام إبرة معينة. فمهنة الخيامية عملي يدوي يقوم على غرز معينة، على أقمشة من القطن الصافي. وتشتهر هذه الحرفة في مصر بشكل كبير. حيث كانت تستخدم في أقمشة الأفراح قديما، وحاليا تستخدم في التابلوهات والخداديات والمفارش والشنط وغيرها”.

وتابع: تتدرب السيدات على كيفية الرسم بالغرز على الأقمشة، وتصنع الرسومات الدينية والقبطية والطبيعية والفرعونية. فضلا عن الأشكال الهندسية المختلفة، ويشير إلى إنتاج المفارش والعبايات والشنط والتابلوهات المعلقة في الفترة الأخيرة.

أما عن التسويق، فيقول: “نلجأ لمواقع وزارة التنمية المحلية في عمليات التسويق، خاصة معارض ديارنا وتراثنا. فضلا عن المحال والبازارات في الأقصر، حيث الإقبال السياحي على شراء المنتجات اليدوية”.

سيدة الفخار بالأقصر

تحكي أميمة سعدي حسين، أنها من أوائل السيدات التي تدربت على مهنة صناعة الفخار في البيت النوبي، منذ افتتاحه، وعملت على الدولاب لتشكيل منتجات الفخار. وتقول: “كان أجدادي يعملون في مهنة صناعة القلل والجرار والزيار، تكون لدي شغف باكتشاف هذه الصناعة. وكيف كان يعمل أجدادي، وبعدها بدأت في التردد على البيت النوبي”.

وتابعت: ازداد الطلب على منتجات الفخار التي أصنعها في البيت النوبي، خاصة بعد زيارة وزيرة التضامن الأخيرة. فأصنع طلبيات كثيرة للبازارات والكافيهات والفنادق، فضلا عن الطلب على طواجن الطعام الفخارية بالمنطقة والمناطق المجاورة.

وتوضح حسين، يجلب البيت النوبي الطين الأسواني ويتم طحنه بالقاهرة. ونضع منه كمية على حسب العجينة في البانيو، حتى يتم تخمريه ويظل هكذا لمدة أسبوع. ثم يتم عجن الطينة وتقليبها جيدا لإخراج الهواء والشوائب، ومنها تصبح جاهزة للتصنيع والتشكيل حسب المنتجات المطلوبة.

وتستكمل: بعد الانتهاء من تشكيل المنتج، يتم تجريده حتى يجف. ثم الرسم والتلوين بألوان ثابتة، وبعدها أعمل على حرقه بالفرن، وتسليمه للعميل، أعمل في اليوم نحو 100 قطعة من الأكواب والطفايات الصغيرة، و50 قطعة من الأحجام الكبيرة.

التطريز السيناوي

يضم البيت النوبي أيضا الحرف السيناوية بجانب النوبية. تتولى ابتسام حسام، مدربة نسيج يدوي، تدريب العاملات بالبيت. وهذا التدريب ضمن مشروع سيدات مصر ويستمر لمدة 20 يوما فقط. يهدف المشروع لتعليم الفتيات والسيدات حرفة المشغولات اليدوية. أي إنتاج قطع إكسسوار مطرزة بالتطريز السيناوي على القماش المستخدم.

ابتسام حسام.. مدربة تطريز سيناوي
ابتسام حسام.. مدربة تطريز سيناوي

تقول ابتسام: “أعمل على تدريب الفتيات على تطريز منتج كامل بالطريقة السيناوية. وبذلك نضع لهن حجر الأساس من أجل المساعدة في إطلاق مشروعاتهن متناهية الصغر من جانب، والحفاظ على التراث والمهنة من الاندثار من جانب آخر. فضلا عن تمكينهم اقتصاديا وإدرار الدخل لبيوتهن”.

اقرأ أيضا:

«محمود سالم» نحات بالفطرة يجسد أعماله من الأحجار والأخشاب

مشاركة
زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر