باحث أثري: عيد الربيع عادة فرعونية قديمة.. ونبروه عاصمة الفسيخ

كتب – ريهام مصطفى
يحتفل المصريون في أوائل شهر أبريل كل عام بعيد الربيع أو شم النسيم، وهو عادة فرعونية قديمة توارثها الأجيال، يرجع تاريخه إلى 4700 عام، إذ يعد العيد الأقدم والأعظم، ويرى الفراعنة أن شم النسيم يعني قدوم الربيع، وانبعاث البهجة والفرحة، وتولد الحياة من جديد.
هكذا عرف سيف العراقي، الباحث الأثري بالآثار المصرية، أعياد الربيع عند القدماء المصريين، مضيفًا ‎كان المصريون القدماء يحتفلون بهذا اليوم احتفالا كبيرًا ورسميا في نفس الوقت، مشيرا إلى أن سبب تسمية شم النسيم بهذا الاسم، ترجع إلى كلمة مصرية قديمة “شمو”، وتعني فصل “الصيف”، وهي كلمة هيروغليفية، وعلى حسب معتقداتهم إنها تعني انبعاث الحياة مع مجئ فصل الربيع، ولكن تم تحريف الكلمة على مر الزمان لتصبح من “شمو” إلى “شم”، وذلك في العصر القبطي، وتم إضافة كلمة “النسيم” نسبة إلى نسمة الربيع، ‎إذ كان من عاداتهم في صباح يوم “عيد الربيع”، إهداء الزوج
زهرة اللوتس لزوجته.
ويتابع الباحث الأثري: ‎المصريون القدماء هم من أطلقوا على شم ‎النسيم “عيد الربيع”، وكانوا يجتمعون أمام الهرم وبالتحديد في الواجهة الشمالية له، حتى يشاهدوا لحظة غروب الشمس، فكان يقترب
قرص الشمس تدريجيا أثناء غروبه من قمة الهرم، حتى يبدو وكأن قرص الشمس جالس فوق قمة الهرم، وبعدها تخترق أشعتها قمة الهرم وتبدو أمام المشاهدين وكأنها انقسمت نصفين أو قسمين.
ويكمل: أما عن احتفال القدماء المصريين فكان يبدأ بعد اختراق أشعة الشمس قمة الهرم، وتبدأ الليلة الأولى من الاحتفال وتعرف باسم ليلة الرؤية وهي مظهر من مظاهر الاحتفالات الدينية، وذكرت في بعض من البرديات خاصتهم، وتعلن مولد الزمان، ثم بعد ذلك مع شروق الشمس يتحول عيد الربيع إلى ما يسمى بالعيد الشعبي، وسمي بالشعبي لأنه يشترك فيه جميع عامة الشعب من مختلف الطوائف، حتى الملك بنفسه وكل كبار الدولة أنذاك.
‎ويضيف العراقي أن القدماء كان من عاداتهم الاحتفال والخروج إلى الحدائق والمتنزهات ومعهم أطعمة الفسيخ والرنجة والبصل الأخضر والخس والحمص الأخضر “الملانة”، حيث كانت هذه الوجبات من الأساسيات في الاحتفال بعيد الربيع، وكانت طقوسهم يحتفلون بداية من شروق الشمس حتى غروبها، مشيرًا إلى أن تلوين البيض كان يعد من مظاهر الاحتفال عند القدماء المصريين، وكانت تعني
خلق الحياة من اللاشئ أو الجماد، وكان الفراعنة يقومون بالرسم والنقش على البيض ويضعون أمنياتهم ودعواتهم، ثم يضعونها في سلال من سعف النخيل، معتقدين أنها إذا تعرضت للضوء سوف تتحقق أمنياتهم، عن طريق تعليق تلك السلال في الأشجار، أو تركها في شرفة المنزل.
ويوضح الباحث الأثري ‎أن كل صنف من الطعام كان له معتقد، إذ كانوا يتناولوا البصل الأخضر
وربطوه بالحياة، ويعني لهم قهر الموت والوقاية والتغلب على المرض، وكانت الفتيات يتزين بالحمص الأخضر أو مايعرف بالملانة، في الاحتفالات عن طريق عمل أساور أو عقود للرقبة، وبرع الفراعنة كذلك في تمليح السمك “الفسيخ” وتجفيفه وصناعته، حتى استمر إلى يومنا هذا، ويعد نبات الخس من النباتات المقدسة في زمن الفراعنة، منوهًا بأن مدينة نبروه تعد قبلة العالم في صناعة الفسيخ في زمننا هذا، ويرجع هذا إلى أنه أيام الاحتلال الإنجليزي لم يجد أبناء القرية مجال للعمل وخاصة في مهنة الزراعة بالرغم أن الأرض زراعية، ولكنها كانت في ملكية عدد من الاقطاعيين آنذاك، ومن بعدها فكروا في مهنة الصيد وإذا زاد السمك عن حاجة السوق كانوا يلجأون إلى تمليحه حفاظا عليه لمدة طويلة، حتى أصبحوا مشهورين في هذه المهنة وذاع صيتهم، وأصبحت نبروه عاصمة الفسيخ،
ليست في الدقهلية فقط بل على مستوى العالم وتحديدا العالم العربي.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر