“خميس العدس” و”الفرفيطة”.. احتفالات جمعت المسيحيين والمسلمين في الصعيد

بـ”العدس والفرفيطة” يشارك المسلمون المسيحيون أسبوع الآلالم

يحتفل المسحيون فى كل عام قبل عيد شم النسيم، أو عيد الربيع، بأسبوع الآلالم، وهو الأسبوع الذي عانى فيه السيد المسيح قبل أن يصلب.

ولكل يوم من أيام الأسبوع له اسم يطلق عليه، وتقاليد خاصة به متبع به وعادات خالص له، ومنها يومي الأربعاء والخميس، وهما أربعاء أيوب وخميس الفرفيطة أو العهد .

الاحتفال بأسبوع الآلام يشترك فيه المسيحيون والمسلمون معا، لتتحول البيوت إلى خلايا نحل من أول أيام الأسبوع حتى آخر يوم وهو عيد شم النسيم.

تروي جيهان مراد، تعمل مدرسة، في مثل هذه الأيام في كل عام نحتفل بالأسبوع مع زملائنا المسحيين، كما تربينا، وما زلت أذكر أيام كنا نفعل ذلك عندما كنا صغارًا.

ويطلق على يوم الأربعاء أربعاء أيوب، ويعتقد الناس أن هذا اليوم هو اليوم الذي قام فيه نبي الله أيوب من مرضة الطويل ووقع في نبات “الغبيرة”، لذلك يجلب الأهالي ذلك النبات من الأراضي الزراعية للاستحمام بها يوم الأربعاء، ويخرج رب المنزل لشراء 7 أنواع مختلفه من الفواكه أو الخضراوت أو الاثنين معا، المهم أن يشتري 7 أشياء تؤكل، باعتقاد أن ذلك يجعل البيت لا يحتاج لشيء طوال العام، ولا يشعر أفراده بالجوع.

أما الاستحمام بمياه يوضع بها نبات الغبيرة، فهو للحماية من الأمراض، معتقدين أن فى هذا اليوم من كل عام يُشفى المريض من علته إذ اغتسل بمياه منقوع الغبيرة .

يوم الخميس

أما أم أشرف، صاحبة الثمانين عامًا، فتقول إن هذا الخميس من كل عام يطلق عليه “الفرفيطة”، لأنه من العادات المتبعة فى الصعيد، وهو أن يُذبح طائر في البيت، باعتقاد أن ذلك  يمنع النكد والحسد ولطرد الشيطان من المنزل.

وتضيف أن مع تطور العصر لم يعد هناك الكثير من تلك المعتقدات، مثل السابق يهتم بمثل هذا العادات، فالجيل الحالي من الابناء لا يهتم بما نعتقد به نحن.

ولمشاركة إخواتنا المسيحيون فنحن لا نأكل اللحوم يوم الخميس، كما نمتنع عن مصافحة الأقباط في خميس العهد .

وتقول سولانج ملك، مدرسة، إن يوم الخميس اختلفت عاداته كثيرًا،لكن هناك كثير من الناس يلتزمون بتطبيق تلك العادات حتى الآن، ليس فقط من المسيحين بل من المسلمين أيضًا.

وتتابع أن يوم الخميس، هو اليوم الذي يسبق الجمعة العظيمة، ويكون قاسيًا، ونظل يوم الجمعة صائمين حتى الثالثة أو الرابعة عصرًا بحد أقصى.

وفي يوم الخميس يمتنع المسيحيون عن تناول اللحوم في هذا اليوم والاكتفاء بأكل البقوليات، ويفضل العدس، كما يمتنعون عن المصافحة، وهذه العادات ترجع إلى العشاء الأخير للسيد المسيح، فمن سلمة للمسيح صافحه وقبله قبل أن يخونه.

تتابع: بعد العشاء الأخير في خميس العهد غسل السيد المسيح أرجل تلاميذه، ليقدم ليعلمهم التواضع وخدمة ومساعدة الآخرين والمساواة بين الجميع، وما زالت الكنائس تحافظ على تلك العادة فبعد الصلاة يغسل الآباء والكهنة والأساقف أرجل المصلين .

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر