كتاب اليوم| رواية “ليالي السيد”.. عن المولد والضريح في الجنوب

في رواية “ليالي السيد” للروائي أحمد جاد الكريم، يحكي فيها عن ليالي مولد الشيخ “السيد” الذي يحتفل به أهل القرية كل عام، يبدأ المولد بإشارة من السيد لبطل الرواية سالم، فيزوره في المنام ويخبره بأتباع الحاج عبدالعال الذي يهيم فى بلاد الله ويأتي كل عام للمولد.

ينتظر سالم حتى عودة الشيخ الذي سيسلك على يده الطريقة، وتدور في خاطره أفكار عن الزواج بابنته، إلا أنه يتراجع، وعندما يلتقي شيخه المنتظر يهرول خلفه حتى يلحقه ولا ينال منه إلا شتات كلمات.
ينتقل الراوي لأسرة صديقه، ويبدأ الحكي عنهم فيذكر أخت لصديقه تخفي عن العالم معاشرتها الجن لها حتى لا يتجنى عليها أحد، ويتعلق بأخت أخرى لصديقه تصغره بسنوات ويصف جمالها، وورعه عن التقدم لها حتى عودة صديقه من السعودية، لكن أخيها الجلف الباقي سيزوجها لآخر.

ويروى عن ذكرياته مع صديقه في حضور اخته الصغرى، وافتقاده له، وكيف كان سنده، ليظل وحده بعد وفاة أبيه وأمه، ثم ينتقل الراوي إلى لسان شقيق الصديق، الذي ثقلت عليه مسؤولية والدته وأسرته، ويخفي غيرته من أخيه المسافر.

ويحكي الرواي عن جفاء الأخ الباق، الذي يخفي سرًا وهو الحفر تحت البيت بحثا عن الآثار، والأم المريضة التي تعاني من الألم.

تنخرط الرواية في وصف ملامح الشخصيات بأدق تفاصيلها، بلغة شعرية تبتعد عن الحكي أحيانًا، وتلائم وقائع أحداث الرواية في بعض المواضع.

وتصف الرواية ليالي مولد السيد العديدة، وكيف أنها محور الحياة في القرية، وأنها أهم حدث لأهلها وللغرباء، فيحكي عن الغجر وخيامهم ووصف طبائعهم وسلوكهم، ووقائع أفعالهم في المولد من لعب وسرقة وغناء، حتى أن بطل الرواية الذي دعاه الشيخ السيد لسلوك الخير تتبع أحد الغجريات وتبادلا النظرات وواقعها بعد أن دفع لها.

تحدث عن أهل الله والولائم للغرباء والأقارب في المولد، والذبائح وفتح البيوت وبسط الطرقات للغرباء، ووصف تراص البائعين وزحام المقام، وانهمار دم الذبائح في الطرقات، وتوزيع الهبات على المتسولين القادمين من القرى المجاورة وغيرهم.

كما يحكي عن الولع بالذكر والإنشاد الديني، وترديد الأطفال نغمات الذكر بكلمات مختلطة، أو حفظ الأطفال لبعض أبيات كبار المتصوفة دون فهمها، واندماج الكبار في ليالي الذكر، وتراصهم في مقدمة الكراسي المصفوفة للاستماع للشيخ ياسين وقصائد الصوفية.

كما يصف شغف الأخ عبد العال بالمال وبحثه عنه عن طريق شيخ يُعزِّم  على البيت بتراتيل وطلاسم غير مفهومة، ومعه أتباعه وسط بخور أزرق خانق يطبق على الروح بغرفة شبابيكها مغلقة، حتى يبشره بوجود كنز أسفل البيت، فيجلب عمال يعطيهم ضعف أجرتهم ليحفروا بالليل سرًا، ويصف قمائن الطوب التي تحول قرص الطمي المخلوط إلى حجارة حمراء يستخدمها بحجة توسيع زريبة البهائم.

ينتظر مجئ صديقه سيد من السعودية وعودته إلى قريته في الليلة الكبيرة، بمولد السيد، لكنه يتأخر فيخبره شقيق صديقه بأن “العبارات” تعتاد التأخر عن موعدها.

ينتقل بين الحلم وواقع الراوي، الذي ينام في الطريق ثم يستضيفه أخو صديقه حرجا، وهو يخفي عنه عملية الحفر، ويذكره بحادث بنت الغجر الذي حدث خارج المقام عندما أصابتها حجر طائش من لعب الأطفال في المولد فأصابها في رأسها فماتت، وكيف تكتم الجميع إنه حادث خوفا من الشرطة، وحتى لا ينفض المولد جراء بحث الشرطة، فغسلت وكفنت ودفنت في مقابر الغرباء، فالغجر ليس لديهم محل ولا قرية يعودون إليها.

وفى اليوم الأخير للمولد تتوفى والدة صديقه لترتاح من ألم المرض، ويجد عبدالعال فى الحفر بابين يشيرا إلى وجود ما يبحث عنه، لكن الوفاة تؤجل الدخول لبعد تلقي العزاء، لكن هل يحتمل البيت الريفى القديم الحفر أم يسقط فوق روؤسهم؟ هل يعود الصديق سيد من سفره؟ هل سينجو من الغرق في رحلته على العبارة؟ ماذا يحدث لنهى حبيبة الراوي؟ هل تتزوج منه؟

رواية ليالي السيد من تأليف أحمد جاد الكريم، إصدار دار سما للنشر.

عن المؤلف

أحمد محمود أحمد جاد الكريم، مواليد قرية الجبيرات- طهطا بمحافظة سوهاج  1985، يعمل معلم لغة عربية، قاص وروائي، نشرت له قصص قصيرة فى جرائد ومجلات مصرية عدة، وحازت روايته ليالي السيد على جائزة ساقية الصاوي عام 2014 المركز الثاني، وحصل على جائزة لجنة الشباب باتحاد الكتاب المصرى عام 2014 عن “قصة رجل لا ينام”، كما صدرت له رواية أحزان نوح.

 

مشاركة
المقالات والآراء المنشورة لا تعبر عن رأي الموقع بالضرورة، بل تعبر عن رأي أصحابها

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر