صور| مع بدء معرضهم الثاني للكتاب.. تعرف على تاريخ سور الأزبكية

بجوار مكتبته التي تحتوي على مئات الكتب التاريخية، يجلس عم علي الشاعر، من قدام بائعي الكتب بسور الأزبكية، والذي يحفظ تاريخه جيدًا، ليبدأ في سرد بدايات السور وصولًا إلى مهرجان سور الأزبكية، المنظم اليوم وحتى 15 فبراير المقبل.

“عدد من المتجولين أسسوا السور”.. هكذا يبدأ العم حديثه، قائلًا: في مطلع القرن العشرين أي عام 1902، كانت مصر حينها تحت الاحتلال الإنجليزي، فيقوم بائعي الكتب والدوريات والجرائد، بالمرور طول النهار على المقاهي والبارات لأنها كانت يجلس عليهم أغلب المصريين في ذلك الوقت، مستخدمين المدق والخازوق والمسلة والمسامير لحمل الكتب، إلا أن يأتي وقت العصر فيتعب البائعة ويقررا الاستراحة بجوار حديقة الأزبكية تحت أشجارها المرتفعة.

يكمل: كان هذا الوقت هو وقت خروج الموظفين من أعمالهم، فيمروا بجوار الحديقة ويروا البائعة ويقوموا بشراء الكتب منهم، وأصبحت الناس تتداول فيهم بينهم مكان بائعي الكتب بجوار حديقة الأزبكية، فقام البائعة بأخبار أصدقائهم وأصبحت مهنة لهم وقوموا بشد حبل وضع عليه كتب وبدأ كل بائع في التفنن لعرض كتبه  في سور الأزبكية، مشيرًا إلى أنه مع مرور الوقت أصبح هناك تناسب طردتي ما بين عدد المترددين على شراء الكتب، وما بين عدد البائعة نفسهم.

يوضح الشاعر أن سور الأزبكية عاصر عدد من السلاطين والملوك ورؤساء جمهوريات، بداية من الخديوي عباس حلمي الثاني ثم السلطان حسين، والذي عُين بعد نفي الخديوي عباس من عام 1914 حتى عام 1917، بعد وفاته عين السلطان فؤاد والذي تحول إلى ملك، ومنه إلى الرئيس محمد نجيب مرورًا بجميع الرؤساء ووصولًا إلى الرئيس عبدالفتاح السيسي.

وعن مميزات المعرض يوضح علي أن السور بمثابة معرض دائم طوال العام، فهو يضم كتب من جميع المجالات اللغات وعلم البحار والطب والهندسة والفن وكتب الفقه وأفشات الأفلام القديمة، وغيرها من الكتب.

يشير بائع الكتب إلى أن مصدر شراء الكتب متنوع، فقد يكون جالية رحلت وتركت عدد من الكتب، وآباء وأجداد توفوا ويبيع الورثة الكتب التي كانوا يملكونها، بائعي الروبابكيا، ومخازن الورق، فهو مصدر متجدد نبع لا ينضب.

أما عن زوار سور الأزبكية، فيوضح أنهم من جميع الطبقات والفئات، فقد يكون الطلبة والأطفال في فترة الإجازة طالبين روايات وقصص أطفال، إلا أن باحثي الدكتوراه والماجستير والدبلومات، فهم يشكلون أغلب المترددين على السور باحثين عن كتب طباعات قديمة قد تصل إلى 50 عامًا.

أما عن مهرجان سور الأزبكية الثاني للكتب، يوضح حربي محسب، أحد قدماء بائعي الكتب في السور، أن المهرجان لم ينظم للمرة الأولي، بل تم تنظيم معرض قبل ذلك في عام 2011 حين أتلغي معرض القاهرة بسب أحداث الثورة، وفي هذا العام طالب المعرض من بائعي السور بالمشاركة بعدد 33 فقط من إجمالي 118، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الإيجار، فقدما البائعة اعتذار ونظموا معرضهم بأماكنهم.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر