حوار| ممثل هيئة الشارقة للكتاب: سور الأزبكية قبلة الزوار في "القاهرة الدولي"

في إطار انطلاق فعاليات الدورة الـ”49″ من معرض القاهرة الدولي للكتاب، في الفترة من 27 يناير وحتى 10 فبراير، تحت شعار “القوى الناعمة.. كيف؟”، بمشاركة 17 دولة عربية و10 أجنبية، التقى “ولاد البلد” ممثل هيئة الشارقة للكتاب فاضل حسين بوصيم؛ للوقوف على أبرز الاختلافات بين معرضي القاهرة والشارقة للكتاب، والكشف عن أبرز خصوصيات كل منهما، بالإضافة إلى التعرف على المشروعات المتنوعة التي تقدمها هيئة الشارقة للكتاب، والتي جعلت معرض الشارقة الدولي للكتاب من أهم 3 معارض على مستوى العالم.. إلى نص الحوار:
تحرص هيئة الشارقة للكتاب على المشاركة في معرض القاهرة بصورة مستمرة.. فلماذا؟
نحن نشارك في معرض القاهرة الدولي للكتاب بصفة مستمرة وفعالة، فتجمعنا علاقة قديمة معه تتجاوز الـ25 عامًا. كما أن العلاقات بين هيئة الشارقة ومعرض القاهرة وثيقة الصلة. ونحرص دائمًا على المشاركة؛ لأن مصر أرض الثقافة والمبدعين والكتاب والأدباء، مما يمكننا من إقامة جسور تواصل بين هيئة الشارقة وكل هؤلاء المبدعين والمفكرين.
وأضيف أن مصر لها فضل كبير على العالم العربي في جميع المجالات التاريخية، ويتيح لنا معرض القاهرة عقد اتفاقيات ثنائية بين الهيئة ودور النشر والمؤسسات المختلفة، وأعتقد أن دور النشر المصرية بشكل عام من أساسيات نجاح المعارض الدولية.
وما هي الاختلافات بين معرضي القاهرة والشارقة للكتاب؟
هنا أحب أن أشير إلى خصوصية الجمهور، فالجمهور المصري لا يعلو عليه؛ فهو محب للقراءة، وأقرب إلى كونه جمهور عائلات، فحتى الأطفال تأتي لزيارة المعرض، بجانب تخصيص عدد من الفعاليات لهم، وأرى أن لكل معرض منهما مميزات وسمات خاصة به؛ فمعرض الشارقة الدولي له خصوصية في الوطن العربي ودول الخليج؛ فهو ثالث أهم معرض بالعالم بعد معرضي لندن وفرانكفورت، ويتميز “الشارقة” ببرامج متعددة منها؛ منحة الترجمان، ومدينة الشارقة للنشر، ومنحة الترجمة، وجائزة أفضل دار نشر، وأعتقد أن هناك وجود في الأفكار والثقافات بين كل من معرضي القاهرة والشارقة، وفي النهاية كل المعارض العربية يكمل بعضها الآخر.
أوضحت أن معرض الشارقة يفتقد مكان كـ”سور الأزبكية”.. فهل من الممكن إقامة مشروع مشابه له في “الشارقة”؟
لسور الأزبكية خصوصية كبيرة عند بعض الأشخاص، فهناك من يأتون من خارج مصر إلى معرض القاهرة الدولي للكتاب من أجل سور الأزبكية، إذ يوجد به العديد من الكتب التراثية القديمة والتاريخية التي لا يمكن الحصول عليها إلا من سور الأزبكية كالجرائد القديمة ذات الإصدارات التاريخية، فمن يهتم بالدراسات البحثية دائمًا ما يجد ضالته هناك.
ولا أعتقد أنه من الممكن أن تنجح فكرة سور الأزبكية خارج مصر؛ نظرًا لطبيعتها التاريخية، وخصوصيتها التراثية، فلا يوجد مكتبات لها أكثر من مئة عام غير في القاهرة.
يلاحظ وجود عدد كبير من الجوائز على هامش معرض الشارقة للكتاب.. فلماذا؟
لقد أنشئ معرض الشارقة الدولي للكتاب لخدمة القارئ، والآن يهدف إلى خدمة الناشرين أيضًا، وتساعد الجوائز التحفيزية المقدمة للناشرين على تشجيع الناشرين في مجالات كتب الطفل وكتب العامة، بالإضافة إلى تشجيع دور النشر على الإبداع وخلق أفكار متميزة وجديدة. ويشترط معرض الشارقة على أن تكون دور النشر المشاركة تقدم أفكارًا وعناوينًا جديدة ومتميزة، لا أن تقدم المعلومات والإصدارات القديمة بعناوين مختلفة، ويحرض أيضًا على أن تكون الأفكار شبابية جذابة من حيث المضمون والتصميم؛ نظرًا لتغير طبيعة التعليم واعتماده بشكل أساسي على الوسائل التكنولوجية الحديثة.
وهنا أشير إلى أننا في معرض الشارقة الدولي للكتاب نضع شروطنا الخاصة لقبول دور النشر المشاركة في المعرض منها؛ حداثة المضمون، تصميم الكتاب، كما نختار بعناية الكتب الخاصة بالطفل؛ لأنه يتأثر بالصورة والكلمة وملمس الكتاب نفسه فمثلًا؛ الكتاب الأبيض وأسود يؤثر سلبًا على نفسية الطفل، في حين أن الكتاب المليء بالألوان والصور يجذبه أكثر، فيأتي الاهتمام الأول لدينا في معرض الشارقة للكتاب هو الكيف وليس الكم.
من الملاحظ اهتمام هيئة الشارقة للكتاب بالأطفال فهل تحدثنا عن ذلك؟
بالطبع، في شهر أبريل من كل عام يقام مهرجان الشارقة لقراءة الطفل، ويرجع اهتمامنا بالطفل؛ لأنه أساس المستقبل، فنسعى جاهدين لتنشئتهم بصورة إبداعية على القيم والسلوكيات التي تخدم المجتمع وتهيئهم لمواجهة تحديات العصر الحديث. فالعالم يتجه الآن للتطور حتى القراءة أصبحت مختلفة عن ذي قبل، فهناك قفزات علمية جديدة يجب علينا أن نهيأ لها الأطفال مستقبلًا.
وماذا عن معرض الشارقة لرسوم كتب الطفل؟
يقام معرض الشارقة لرسوم الطفل على هامش مهرجان القراءة، فتنظم هيئة الشارقة مسابقة لرسوم كتب الأطفال؛ نظرًا لتكلفتها، وعدم وجود الرسامين في نفس البلد. وعادة ما تكون المسابقة عالمية، ويدعى فيها كبار الرسامين من دول العالم، وبعد ذلك تقوم لجنة تحكيم عالمية أيضًا بفرز الرسومات واختيار الفائزين، ويلي تلك المرحلة معرض للرسومات الفائزة، وتصميم كتالوج يحتوي على بيانات الرسامين كاملة بجانب رسوماتهم، لتسهيل تواصل دور النشر المتخصصة في كتب الأطفال معهم؛ لأن 70% من محتوى كتب الأطفال مكون من رسومات وصور. وعملت تلك المسابقة على تطوير كتب الأطفال من حيث المضمون والمحتوى.
وماذا عن جائزة الشارقة لكتاب الطفل وذوي الاحتياجات الخاصة؟
تقدم هذه الجائزة من قبل شركة “اتصالات” وتأتي بهدف تطوير ودعم الناشرين مما يساعد على حركة النشر بصفة عامة، ومن ناحية أخرى تهدف الجائزة إلى مراعاة الصحة العامة للطفل. وأعتقد أن الناشر يتشجع بوجود بالجوائز المالية الكبيرة التي من الممكن أن تغطي تكاليف دار النشر الخاصة به خلال فترة 6 أشهر أو سنة، بالإضافة إلى التسويق الجيد للكتاب ولدار النشر.
أصبح معرض الشارقة الدولي للكتاب ثالث أهم معرض بالعالم.. فما هي الخطوات التي اتبعتها هيئة الشارقة للوصول لتلك المرحلة؟
تتمثل الخطوة الأولى في المشاركة في المحافل الدولية ولكن تكمن كلمة السر في المشاركة الفعالة، وليس فقط نقل صورة ثقافية للشارقة عن طريق البرامج الثقافية المتنوعة كالندوات والمحاضرات وتسويق الإصدارات من كتب العامة وكتب الأطفال، ونقل صورة عن التجربة الثقافية الإماراتية بصفة عامة وتجربة الشارقة على وجه الخصوص. ولقد تم اختيار “الشارقة” لتكون ضيف الشرف في فرنسا في مارس المقبل.
وتمثلت الخطوة الثانية في دعم حاكم الشارقة للمعرض من خلال وجوده معنا في المحافل الدولية كمعارض فرنسا وفرانكفورت، وتوقيعه لكتبه هناك، الأمر الذي أعطى دفعة قوية لمعرض الشارقة وسمعة طيبة في الأوساط الثقافية.
فيما تأتي الخطوة الثالثة في إقامة اتفاقيات ثنائية بين هيئة الشارقة للكتاب والمؤسسات ودور النشر المختلفة ومن هذه الاتفاقيات؛ منحة الترجمة، وجائزة الترجمان والتي تقدر بـ565 ألف دولار موجه لكتاب يترجم للأجنبية شريطة أن يخدم الحضارة العربية والإسلامية، ويأتي الهدف من الجائزة؛ نشر الثقافة العربية في البلاد الأوربية.
وأخيرًا أقمنا اتفاقية ثنائية بين هيئة الشارقة للكتاب وجمعية المكتبات الأمريكية، وهي جمعية دولية مقرها أمريكا، وتنص الاتفاقية على إقامة مؤتمر عالمي في معرض الشارقة للكتاب تشارك فيه الجمعية الأمريكية على غرار المؤتمر السنوي، الذي يقام في أمريكا ويجب مشاركة هيئة الشارقة فيه، حرص دول شرق آسيا وأوروبا على حضور معرض الشارقة الدولي للكتاب.
يمثل تزوير الكتب أزمة كبيرة لجميع المعارض.. فكيف تصدى معرض الشارقة لهذه المشكلة؟
معرض الشارقة يعد من أوائل المعارض التي تحارب فكرة تزوير الكتب، وحتى القانون في الإمارات يعاقب على تلك الجريمة، وفي معرض الشارقة نشترط على دور النشر المشاركة بإصداراتها الخاصة، وإذا أراد المشاركة بكتب من دور نشر أخرى فيجب أن يكون لديه توكيل بذلك. وفي حالة رصد كتب مزورة لدى إحدى دور النشر فيتم غلق جناح الدار وتمنع مستقبلًا من المشاركة في المعرض وتوضع في القائمة السوداء. وهذا القانون يسري على جميع دور النشر سواء العربية أو الأجنبية وحتى دور النشر الإماراتية أيضًا، فالكل سواء.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر