معرض فني يوثق أول طابع بريد للكشافة المصرية في المتحف القومي للحضارة

خصص معرض «أثر في طابع»، الذي يحتضنه المتحف القومي للحضارة المصرية، جناحا مميزا لعرض مجسم فني يوثق أول مجموعة من الطوابع البريدية التذكارية التي صدرت بمناسبة المخيم الكشفي العربي الثاني الذي استضافته مصر عام 1956.
رؤية فنية من قلب الكشافة
صممت المجسم مريم هشام شعراوي، ضمن مشروع تخرجها من كلية التربية الفنية بجامعة حلوان. كما يأتي المشروع أيضا كنشاط كشفي فني، حيث تنشط كقائدة بمجموعة منشية التحرير الكشفية بالقاهرة.
تقول مريم لـ«باب مصر»: “أهتم بتاريخ الكشافة المصرية كعضوة في مبادرة “الأرشيف الكشفي المصري”. كما أنها تفضل المساهمة بالأعمال الفنية والمجسمات المصنوعة من الأخشاب والأركت، باعتبارها أحد الأنشطة الفنية الكشفية. وأضافت: “قررت تحويل أول طابع بريد تذكاري صدر للكشافة المصرية إلي مجسم فني. وركزت علي الطابع المخصص للكشافة الجوية، حيث أنتمي وأنشط”.
معرض أثر في طابع
نظَّم المعرض بالتعاون بين المتحف القومي للحضارة المصرية والهيئة القومية للبريد المصري ونادي الرواد لهواة جمع الطوابع البريدية. بالإضافة إلى كلية التربية الفنية – جامعة حلوان ومتحف الشرق.
وقال الدكتور الطيب عباس، الرئيس التنفيذي لهيئة المتحف – في بيان للمتحف- إن المعرض يجسد رؤية متكاملة لربط الماضي بالحاضر. ويسعى إلى تسليط الضوء على طوابع البريد التذكارية كوسائط ثقافية وفنية تعكس الهوية المصرية.
وأوضحت نانسي عمار، مسؤولة تنظيم الفعاليات بالمتحف، أن المعرض تضمن فعاليات فنية وتفاعلية، من أبرزها معرض نادر للطوابع التذكارية والبريدية، والمراسلات القديمة. بالإضافة إلي المراسلات والبطاقات البريدية، بالتعاون مع نادي الرواد لهواة جمع الطوابع. ومعرض فني مبتكر لأعمال ومجسمات مستوحاة من تصميمات الطوابع نفذها طلاب كلية التربية الفنية بجامعة حلوان
وشمل المعرض أيضا عرض خاص من الهيئة القومية للبريد المصري لمجموعة من الطوابع التذكارية. من بينها مجموعة “موكب المومياوات الملكية”، ومعرض تعريفي بتقنية الواقع المعزز (AR) لطوابع يزيد عمرها عن قرن من سبع دول عربية. بمشاركة متحف الشرق الافتراضي عبر شبكة الإنترنت.

كيف بدأت الفكرة؟
تقول مريم: “أبحث في تاريخ الكشافة المصرية. ووجدت أن معرض “أثر في طابع” يمثل فرصة لتوثيق مناسبة عالمية استضافتها مصر، وهي تنظيم المخيم الكشفي العربي الثاني بمدينة أبو قير بالإسكندرية. والذي يعد محطة مهمة للقاء الكشافين على مستوى الوطن العربي لتبادل المعرفة والخبرات.
وتابعت: استضافت مصر المخيم الكشفي العربي الثاني عام 1956. بعدما عقد المخيم الأول بالزبداني بسوريا عام 1954، وأصبح تقليدا راسخا بإقامة المخيم كل عامين وتستضيفه دولة عربية. يتم اختيارها خلال جلسات المؤتمر الكشفي العربي.
وتضيف: “أصدرت هيئة البريد مجموعة من ثلاث طوابع تمثل الجمعيات المركزية الثلاث: فتيان الكشافة، والبحرية والجوية. وقد ركزت في مجسمي على الطابع الخاص بالكشافة الجوية لأسباب شخصية وفنية”.
مجسم خشبي بنفس كشفي
توضح مريم أنها اختارت الطابع الجوي لأن تصميمه قابل للتقسيم إلى طبقات خشبية. ما أتاح لها تنفيذ مجسم بالأركت وتوزيع الإضاءة داخله بطريقة فنية”.
وتقول:” صناعة المجسمات الخشبية باستخدام المنشار الأركت، أحد الأنشطة اليدوية المحببة للكشافين. خاصة أنه لا يحتاج كثير من التكنولوجيا والأدوات. كما أنه فن بدائي يمكن للكشافين والأشبال تعلمه سريعا ولا يعتمد علي المهارة الفطرية أو الموهبة في الرسم وإنما الاستمرار والتعلم”.
وتضيف: “نهتم بالأعمال اليدوية للأطفال خلال اللقاءات الكشفية، لأن الكشافة ترتكز علي مهارات يدوية وحياة الخلاء. لذا الأعمال الفنية والرسم دائما ما تكون ضمن أولويات النشاط”. وتحكي عن فترات العمل علي مشروعها، بأنه قسمت العناصر الفنية لطابع البريد وشعار الكشافة الجوية. وتحويله إلي طبقات يمكن فصلها وتوزيع إضاءة بين الفراغات لتعطي شكلا مجسما لطابع صغير.

قصة إصدار الطوابع الكشفية
يرصد كتاب “طوابع الكشافة المصرية 1956- 2024” (تحت الطبع- مبادرة الأرشيف الكشفي المصري)، ومؤسسها إسلام خالد، تاريخ إصدار هذه المجموعة النادرة من الطوابع.
ويخصص الكتاب فصولا لشرح طوابع البريد التذكارية لمناسبات كشفية من مجموعة طوابع المخيم الكشفي العربي بأبو قير. حتى المؤتمر الكشفي العالمي الذي استضافته مصر في أغسطس 2024.
طوابع الكشافة المصرية
بحسب الكتاب، صدر أول طابع للكشافة المصرية عام 1956 بمناسبة استضافة مصر للمخيم الكشفي العربي الثاني بأبو قير. وتعد هذه المجموعة أول طابع كشفي على مستوى الوطن العربي. وقد حظيت باهتمام كبير من الدولة والحركة الكشفية آنذاك، حيث تم تجهيز أرض المخيم بأبو قير ليكون مخيما دائما.
تتكون المجموعة من ثلاثة طوابع كشفية تمثل الجمعيات المصرية الثلاث المشكلة حديثا في عام 1955. وهي: اللون الأخضر لفتيان الكشافة، اللون الأزرق اللازوردي للكشافة البحرية، واللون الأزرق السماوي للكشافة الجوية. وقد تميزت هذه المجموعة بقيمة بريدية رسمية مضافة إليها قيمة نقدية إضافية. إذ طلب القائد عزيز بكير، قائد المخيم، أن يضاف قرش واحد على كل طابع يتم تحصيله كدعم مالي للحركة الكشفية المصرية.

الطوابع والبطاقات النادرة
كما أصدرت هيئة البريد وقتها بطاقة بريدية للكشافة تعد من أقدم البطاقات البريدية الكشفية. وقد طبع منها 2500 بطاقة بريدية، وبيع منها 1037 فقط بسبب شرط أن البطاقة كانت تباع فقط عند شراء 200 مجموعة من الطوابع. وهو ما يعادل 2 جنيها وهو مبلغ كبير وقتها.
وفي عام 2018، عرضت منظمة “شيري ستون” الإنجليزية، المتخصصة في مزادات عالمية للطوابع، التصميم الأصلي المعتمد لمجموعة طوابع الكشافة. بتوقيع مدير عام مصلحة المساحة بمبلغ 10 آلاف دولار أمريكي.
وعلي مدار السنوات، أصدرت هيئة البريد عددا من الطوابع التذكارية الخاصة بالحركة الكشفية. مثل طابع خاص بالمخيم الكشفي العربي السادس الذي استضافته الإسكندرية عام 1964. وطابع تذكاري بمناسبة مرور 40 عاما على تأسيس المنظمة الكشفية العربية عام 1994.
ويرجع كتاب “طوابع الكشافة المصرية 1956- 2024” تأخر إصدار أول طابع تذكاري خاص بالكشافة في مصر إلى أن هيئة البريد كانت تركز في تلك الفترة على مناسبات عالمية أقيمت في البلاد. لم تكن الكشافة من ضمنها.
اقرأ أيضا:
«أم الخلول».. أكلة شعبية تحولت إلى تراث يُغنّى
هنا عاش أيقونة البوب الفرنسي كلود فرانسوا.. الغريب الذي صار «ابن الإسماعيلية»
«كما دخلوها أول مرة».. كيف قاوم فدائيو قناة السويس الاحتلال البريطاني؟