«مستقبل الحرف اليدوية».. حلقة نقاشية لتناول وضع الاقتصاد المصري

عبر تطبيق “زووم” الإلكتروني، نظم بنك الإسكندرية حلقة نقاشية بعنوان “مستقبل الحرف اليدوية المصرية.. آفاق جديدة نحو التحول الرقمي”، تناولت الوضع الراهن للاقتصاد المصري والحرف اليدوية بمصر من خلال متخصصين.

الحرف اليدوية

قالت الدكتورة هبة حندوسة، المدير العام لمؤسسة نداء: إن هناك 10 نقاط لدعم وتنمية قطاع الحرف اليدوية ولتطوير السوق المحلي، أولها الاهتمام بالخامات وهي أول سلسلة تحدد قيمة المنتجات الحرفية التي يتم تصنيفها عادة طبقا للخامات المستخدمة في التصنيع، وتتوافر في مصر بوفرة مثل الأرابيسك، والتطعيم بالصدف، ويُصدر منهما إلى دول البحر المتوسط، نظرًا لوجود تشكيلة وخامات متنوعة، بالإضافة إلى قدرة مصر على إعادة تدوير الخامات بشكل يساهم في زيادة الدخل الاقتصادي.

وتابعت حندوسة: أما النقطة الثانية فهي متمثلة في العمالة التوظيف، فالمرأة أهم وأقوى عنصر في العمالة المصرية غير مستغلة، كما أن الشباب بحاجة لإعادة تأهيل، وطبقا لحسابات البنك الدولي سيزيد دخل مصر خلال السنوات القادمة بنسبة 85% إذا ساعدت المرأة في سوق العمل.

كما تحدثت أيضًا عن نقطة تطوير معدات ووسائل الإنتاج التي تساهم في إنتاج منتجات تقليدية ذات جودة عالية، وهنا تظهر الفجوة بين التدريب والتعليم المهني ومتطلبات سوق العمل، وذكرت مثالا لذلك بمدارس “مبارك كول” التي توفر تعليم مهني متميز للطلاب، إلا أنها لا تدخل التدريب داخل الورش ضمن مبادئ التعليم.

وأشارت “حندوسة” إلى ضرورة رفع القدرة التنافسية في الحرف التقليدية، خاصة أن معظم الدول تتجه إلى توطين القطاعات الحرفية، لجدب الاستثمارات المحلية والأجنبية بحيث تدخل هذه القطاعات ضمن التكتلات الصناعية والإنتاجية في الدولة.

وذكر أسامة الغزالي، مستشار الحرف اليدوية لبنك الإسكندرية، أنه يوجد ما يزيد عن 120 حرفة في مصر ترتكز في 350 قرية ونجع بأنحاء الجمهورية.

مبادرة إبداع

وتحدثت ليلي حسني، رئيس مكتب المسؤولية الاجتماعية والتنمية لبنك الإسكندرية، عن جهود البنك في دعم الحرفيين، إذ أن البنك يعمل منذ عام 2015 في مجال الحرف اليدوية والاقتصاد الإبداعي، خاصة للفئات المهمشة من خلال تدشين مبادرة “إبداع” من مصر لدعم الفئات المهمشة والأكثر فقرًا، كما يعمل البنك حاليًا في جميع الحرف مع معظم الجهات التي تقوم على الفكر التنموي من خلال التركيز على نقطتين أولهما التسويق للحرفي أو الفنان بإيجاد تواصل مباشر معه ومع العملاء ليصل بنفسه إلى متطلبات سوق العمال والتجار وغيرهم، والنقطة الثانية التعريف بحكاية المنتج والشخص القائم عليه.

وتابعت: يعمل البنك على فتح مجال تنظيم المعارض التي تضم الحرفيين والفنانين وليس فقط المنتجات من خلال جمعيات تعمل على تطوير الحرف ومنعها من الاندثار مع التركيز أكثر على الحرف التراثية، كالنفخ والزجاج والخيامية، كما يعمل البنك على تقديم تمويل وتسهيلات غير موجودة في أماكن أخرى بشكل متفهم لطبيعة الحرفة ودورة العمل فيها.

وأوضحت حسنى، جهود البنك في ظل جائحة كورونا، قائله: إنه مع بداية الأزمة وتوجه العالم إلى قطاع الصحة، أطلق البنك برعاية وزارة التضامن الاجتماعي وبالمشاركة مع جوميا ومؤسسة ساويرس للتنمية المستدامة، متجر أون لاين لمساعدة الحرفيين في عرض منتجاتهم في ظل منع إقامة المعارض وغلق منافذ البيع، ليعرض المتجر على منصة جوميا أكثر من 10 آلاف منتج حقق مبيعات عالية للقطاع الحرفي والإبداعي، ليسعي البنك لخلق معرض أون لاين دائم مع جميع المؤسسات التي شاركت في البداية، والتي انضمت بعد ذلك كيدوية والمجلس القومي للمرأة للمتجر، وهو ما يوضح مدى نجاح الفكرة.

مؤسسة ساويرس

أضافت نورا سليم، المدير التنفيذي لمؤسسه ساويرس للتنمية الاجتماعية، أن المؤسسة تعمل منذ 20 عاما على رؤية التمكين الاقتصادي المستدام من خلال التركيز على الفئات المهمشة خاصة الموجودة في صعيد مصر، التي يعمل أغلبها بالحرف اليدوية، لتوفير وظيفة لهم تمنع العودة إلى الفقر، منوهة بأن الشراكة مع بنك الإسكندرية بدأت مع مبادرة أطفال بلا مأوى، ثم استمر التعاون في مجال قضايا التنمية التي بحاجة إلى أطراف قوية للعمل عليها بشكل فعال.

أما عن مبادرة إبداع من مصر، فقالت: هي مبادرة متميزة من قبل البنك لإدخال مفهوم الحرف اليدوية في القطاع الخاص ودعم المنتج المصري بشكل يتلاءم مع متطلبات العصر أيضا، وهنا استطاعت المؤسسة تقديم خبرتها في العمل مع الحرفيين بمحافظات وقرى مصر ومع الجمعيات الأهلية، واستغلال أنشطتها الأخرى كمهرجان الجونة على سبيل المثال في عرض المنتجات وتوسيع قاعدة الشركاء وفتح أبواب لتطوير المنتجات وتوزيعها خارج مصر.

التجارة الإلكترونية

أوضح هشام صفوت، المدير التنفيذي لشركة جوميا، أن الشركة تؤمن بدور التكنولوجيا في تحسين حياة الناس، وعليه أطلقت متجر إبداع من مصر لتسهيل عرض المنتجات وتوصيلها لكل أنحاء الجمهورية الذي تصل إليها الشركة بكل سهولة، فقدمت الدعم في تأسيس المتجر والتدريب على التجارة الإلكترونية ودعم الدعاية للمنتجات، لافتا إلى ميزة عرض المنتجات اليدوية جنبًا إلى جنب مع أهم الماركات العالمية من منطلق ديمقراطية التجارة الإلكترونية، منوهًا بأن المرحلة الأولى شملت إنشاء وعرض المحتوى الذي حقق آلاف الزيارات من جميع أنحاء الجمهورية.

وتهدف الخطوة الثانية من خلال مبادرة إبداع من مصر إلى عملية تصدير المنتجات في دول القارة الإفريقية التي يوجد بها فروع للشركة.

عن المبادرة

وكان بنك الإسكندرية قد أعلن في مايو الماضى بالتعاون مع شريكه الاستراتيجي مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية وجوميا، عن إطلاق أول متجر مُتخصص لمنتجات “إبداع من مصر” على منصة جوميا الرقمية “Jumia.com” من خلال تطبيق الهواتف الذكية، وتأتى منتجات إبداع من مصر ضمن قطاع الاقتصاد الإبداعي والحرف اليدوية، التي هي أحد أهم القطاعات التي تأثرت بقوة بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد في مصر.

والمبادرة مدعومة من مؤسسة يدوية و فيرتريد إيجيبت، حيث تُخصص المُبادرة مساحة حصرية لمُبدعي “إبداع من مصر” على منصة جوميا، لعرض أكثر من 400 منتج مختلف،  وتضم في مرحلتها الأولية أكثر من 3700 حرفيين مصريين يمثلون 22 محافظة، وتمثل النساء 80% منهم، كما تضم 15 مجموعة من حرفيين ذوي الإعاقة.

 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر