مبادرات إلكترونية لإحياء اللغة العربية

لجأ العديد من الشباب المصريين الحريصين على مصير لغة الضاد، لاتخاذ خطوات نحو إحياء اللغة العربية بجهودهم الذاتية، عبر مبادرات إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعي، «نحو وصرف» و«دكتور اللغة العربية» كانتا أبرز المبادرات التي تم تدشينها.. «باب مصر» يلتقي مؤسسي المبادرات.

مبادرات إلكترونية

مبادرة التصحيح اللغوي عبر صفحة «نحو وصرف» الإلكترونية تعد حديثةً نسبيًّا على منصات التواصل الاجتماعي في هذا الصدد، ويرجع تاريخها إلى قبل خمس سنوات، ويوضح مؤسسها الشاعر والخبير اللغوي محمود عبدالرازق جمعة لـ«باب مصر»، أنه رغم العمل على هذه الفكرة منذ خمس سنوات فإنه يشعر بعدم تقديم كل المطلوب، الذي قد يتحقق بحديث الجميع باللغة العربية بشكل صحيح، وهذا الأمر لا يراه في الأفق.

يعمل محمود على مبادرته لنشر اللغة العربية عبر عدة اتجاهات، منها صفحة «نحو وصرف» لتعليم اللغة العربية، بشكل يومي، وإصدار كتابين عن اللغة العربية هما «الأخطاء اللغوية الشائعة في الأوساط الثقافية» الذي صدرت طبعته الأولى عام 2008 والثامنة عام 2020، وكتاب «عزيزي المحرر.. دليلك إلى صياغة احترافية» الذي صدرت طبعته الأولى عام 2018 والثالثة عام 2020، فضلا عن التدريس بشكل متقطع، ويستهدف بهذا المجهود كل الفئات في الوطن العربي، عبر استخدام طرق بسيطة لتقريب اللغة من كل عربي.

محمود عبدالرازق
محمود عبدالرازق

يتابع الصفحة التي دُشّنت في أكتوبر 2015، نحو 650 ألف شخص، ولم يلجأ مؤسّسها خلال هذه الفترة إلى الاعتماد على الإعلانات الممولة، بل كان شغف المتابعين بتعلم اللغة العربية بشكل بسيط هو الدافع إلى المتابعة، ويقول عبدالرازق: “أعمل على الصفحة بمفردي، وبالطبع هذا الأمر يؤثّر في وقتي خلال الرد على نحو 100-200 فرد يوميًّا، والتعليق يُتبع بآخر لإقناعه بالمعلومة… ولن ألجأ إلى بديل، للحفاظ على روح الصفحة ولعدم ثقتي بشخص آخر يردّ بلغة عربية سليمة”.

عادة ما يُصلِح الأخطاء في منشورات المشاهير، ومنهم من رحّب بهذه الخطوة وتواصل معه أو أبدى إعجابه عبر صفحته، كالفنان نبيل الحلفاوي، ويقول: “هذا الأمر أعتبره هامًّا لي، باعتباره دعمًا معنويًّا، ودعمًا دِعائيًّا للصفحة”.

التبسيط وسهولة إيصال المعلومة هو الأمر الذي حرص على اتباعه في مبادرته، دون إقحام المتابع أو السائل في تفاصيل لغوية معقدة. تساءل عبدالرازق عن الدور الميداني الغائب لمجمع اللغة العربية بالقاهرة، والمجمع العلمي في الأردن، وكليات اللغة العربية، لافتًا إلى أن الوجود مع العامة للتوعية بأهمية اللغة وطرق تعلُّمها سيكون فارقًا، بخاصة أن أدواتهم كعلماء، أكبر من مجرد صفحة على فيسبوك.

وفي اليوم العالمي للغة العربية، يقدم “عبدالرازق” عدة نصائح للنطق والكتابة بلغة عربية صحيحة، ومنها الممارسة الصحيحة للغة عبر الاستماع والتخاطب باللغة العربية، ومن الممكن الاستماع إلى إذاعات القرآن الكريم، مع القراءة بصوتٍ عالٍ، وتخصيص نصف ساعة يوميًّا للمحادثة باللغة العربية.

دكتور اللغة العربية

باستخدام أدوات بسيطة، دشن محمود محمد مبادرته الإلكترونية قبل عامين من خلال تقديم مقاطع فيديو لشرح وتبسيط قواعد اللغة العربية، ويقول لـ«باب مصر»: “القواعد ثابتة لا تتغير، وأحرص على شرحها بطريقة سهلة وبسيطة من مناهج الطلاب في المراحل التعليمية المختلفة حتى يسهل عليهم الاستفادة بها وكذلك الأكبر سنا”.

أطلق محمود على مبادرته «دكتور اللغة العربية»، لأن الهدف من القناة هو علاج فوبيا اللغة العربية، ودكتور هنا ليست مستوى علمي، وخلال جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتداعياتها على التعليم في مصر والوطن العربي، واهتم محمود بتقديم محتوى مكثف عبر قناته.

ويقول: “الاتجاه العام على مدار الأشهر الماضية كان لاستخدام الإنترنت بشكل كبير، حيث أثرت فترة إغلاق كورونا على المحتوى الإلكتروني بشكل عام، وحرصا مني على اللاب أردت مساعدتهم من خلال تقديم دروس في النحو واللغة العربية وفقا لمنهج كل صف، ويستفيد منها المتابعين من اكثر من دولة عربية وليس مصر فقط”.

يستقبل محمود أسئلة من متابعين من فلسطين وعرب راغبين في تعلم اللغة العربية ومنهم من يساعد أبنائه خلال الدراسة خاصة فترة البقاء في المنزل، ويوضح: “أردت المساعدة بخبرتي في اللغة العربية بحكم دراستي لها وحبي على تعلمها والبحث باستمرار ورغبتي في أن يتحدث ويكتب كل عربي اللغة العربية بشكل صحيح”.

اتكلم عربي

كانت قد أعلنت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، عن إطلاق مبادرة «اتكلم عربي» بهدف ربط المصريين بوطنهم الأم ومحاربة طمس الهوية العربية، وجاء ذلك خلال مداخلة لها مع إحدى القنوات التليفزيونية.

وجاء العمل على هذه المبادرة بشكل رسمي بدعم من الدولة بعد موافقة الرئيس عبدالفتاح السيسي على تنفيذها، ودمج عدة قضايا داخلية بالمبادرة مثل، الأمثال الشعبية والعادات ولتقاليد وقبول الآخر، وذلك بالتزامن مع احتفال منظمة اليونسكو باليوم العالمي للغة العربية واعتمادها لغة رسمية ضمن اللغات في الأمم المتحدة.

اقرأ أيضا

كيف انتصرت لغة الضاد على «الفرانكو»؟

قبل 40 عاما.. حين تنبأ رواد الكتابة باستبدال اللغة العربية الفصحى بالعامية

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر