"قمر الدين".. مشروب شاميّ اشتهر في مصر

 
مشروب قمر الدين، واحد من أهم  المشروبات الشعبية، التي ارتبطت بشهر رمضان في مصر، مع أنه أحد الصناعات السورية الشهيرة، التي اعتمدت على الفاكهة النادرة الظهور بالأسواق وهي المشمش.
وتدل أكثر المصادر التاريخية على أن التجار الدمشقيون كانوا هم من أدخلوا قمر الدين إلى مصر، لينتشر ويصبح المشروب الرسمي لشهر رمضان أو بعبارة أخرى يصبح أيقونة الشهر.
أصل التسمية
لا توجد مصادر تاريخية تشير صراحة إلى سبب “قمر الدين” بهذا الاسم، ومعظم الآراء هي محض روايات اعتمدت على اجتهادات شخصية.
وتذكر بعض الروايات أن سبب التسمية هي أن أول بلدة صنعته في سوريا كان اسمها أمر الدين، بينما اعتبر آخرون الاسم “أمر الدين” إشارة لارتباط  الاحتفال بقدوم شهر رمضان برؤية هلال الشهر.
ويقال إن الخليفة عبدالملك بن مروان كان أول من شربه احتفالا باستطلاع هلال الشهر، لذا سمة  أمر الدين  لارتباطه بتنفيذ أمر الله في صوم شهر رمضان.
ومن الآراء التي تذكر أن أول من صنعه في سوريا كان اسمه قمر الدين، وقيل أيضا إن  قمر الدين تطلق على الرجل الصالح، ولعل أقرب الروايات منطقية أنه سمي قمر الدين لارتباطه بهلال الشهر، فهو يشير إلى الشهر القمري رمضان، إذ ارتبط تناوله وتحضيره به.
تاريخ الصناعة
مما جاء في كتب الرحالة أن قمر الدين عرف في بلاد الشام خلال القرن التاسع الهجري، ومنها انتقل إلى مصر وبلاد المغرب، وتشير مصادر أخرى إلى أن ظهور صناعة قمر الدين دعت إليه ندرة ثمار المشمش وبقاؤها في الأسواق لمدة لا تزيد عن شهر، ما دعا أهالي سوريا في ذلك  الوقت إلى تجفيف ثمار المشمش، إما لصناعة المشمش المجفف (ياميش) أو تجفيفها في شكل شرائح، وهو ما عرف فيما بعد بـ”قمر الدين”.
ويرد في كتاب خطط الشام أن  زراعة المشمش تنتشر في دمشق في مناطق الغوطة  والمرج، ويعتبر أعلاها مرتبة المشمش الحموي، الذي لا تزيد المساحة المنزرعة به عن 5% من إجمالي زراعات المشمش، يليه في المرتبة السندياني ثم المشمش البلدي والوزري.
كما يوجد المشمش العجمي والذي يشبه طعمه الخوخ، ويذكر الكتاب أن  أشهر الأصناف وأكبرها مساحة هو أردأ الأنواع، لمسمى المشمش الكلابي، والذي يغطي نحو 7% من مساحة المشمش في الغوطتين الشرقية والغربية، وتعد مدينة عربين بلغوطة الشرقية من أشهر مراكز صناعة القمر الدين .
طريقة التصنيع
تجمع ثمار المشمش الناضجة، وتغسل جيدا بالماء وتعقم ثم تخلى من البذور  وتعصر، وقديما كانت عملية العصر وعملية التخلية تجريا يدويًا، أما الآن فبواسطة ماكينة مخصصة تقوم بالعمليتين معا.
وبعدا انتهاء العصر تبدأ عملية المد من خلال وضع العصير على ألواح خشبية بعد دهنه بزيت الزيتون، وتترك لمدة ما بين يوم إلى ثلاثة أيام حتى تجف وتتحول إلى شرائح قمر الدين، لتدهن بزيت الزيتون وتطوى وتغلف في أكياس بكميات متفاوتة.
المشروب الرسمي في رمضان :
وهناك طريقتان شهيرتان لإعداد قمر الدين في رمضان، إما بعمل العصير وهو الشراب الرسمي للمصريين في خلال شهر رمضان، أو عمل المهلبية بإضافة الحليب والنشا .


الموضوع اعتمد على
محمد كرد علي، خطط الشام، الجزء الرابع، نسخة pdf
نوال الشوابكة، أدب الرحلات الأندلسية والمغربية حتى القرن التاسع الهجري، نسخة pdf
 
 

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر