قصر عزيزة فهمي.. آخر ما تبقى من «حي زيزنيا»

تطل واجهته على كورنيش منطقة مظلوم الواقعة بين جليم و زيزينيا، تحيط به حديقة واسعة جرفت الآن، وهي مقامة على مساحة 15 ألف فدان، وفي يجاوره الناحية الجانبية كلية الفنون الجميلة، قصر عزيزة فهمي ، يظهر أول حرف من اسمها واسم والدها على البوابة و كذلك أعلى واجهة القصر.
شيد قصر عزيزة فهمي في أوائل القرن 20 على ربوة عالية على البحر، فهو يشبه قصور الأساطير، مصمم على طراز إيطالي يسمى جرانتوا، بابه الرئيسي من الداخل وليس المواجه للبحر، وهو على نفس طراز القصر المشيد بالقرب منها وهو قصر أختها زينب فهمي، الذي أصبح بعد ذلك قصر المجوهرات، وقد شيد قصر عزيزة فهمي على مساحة 670 من مساحة الأرض.  

كما  أوضح مايكل حنا، أحد من قاموا بتوثيق قصر عزيزة فهمي بالصور و نشره من خلال صفحته على “الفيسبوك”، والذي عبر عن قلقه وغضبه  من  تجريف حديقة القصر، لبدء شركة ايجوث الحفر بها بعد اتفاقها مع الورثة على تقسيم الحديقة بينهم  نصف الأرض فندق والنصف الآخر أبراج سكنية، موضحة في ماكت المشروع التي ستصل ارتفاع الأبراج إلى 35 دورًا بارتفاع 100 متر، مما يقضي على ما تبقى من حي زيزنيا، وذلك على حد تعبيره.

قصر عزيزة فهمي أثري من التراث

وتشير الزهراء أحمد، باحثة في التراث السكندري ومرشدة سياحية، إلى أن قصر عزيزة فهمي يعد من التراث، ومسجل في المجلد ولكن  ليس أثر.
وعند القصر قال رئيس الأمن التابع لشركة ايجوث، إنه لن يمس أحد القصر، لأنه أثري، وعندما تنازعت الحكومة مع الورثة عليه كان لعدم هدمه، لكن ما تهدف إليه الاحتفاظ بالقصر التراثي مع بناء حوله أشبه بفكرة فندق “مريوت” بالقاهرة، الذي يتوسط مباني الفندق قصر إسماعيل باشا.
“القصر ده بتاع مصطفى فهمي باشا اللي الشارع اللي جنب القصر متسمي باسمه، وهو كان صاحب القصر، وكان عنده بنت اسمها عزيزة بنالها القصر ده، وكان عايش معها ولما مات ورثت القصر وهي متجوزتش، ولما ماتت كان في ورثة عايزين يبيعوا القصر، فالحكومة حطت إيدها عليه، عشان تمنع هدمه و تعمل مشروع على الأرض في الحديقة، زي ما أنت شايفة اللوحة المكتوبة، إن شركة ايجوث الحكومية هي اللي تمتلك الأرض دلوقتي”.. هكذا يقص أبوعادل، صياد، في نهاية السادس من العمر، يعمل في البحر أمام القصر من زمن.
ويتابع: “لكن حتى  الآن على أرض الواقع لازالت هناك اجتماعات ومفاوضات، ولم يتم شيء على أرض الواقع، فاللي سمع مش زي اللي شاف، مضيفا أن قصر عزيزة فهمي حاليا داخله مبنى إداري تابع لمعهد ايجوث للسياحة والفنادق الموجود بمنطقة الهدايا.
ظهر القصر ومساحته الواسعة المميزة على كورنيش الإسكندرية في الدقيقة 82 إلى 83 في فيلم “ابن القنصل”، في مشهد يوهم فيه أحمد السقا في دوره في الفيلم الفنان خالد صالح أنه سيشتري هذا القصر بعد اتفاقه مع الورثة، وكان هذا ضمن أحداث الفيلم الذي يدور حول فكرة النصب بطريقة كوميدية.

مشاركة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
باب مصر